ثقافة وفن

أنور عبدالله لـ عكاظ: المطرب لا يكتشف الملحن

لقاء الطائرة جمعه بعبدالمجيد عبدالله.. وألهم البناي وعبدالكريم بـ«ألا يا حيف»

محمد المرحبي almarhapi@

أكد الملحن الكويتي أنور عبدالله أن المطرب لا يكتشف الملحن وإنما العكس، مبيناً أن أصواتاً ظلمت في المسابقات الغنائية بسبب عدم وجود مختصين في لجان التحكيم تكتشف الموهبة من أصولها، وكشف أنور عبدالله في حديثه لـ«عكاظ» عن النصيحة التي أخذ بها في بداية مشواره الفني وعن بداياته مع رباب، موضحاً العمر الذي استغرقته أغنية «أجر الصوت» إلى وصوله إلى تلحين إحدى أغاني فنان العرب، وبين عن قصة اكتشافه الفنانة أحلام وكيف كانت البداية معها.

الملحن مظلوم

أكد الملحن أنور عبدالله تجاهل الجماهير للملحن، مشيراً إلى أن الملحن هو صانع المطرب وقال: «على مر العصور لا يوجد مطرب صنع ملحناً، فأنا عشقت بليغ حمدي من ألحانه مع عبدالحليم، وعندما كنت أسمع الأغاني أسأل من هو الملحن، وكنت أبحث عن الملحن قبل المغني، و لو تشاهدون تجدون أن الملحن مهمش في الوطن العربي ولكن حاليا بدأت الأضواء تسلط عليه». وأضاف: «نشاهد حاليا وفي السابق برامج مسابقات غنائية، ونشاهد أيضاً لجنة التحكيم في هذه البرامج تجدونهم مطربين ولا يفهمون ولا يفرقون بين مقام الصبا من النهاوند، كذلك يفتقدون إلى أبسط الأساسيات وتجدهم يقيمون متسابقا، لا يفهمون المقامات الموسيقية ولا حتى المساحات الصوتية هذه جميعها لا يفهمها إلا ملحن، وسبب وجودهم هو دعم للبرنامج وكذلك شهرتهم والراعي يبحث عن أسماء تنعش البرنامج، بعكس الملحن الذي هو في الأساس له التقييم ولكنه غير معروف فبالتالي يتم تجاهله، خاصة أن الملحن هو الذي يعرف الأصوات ويعرف مدى نجاحها من عدمه، وكثير من الأصوات ظلمت في هذه البرامج وكان المفترض أن تحل في مراكز المقدمة».

بحث عن الحصان الذي يركض

وعن بداية رحلته مع التلحين أوضح أنور عبدالله أنه وفي بداياته صنع ٣ ألحان لمطرب مبتدئ إلا أن نصيحة معلمه بالبحث عن الحصان الذي يركض، غيرت من طريقة تعامله مع الفنانين، وأضاف: «بعد ذلك جاءت لي فرصة مع الفنانة رباب وبدأت تعاوني معها في «يا مدعي القول» وهي من قدمتني للجمهور، بعدها جاء مسلسل «الغرباء» الذي حقق انتشارا قويا لدرجة أن أغنية المسلسل أبكت مخرج العمل».

6 أشهر احتاجتها «أجرّ الصوت»

وحول قصة الأغنية الشهيرة «أجر الصوت» وكيف كانت ولادتها قال: «جاءت من جملة «ألا يا حيف» خرجت مني وأنا أعزف العود وسمعها عبدالكريم وأعجب بها وكتب عليها عبداللطيف البناي بداية الكلمات وأعجب عبدالكريم وبدأنا نكتب جملة جملة وطبقة طبقة حتى اكتمل العمل، واستمررنا في العمل عليها ٦ أشهر أنا والشاعر والفنان، وأذكر أننا عندما كنا في الاستوديو لحظة تركيب الصوت قال لي عبدالكريم «يا أنور جبتها على الجرح هذه الأغنية ستؤثر في الناس» وبالفعل أثرت تأثيرا قويا».

الطائرة جمعتني بعبدالمجيد

وأوضح الملحن أنور أن لقاء الطائرة الذي جمعه بالفنان عبدالمجيد عبدالله نتج عنه عدة أغنيات من أشهرها «عليهم صابر والصبر طول»، وزاد: «عليهم صابر كتبت في الإمارات ولحنت في الكويت وتم تسجيلها في مصر وتركيب الصوت في البحرين وطرحت في الأسواق في شريط لوحدها بعكس ما يحصل في تلك الفترة تجد الألبوم مليئا بالأغاني، واكتسحت الأسواق وتم بيع ٣٥٠ ألف نسخة».

«يكفيك إنك شفتها» أقلقت أبو نورة

وأشار أنور عبدالله إلى أن أول تعاون جمعه مع فنان العرب محمد عبده كان في أغنية «يكفيك أنك شفتها» بطلب من الشيخ محمد بن راشد، وأضاف: «أعجب محمد عبده بالأغنية ولكن هناك بيتا لم يفهمه «حدٍ حصيله في الهوى قدِّ فرصـاد .. وحدٍ من الأغصان يجنـي ثمرهـا» وقال لي سوف أغني ولكن أريد أن أفهم هذا البيت، فاتصلت بالشيخ محمد وسألته عن المعنى وشرح لي أن الفرصاد هو الشيء الصغير لدرجة أن أبو نورة عندما غناها في حفلة كان يشير بإصبعه وحققت نجاحا كبيرا».

طلال أيقظني من أجل أن يغني

واسترجع أنور عبدالله ذكرياته مع صوت الأرض طلال مداح وقال: «أشرفت على عدد من ألبومات الراحل ومنها «مرمر زماني» وكانت هناك مواقف جميلة معه فأتذكر ذات مرة أننا على موعد في المساء لتسجيل الأعمال، ولكن فوجئت باتصال من أبو عبدالله في الصباح وعندما رفعت السماعة قال لي «يا أنور أنا نفسي أغني ألحين» فقلت له أبشر، واتصلت بمهندس الصوت وتوجهنا إلى الاستوديو في الصباح وتم تسجيل ٦ أغان دفعة واحدة».

راهنت على أحلام ونجحت

وكشف عن قصته مع الفنانة أحلام وكيف اكتشف صوتها وقال: «كانت لدينا شركة إنتاج في الإمارات واسمها شركة فنون الإمارات، وجاءت إلينا أحلام وأخبرتنا انها تريد أن تغني، فطلبت منها أن أسمع صوتها، فغنت «تقوى الهجر» وكذلك أغنية «الصوت الجريح» خاصة أن الأخيرة لحنها صعب وعندما سمعت صوتها راهنت عليها بأنها سوف تنجح، ورغم أن أهلها كانوا معارضين في البداية ولكن في الأخير تم الاتفاق، وأنتجت لها ٨ ألبومات، وأنا افتخر أنها من اكتشافاتي، فهي إنسانة وفية وتحب عملها وتتعب عليه».