كتاب ومقالات

التحرك المطلوب لضبط الحماقة الإيرانية الحوثية

تلميح وتصريح

حمود أبو طالب

السيطرة على حالة العبث والهمجية التي يمارسها الوكيل الحوثي بأوامر من نظام الإرهاب في إيران تتطلب ما هو أكثر من صد هجمات الصواريخ الباليستية وطائرات الدرونز المفخخة، إذ لا يمكن التعايش مع هذا الوضع والتسليم به كواقع دون وضع نهاية له. صحيح أنها هجمات فاشلة أمام قوة الردع السعودي، لكننا نتعامل مع مليشيا تدار بأساليب مرتزقة الحروب، بينما الحقيقة التي يعرفها الجميع أن الطرف الآخر في هذه الحرب هو النظام الذي يطمح إلى فرض هيمنته على محيطه العربي.

نحتاج بالضرورة إلى تحرك سياسي فعال تقوده المملكة بمشاركة المجموعة الخليجية وبقية الدول العربية التي ما تزال متماسكة لتصعيد ملف الإرهاب الحوثي الإيراني إلى أعلى المستويات في المنظمات الدولية ومنها مجلس الأمن. الموقف الأمريكي الذي يكرر مساندته للمملكة في تصديها للحوثيين وشجبه لممارساتها لا يمكن الاعتماد عليه لتناقضه مع طبيعة تعامل الإدارة الجديدة مع النظام الإيراني والمليشيا الحوثية. والعرب سواء داخل المنظومة الخليجية أو خارجها عليهم استيعاب طبيعة الخطر الكبير الذي سيستمر محدقاً بهم ضمن المشروع الغربي لإعادة رسم الخرائط، وبيانات مساندتهم للمملكة التي تقف في مقدمة خط النار في هذه المواجهة الوجودية لا تكفي وحدها دون موقف عملي.

على المجموعة الخليجية والعربية تصعيد الملف سياسياً وقانونياً في كل المنظمات الدولية، ومع معرفتنا بورقة الفيتو التي سوف تستخدمها بعض الدول فإنه لا بد من الاستمرار في التصعيد. علينا التحرك الفعال واستخدام أوراق الضغط المتاحة لتغيير مواقف الدول التي تتعامل بتراخٍ مع أزمة خطيرة تهدد أمن وسلام المنطقة وإمدادات الطاقة وممرات التجارة العالمية، وتمهد لواقع تحكمه الفوضى العارمة لو استمر الحال على ما هو عليه.

habutalib@hotmail.com