محمد التونسي.. بين «نبش» ذكرى و«نقش» حجر.. حبكة حياة
الأربعاء / 26 / رجب / 1442 هـ الأربعاء 10 مارس 2021 20:46
طالب بن محفوظ (جدة) talib_mahfooz@
في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي، المحاذية «باب السلام»؛ وُلِد «صحافي» جذبته الفرص إلى 11 كياناً إعلامياً في 4 عقود، وقاد العمل في معظم تلك المحطات.. وبين شمال «الحرم» وجنوبه، في «أحواش» المدينة القديمة، و«زقاق الطيار» الملاصق لشارع «المناخة»، وحي «باب المجيدي» الذي انتقلت إليه أسرته؛ حمل المصحف لحفظ القرآن في كتاب الشيخ «الطيب التونسي» بين المسجد النبوي ومسجد الغمامة، وكتبه للدراسة في مدارس «مالك بن أنس» و«عمر بن الخطاب» و«أحد».. ذلك هو الإنسان المديني الذي تجول بين دموع «الذكرى» ومدافن «الذكريات».. إنه الإعلامي محمد التونسي.
عند طفولة يرويها وسط حديقة ورود؛ يحنَّ لتدليل أبيه «فرج بن سعد» لأمه «فاطمة»، ومن «أب» طالب علم مجاور لحلقات الدرس بالحرم؛ اغتسل «الابن» بحالات الهدوء النفسي والروحي.. ولما مرَّر له «القِيَم» منذ سن مبكرة أثناء طريقهما للحرم فجراً؛ اكتسب التسامح مع الناس، والتصالح مع الوقت والذات.
ومن ارتباط بثقافة «المسجد النبوي» وعلومه؛ حفظ «الآي» وفكَّ الحرف وأخذ اللغة.. ومن أجمل مكان قطنَه طفلاً ويصلي فيه حالياً داخل توسعة الحرم؛ تحاصره الذكريات ويعذبه الحنين لأزقة متداخلة كان يعبرها.. ولما أبكته الأماكن إيلاماً لذكرى لم تندثر؛ دمعت عيناه اشتياقاً لابتسامة صحبة طفولية لم تُشفَ منها الذاكرة.
وبين مكتبتي «البوشناق» و«الوفائية» بحارة «باب المجيدي»؛ تكوَّنت لابن الـ15 ربيعاً ذاتٌ توَّاقة للكتاب.. وعند «الرَّكب المكي» بعتبات «باب السلام»؛ انجذب لمشهد لم يغب عنه نشيد «طلع البدر علينا»؛ لم يفارقه حتى بفراش نومه.. وأمام مقهى «المعلم الفار» في «باب الكومة»؛ وقف متفرجاً على الأهازيج الشعبية.
أما «الصحافة» التي فتح والده أبوابها عليه؛ فصحافي برتبة «ناقش حجر».. ومن تقلُّب في وسائل «الإعلام»؛ نظر للمنتج ووضع هيكلة تواكب «الرقمنة»، وصنع «خلطة سرية» لا يشابهه فيها أحد.. وحين أراد إكمال «الدكتوراه»؛ كتب له مشرف رساله «الماجستير» بجامعة أوهايو: «رسالتك البحثية في الماجستير تعادل جهد دكتوراه.. عد لوطنك وساهم بخدمة إعلامه».
ومع رحلته الصحافية الأبعد من قصبة قلم أو مساحة ورقة؛ رفض الإحباط، التبرم، الصراع، وذم أي جهة عَمِل فيها.. ومن «هوس» بالوقت دون تثاؤب أو التفات للوراء؛ ركض إلى الأمام، وعرك لغته المعجمية بمعالم الوصول، وملأ الدنيا إنتاجاً، وشغل الناس بصياغة «محبوكة»، وصورة «مرسومة»، و«مانشيت» «مدبب»، وإخراج «حُر».
عند طفولة يرويها وسط حديقة ورود؛ يحنَّ لتدليل أبيه «فرج بن سعد» لأمه «فاطمة»، ومن «أب» طالب علم مجاور لحلقات الدرس بالحرم؛ اغتسل «الابن» بحالات الهدوء النفسي والروحي.. ولما مرَّر له «القِيَم» منذ سن مبكرة أثناء طريقهما للحرم فجراً؛ اكتسب التسامح مع الناس، والتصالح مع الوقت والذات.
ومن ارتباط بثقافة «المسجد النبوي» وعلومه؛ حفظ «الآي» وفكَّ الحرف وأخذ اللغة.. ومن أجمل مكان قطنَه طفلاً ويصلي فيه حالياً داخل توسعة الحرم؛ تحاصره الذكريات ويعذبه الحنين لأزقة متداخلة كان يعبرها.. ولما أبكته الأماكن إيلاماً لذكرى لم تندثر؛ دمعت عيناه اشتياقاً لابتسامة صحبة طفولية لم تُشفَ منها الذاكرة.
وبين مكتبتي «البوشناق» و«الوفائية» بحارة «باب المجيدي»؛ تكوَّنت لابن الـ15 ربيعاً ذاتٌ توَّاقة للكتاب.. وعند «الرَّكب المكي» بعتبات «باب السلام»؛ انجذب لمشهد لم يغب عنه نشيد «طلع البدر علينا»؛ لم يفارقه حتى بفراش نومه.. وأمام مقهى «المعلم الفار» في «باب الكومة»؛ وقف متفرجاً على الأهازيج الشعبية.
أما «الصحافة» التي فتح والده أبوابها عليه؛ فصحافي برتبة «ناقش حجر».. ومن تقلُّب في وسائل «الإعلام»؛ نظر للمنتج ووضع هيكلة تواكب «الرقمنة»، وصنع «خلطة سرية» لا يشابهه فيها أحد.. وحين أراد إكمال «الدكتوراه»؛ كتب له مشرف رساله «الماجستير» بجامعة أوهايو: «رسالتك البحثية في الماجستير تعادل جهد دكتوراه.. عد لوطنك وساهم بخدمة إعلامه».
ومع رحلته الصحافية الأبعد من قصبة قلم أو مساحة ورقة؛ رفض الإحباط، التبرم، الصراع، وذم أي جهة عَمِل فيها.. ومن «هوس» بالوقت دون تثاؤب أو التفات للوراء؛ ركض إلى الأمام، وعرك لغته المعجمية بمعالم الوصول، وملأ الدنيا إنتاجاً، وشغل الناس بصياغة «محبوكة»، وصورة «مرسومة»، و«مانشيت» «مدبب»، وإخراج «حُر».