استشاري: 20 فرداً لكل 100 ألف من السعوديين يصابون بالذئبة الحمراء سنوياً
مواجهة الكآبة لا بد أن يصاحبها علاج نفسي
الأربعاء / 04 / شعبان / 1442 هـ الأربعاء 17 مارس 2021 13:09
«عكاظ» (جدة)
كشف استشاري الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء الحاج حسين، أن 20 شخصاً لكل 100 ألف من السعوديين يصابون بمرض الذئبة الحمراء سنوياً، وذلك وفقاً للدراسات والأبحاث، وأن ما يقدر بنصف الحالات المصابة هم عرضة لتأثير هذا المرض ومضاعفاته على الكلى.
الاستجابة للعلاج بسرعة
وبين، أن خطورة الذئبة الحمراء تراوح من مرض بسيط إلى مرض يهدد الحياة خصوصاً إذا لم يتم تشخيصها ومن ثم علاجها - بإذن الله - في مرحلة مبكرة، موضحاً أن هناك حالات يمكن أن تستجيب للعلاج بسرعة والحمد الله خصوصاً إذا لم تكن إصابة كلوية، وتكثر نسبة الإصابة بهذا المرض فى السيدات اللاتي أعمارهن بين 15-35 سنة إلا أنه يمكن أن يظهر عند أي عمر، كما يصيب النساء بحوالى 9 أضعاف إصابته للرجال أو أكثر كما هو في بعض دول أفريقيا مثل مصر بحوالى 13:1.
دور الجهاز المناعي
وعن أسباب المرض، قال الدكتور ضياء: الذئبة الحمراء مجهولة السبب قد تنشأ نتيجة استجابة غير طبيعية لعوامل بيئية (التعرض للاشعة فوق البنفسجية والموجودة ضمن أشعة الشمس وضمن الأشعة الضوئية المنبعثة من الأضواء الصناعية) عند الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي، ويعتقد بعض الباحثين أن الجينات المريضة هي المسؤول النهائي عن هذا المرض، ولكن هناك عوامل خارجية يمكن أن تسبب المرض مثل الكيمياويات وبعض الملوثـات البيئية ومضافات الأطعمة وبعض الأطعمة، كما أن الهرمونات الجنسية وبعض الأدوية قد تلعب دوراً في حدوث المرض، ويعتقد أن العوامل المناعية تلعب الدور المهم في إحداث هذا المرض إذ يقوم الجهاز المناعي بإنتاج العديد من الأجسام المضادة التي تهاجم أنسجه الجسم المختلفة وتحدث التهاب أو تلف، أو من المركبات المناعية التي تترسب في أنسجة أعضاء عدة من الجسم فتظهر أعراض وعلامات المرض.
معايير سريرية ومخبرية
وحول التشخيص واصل د. ضياء قائلاً: لا يمكن تشخيص الذئبة الحمراء بالإصابة الجلدية فقط، ولكن هناك أعراض عدة وعلامات سريرية ومخبرية يلزم وجودها أيضاً، وتوجد معايير لدى الأطباء لتشخيص المرض وهي معايير سريرية ومخبريه حددتها الأكاديمية الأمريكية للروماتيزم مثل طفح فراشي الشكل على الخدود، حساسية من ضوء الشمس، قرح بالفم، تشنجات، انخفاض عدد كـرات الدم البيضاء والصفائح الدموية أو فقر الدم الانحلالي، ويمكن تشخيص المرض بقياس الأجسام المضادة للنواة ولا يمكن اعتماده لوحده لتشخيص الذئبة لأن 10% من الأشخاص يمكن أن تظهر عندهم هذه الأجسام بسبب أمراض مناعية أخرى مثل الروماتويد وأمراض الغدة الدرقية المناعية فكم من مريض تم تشخيصه بالذئبة بشكل خاطئ لوجود هذه الأجسام المضادة مع عدم ظهور أعراض الذئبة، لذلك لا بد من تحليل الحمض النووي ثنائي الجديلة لتأكيد التشخيص، كما أن هناك ارتفاع في سرعة ترسيب الدم وقد يوجد عامل الروماتويد في 25% من الحالات، ويعتبر الصداع من أهم أعراض إصابة الجهاز العصبي في الذئبة الحمراء، وقد يحدث بعض الأعراض النفسية والعصبية كصعوبة التركيز والتذكر، تقلب المزاج، اكتئاب أو تغير في السلوك.
العلاقة بالعوامل النفسية
وعن علاقة الذئبة الحمراء بالعوامل النفسية أستدرك قائلاً: بعض الدراسات دلت على وجود علاقة بينها والغضب أو الكآبة، وهناك آليات عدة يمكنها تفسير هذه العلاقة، ووجدت الأبحاث أن العوامل النفسية خلال الشهر السابق للمرض لها أثر كبير في بداية المرض، وأثناء استجوابي لمرضى الذئبة الحمراء عن مدى التأثير النفسي عليهم وجدت أن نسبة كبيرة منهم قد تتجاوزت 70 % قد تعرضوا إلى صدمات نفسية قبل بدء المرض بأسابيع عدة، وكذلك فإن الكآبة تعتبر من أهم الأعراض النفسية الناتجة عن الذئبة الحمراء، إذ وجدت الدراسات ازدياد نسبة حدوث الكآبة عند السعوديات المصابات بالذئبة الحمراء لذلك لا بد من تحويلهن إلى أخصائية نفسية ليتم علاج هذه الأعراض بشكل مبكر.
العلاجات الدوائية والغذائية
وعن العلاج اختتم الدكتور ضياء بالقول: أولاً يجب تثقيف المريض ونقاشه عن مرضه، ولا بد من تجنب العوامل التي تحدث المرض مثل التعرض للشمس، وضرورة الراحة ومواظبة التمارين الرياضية المعتدلة، كما أن إجراء اختبار الحساسية للأطعمة غالباً يكشف مرض الذئبة الحمراء، وهناك طرق علاجية عدة تستخدم لعلاج المرض من خلال الأدوية، أما عن العلاجات التكميلية والغذائية.
فإن دراسة لعلماء جامعة كوينز بايرلندا أظهرت أن المكملات الغذائية التي تحتوى الأحماض الدهنية أوميجا- ٣ تساعد على تحسين أعراض مرض الذئبة الحمراء، لذلك لا بد أن تحتوي الوجبة الغذائية على السمك وزيت الزيتون؛ لحتوائهما على الأحماض الدهنية الأساسية، ولا بد من تجنب تناول براعم الفصفصة فهي تحتوي على الكانافين وهي مادة سامة تدخل في تكوين البروتين بدلاً من الأرجينين، كما وجد بعض الباحثين أن الحجامة تعمل على تنشيط الدورة الدموية وضبط مناعة الجسم وحماية أجهزة الجسم من أثر النشاط الزائد للجهاز المناعي عليها، كما تؤدي إلى زيادة إفراز مادة الإندورفين التي تساعد على تسكين الألم، ولكن يجب على المريض عدم التوقف عن تناول الأدوية الموصوفة له إلا بأمر الطبيب.