دراسات ثقافية 1983 (2-2)
شذرات
الجمعة / 21 / رجب / 1442 هـ الجمعة 05 مارس 2021 01:11
أروى المهنا
يصعب وضع تعريف واضح للدراسات الثقافية، كما يقول الناقد البريطاني رايموند ويليامز «ليس من السهل وضع تعريف دقيق للدراسات الثقافية لأن مفهوم الثقافة نفسه يتميز بكثير من التعقيد والغموض، لكن يجب أن تعمل هذه الدراسات على مبدأ ديمقراطي»، من جهة أخرى يرى الأكاديمي النيوزلندي سايمون ديورنغ أن «الدراسات الثقافية فضفاضة متداخلة الاختصاصات، وتتبع مناهج ومقاربات متعددة، منها مثلا ما يتعلق بالنظرية الاجتماعية أو النظرية السياسية والنسوية والاقتصاد السياسي والمتاحف والفن والسياحة ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والأفلام». فتحت الدراسات الثقافية أفقا معرفيا ثقافيا جديدا في بدايات القرن العشرين خاصة بعد إشكالات الثقافة وخلفياتها لفترة طويلة والتي ساهم بها عدد من المفكرين والفلاسفة من خلال أطروحاتهم التي عملت على إحداث حراك نشط في المجالات أو الحقول الإنسانية والأدبية والنقدية. ومن الناحية المرجعية تعتبر بريطانيا هي التي بدأت في تأسيس الدراسات الثقافية على يد كل من عالم الاجتماع البريطاني الجامايكي الأصل ستيوارت هول وريتشارد هوغارت عالم الاجتماع البريطاني وعدد من الشخوص الاعتبارية الثقافية، لكن سرعان ما امتدت إلى دول ومجتمعات أخرى كأمريكا وكندا وأستراليا وفرنسا وحتى شرق آسيا كالهند وبلاد أخرى؛ حيث انفتح المهتمون فيها والمختصون بالاشتغال على هذا الصرح المعرفي سواء كانت الثقافة الرسمية أو الشعبية بما فيها ثقافة النخب أو العامة.
أسقط أَعلام أمريكا الدراسات الثقافية على الخطابات من أجل تفكيكها وتحويلها لمنهج قراءة أكثر حرية كتفكيكها من الأيدولوجيات، هذا التفكيك يرمي إلى البحث أكثر لفهم أشكال الخطاب الإنساني والاجتماعي بما فيه السياق السياسي وحتى التاريخي، حيث يرى المنظر البريطاني تيري إيجلتون أن المبدع يتحكم بالنص الأدبي وإعادة صياغته بالطريقة التي يراها مناسبة ويفرض فيها الأيديولوجية الخاصة به، إذن لا يمكن أن يكون هذا المسار مجرد نشاط ثقافي عابر، فالدراسات الثقافية تهتم بتكوين أفراد ناضجين حقيقيين يملكون حسا متوازنا في تلقي النتاج بمختلف أشكاله كما أشار إلى ذلك الناقد البريطاني فرانك ليفيس.
القراءة والبحث في هذا الفضاء عميق ومُلهم يكفي أنه يعمل على وجهة مختلفة كتسليط الضوء على «الثقافة الشعبوية» التي تناهض الثقافة المخملية المعنية بفئة دون غيرها بما فيه تحليل الحياة اليومية وخصائصها الثقافية، أعتقد أن إسقاط هذا المسلك على المشهد الثقافي سيعمل على الخروج بنتاج مختلف وربما صادم، ماذا لو عملنا على ندوة تناقش محتوى الكتاب «الدراسات الثقافية 1983»! الذي عملت عليه الباحثة جينيفير داريل سلاك بتوثيق محاضرات هول، لكن ماذا لو كان لدينا مركز يُعنى بالدراسات الثقافية! حُلم كبير ولكن لا يمكن أن يكون مستحيلاً.
arwa_almohanna@
أسقط أَعلام أمريكا الدراسات الثقافية على الخطابات من أجل تفكيكها وتحويلها لمنهج قراءة أكثر حرية كتفكيكها من الأيدولوجيات، هذا التفكيك يرمي إلى البحث أكثر لفهم أشكال الخطاب الإنساني والاجتماعي بما فيه السياق السياسي وحتى التاريخي، حيث يرى المنظر البريطاني تيري إيجلتون أن المبدع يتحكم بالنص الأدبي وإعادة صياغته بالطريقة التي يراها مناسبة ويفرض فيها الأيديولوجية الخاصة به، إذن لا يمكن أن يكون هذا المسار مجرد نشاط ثقافي عابر، فالدراسات الثقافية تهتم بتكوين أفراد ناضجين حقيقيين يملكون حسا متوازنا في تلقي النتاج بمختلف أشكاله كما أشار إلى ذلك الناقد البريطاني فرانك ليفيس.
القراءة والبحث في هذا الفضاء عميق ومُلهم يكفي أنه يعمل على وجهة مختلفة كتسليط الضوء على «الثقافة الشعبوية» التي تناهض الثقافة المخملية المعنية بفئة دون غيرها بما فيه تحليل الحياة اليومية وخصائصها الثقافية، أعتقد أن إسقاط هذا المسلك على المشهد الثقافي سيعمل على الخروج بنتاج مختلف وربما صادم، ماذا لو عملنا على ندوة تناقش محتوى الكتاب «الدراسات الثقافية 1983»! الذي عملت عليه الباحثة جينيفير داريل سلاك بتوثيق محاضرات هول، لكن ماذا لو كان لدينا مركز يُعنى بالدراسات الثقافية! حُلم كبير ولكن لا يمكن أن يكون مستحيلاً.
arwa_almohanna@