أظهرت المواقف الحوثية في التعامل مع التوجه الأمريكي على حل القضية اليمنية بالأطر السلمية وإنهاء الحرب التي تقودها المليشيا الإرهابية، تناقضاً واضحاً بين أسلوبها في توظيف الجهود الدولية لتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض واستعادة الأنفاس في ظل الانهيارات الكبيرة التي تتكبدها في مختلف الجبهات، ورفضها مبادرة واشنطن ووضع اشتراطات لا تؤسس لأي عملية سلمية قادمة. وفي تناقض جديد، وصف رئيس المجلس الثوري الانقلابي محمد علي الحوثي في تغريدات تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بخصوص خلو اليمن من التدخل الأجنبي بـ«الإيجابي»، ما وصفه مراقبون يمنيون بأنه ابتزاز واضح وصريح تحاول المليشيا عبره الهروب من الضغوط الأمريكية والبحث عن مكاسب تمكنها من تقليل الهزائم التي تلاحقها في الجبهات.وأكد محافظ صعدة اللواء هادي طرشان لـ «عكاظ»، أن الحوثي لا يبحث عن السلام وإنما يذهب للمناورة المفضوحة عندما يشعر بالهزيمة ويستغيث بالمجتمع الدولي لإنقاذه، ثم يعود الكرة في ما بعد ويمارس هوايته الإرهابية. وأضاف أن الحوثيين لا يجيدون إلا الخداع والمكر فهي أساليبهم في التعامل مع أي جهود تهدف إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام والاستقرار.انتقد طرشان المواقف الأمريكية المتماهية مع المليشيا قائلاً: «الأمريكيون منحوا الحوثي هدية دون مقابل ولا ضمانات عندما حذفوا عنهم صفة الإرهاب، مؤكداً أن إلغاء التصنيف مكافأة للقتلة على ما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية سواء بالقصف المتعمد أو بالصواريخ أو بالمسيرات الإيرانية المفخخة والتي تجاوزت إرهاب تنظيمي القاعدة وداعش في التكتيك والتنفيذ».