جاءت زيارة البابا فرنسيس للسيستاني في منزله لافتة، بينما كانت مشاهد تنقل البابا بين أزقة مدينة النجف الضيقة للوصول والخروج من منزل المرجع الشيعي الأبرز في العراق غير مألوفة، لكن السؤال يبقى لماذا زار البابا السيستاني وماذا ستقدم هذه الزيارة للعراقيين وخاصة المسيحيين ؟!

فعليا لا شيء، فالسيستاني نفسه لم يقدم شيئا لحماية الطوائف الأخرى والأقليات، ولم يتدخل لوقف المذابح والتهجير الذي تعرض له العراقيون السنة على يد ميليشيات الحشد الطائفية تحت ستار محاربة تنظيم داعش، بينما تعرض الوجود المسيحي في العراق لتناقص مستمر منذ سقوط نظام صدام حسين، وهذا مؤشر على التغول الطائفي الذي أصاب العراق منذ تشكلت السلطة الجديدة بطابعها الطائفي وسطوة المتطرفين الشيعة عليها !

بل إن البابا عندما زار مدينة أور مسقط رأس النبي إبراهيم لم يجد أمامه سوى أسرة مسيحية واحدة بعد هجرة بقيتهم نظرا لتردي الأحوال الأمنية والمعيشية، فالعراق الذي أصابه التشرذم والتمزق منذ الاحتلال الأمريكي وتقدم إيران عبر أذرعها وتنظيماتها الطائفية لملء فراغ السلطة والتحكم بمفاصل الحياة باتت أحواله رهن سطوة الميليشيات الطائفية على الدولة !

وبرأيي أن البابا قدم هدية مجانية بقيامه بمثل هذه الزيارة، وكان أولى أن يتم اللقاء ضمن اجتماع يحتضن ممثلي جميع الطوائف العراقية بدلا من تكريس حالة سطوة الفريق الواحد !

باختصار.. رجال الدين يفشلون غالبا عند ممارسة السياسة !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com