رئة الأرض تستغيث !
جفاف العرعر يهدد «صيدلية العالم»
الجمعة / 06 / شعبان / 1442 هـ الجمعة 19 مارس 2021 02:33
علي الرباعي (الباحة)Al_ARobai@
وصف القرآن الكريم على لسان الملائكة طبيعة الكائن البشري، (أتجعلُ فيها من يُفسد فيها)؛ والإفساد للطبيعة من أخطر أنواع الفساد كون آثاره تُلحِق الضرر بكائنات غير مرئية معنيّة بحفظ التوازن البيئي، وربما لم يفطن البعض لمخاطر استفزاز كوكب الأرض القائم على كثير من الألغاز والقادر على الانتقام لنفسه، والتصدي لعبث بني آدم بردات فعله غير المتوقعة. ولعل من أبرز شواهد التطاول على الغابات التي يعدها الباحثون «رئة العالم» تردي وضع أشجار العرعر التي يمتد عمرها إلى 3 آلاف عام، والاستهانة بضوابط المحافظة عليها، وإماتتها بفتح الطرقات داخل الغابات، وتجريف التربة، وإشعال النار، والصيد الجائر، وإلقاء النفايات والمخلفات، خصوصا البلاستيكية الفاتكة بجمال الاخضرار ما أفضى لتدهور 30% من غابات جبال السراة المنبسطة على القمم من جنوبي محافظة الطائف حتى منطقة عسير، المهددة بمزيد الانقراض، بحكم أن إحصائيات منظمات أممية تؤكد أن ما شهده عام 2019 من تدمير لجوهرة الأرض ضاهى التدمير الناجم عن التطاول على البيئة طيلة ثلاثة عقود ماضية، ما يفاقم فقدان العالم كل عام أكثر من 13 مليون هكتار من الغابات.
مستشار بيئي يحذر
يؤكد المستشار الزراعي والبيئي الدكتور إبراهيم عارف على ضرورة تفاعل المؤسسات المعنية بالغابات مع المبادرات الاجتماعية في الحفاظ على الغابات كونها تحمي الأراضي الزراعية، وتحد من انجراف التربة، وتنظم جريان السيول، وتضاعف مخزون الماء في باطن الأرض، وتساعد على تكوين السحب، وهطول الأمطار، وعد خشب العرعر الطري من أقوى الأخشاب التي وظفها القرويون في تسقيف البيوت؛ وفق نظام رقابي صارم يحقق منافع دون مفاسد كبرى، موضحاً أن عمر شجرة العرعر يمتد لـ3 آلاف عام، وأن أنواعه بلغت 111 نوعاً، وتقلّصت إلى 11 نوعاً، لافتاً إلى أن في المملكة نوعين، (الأرزي، والشربيني). ولفت عارف إلى هجرة العرعر إلى إثيوبيا بحكم وفرة الأمطار في الحبشة، وتطلع لجهود آنية ومستقبلية لمعالجة تدهور غابات العرعر وإحلال أشجار جديدة محل التالفة، والبحث عن بدائل شجرية منها «الكافور» وإزالة الأشجار الميتة بانتظام واستبدالها بشتلات جديدة، ومداومة الرعاية وصيانة الأشجار وتقليمها، وتوفير عقوم ترابية لحجز مياه الأمطار.
أمانة الباحة تبلسم جراح الغابات بـ 2500 شجيرة
أكد أمين منطقة الباحة الدكتور علي بن محمد السواط، بلسمة جراح غابات المنطقة بدعم فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة باستصلاح 2500 من شجيرات العرعر في مشاتل الأمانة والبلديات؛ تمهيداً لزراعتها في المواقع المناسبة من المتنزهات والجزر الوسطية لبعض الطرق في مدن ومحافظات المنطقة.
وقال إن شجرة العرعر تمثل هوية نباتية بصرية للمنطقة. وأوضح السواط أن أمانة الباحة والبلديات حافظت على أشجار العرعر داخل النطاق العمراني في المتنزهات التي تشرّف عليها ومنها «متنزه رغدان» بمساحة حوالى ٤٠٠ ألف م٢ و«متنزه الأمير مشاري» بمساحة مليون م٢. ولفت إلى أن ري شجرة العرعر لا يكلف أمانة المنطقة والبلديات أي أعباء بحكم التخصص في الحفاظ على المشهد الجمالي، وعدّ السواط متطلبات التنمية من تقديم خدمات بلدية بفتح الطرق لا تتعارض مع استراتيجية الحفاظ على الشجرة الجميلة في ظل مفهوم التنمية المستدامة، خصوصاً في ظل التدخلات التنموية الخفيفة والمحسوبة التي تراعي أهمية وقيمة هذه الشجرة العريقة، مؤكداً تحاشي إحداث تأثيرات سلبية على غابات العرعر بالمحافظة على بقائها في مواقعها التي تنمو بها والتي تتركز على قمم وسفوح الأشفية والجبال المطلة على سهول تهامة، مشيراً إلى تحفظ الأمانة والبلديات بشأن تلبية مطالب فتح طرق في المواقع التي تكثر بها أشجار العرعر، وكشف عن تبني أمانة منطقة الباحة والبلديات تجارب عدة لاستزراع أشجار العرعر في عدد من المواقع، مضيفاً أن الأمانة اعتمدت مبادرة لإعادة إحياء المدرجات الزراعية بتخصيص مساحة ١٦ ألف م٢ لتنفيذ المبادرة في مرحلة أولى في متنزه رغدان، والمواقع التي بدأت تفقد غطاءها النباتي في السنوات الأخيرة، وعزا السواط انقراض العرعر إلى الأمراض التي تصيب الشجرة، وتدني معدلات الأمطار، وتزايد الآفات. ودعا الجمعيات الزراعية والجامعات ومراكز البحوث والمتخصصين لدراسة الإشكالية واقتراح الحلول المناسبة للحفاظ على أشجار العرعر، مبدياً استعداد أمانة منطقة الباحة للتعاون العملي مع أي جهة متخصصة.
دور الغابات في حياتنا
لا يشعر البعض بالدور الحيوي للغابات وأثرها الإيجابي على حياة وصحة الإنسان، بدءا من تنقية المياه، وفلترة الهواء، والتصدي للتغير المناخي، وتحجيم الاحتباس الحراري، إضافة إلى أن الغابة مصدر غذاء، ومخزن دواء، وموطن لأكثر من ثلاثة أرباع التنوع البيولوجي للأرض. ويحذّر علماء من خطورة الانبعاث الكربوني، وتلاشي طبقات الأوزون، على الغطاء النباتي، وتعريضه للزوال، ما يعني اختفاء أنواع من الغزلان والنمور والفهود وأنواع من الطيور وتزايد ندرتها، وأعلنت بعض الجمعيات المتخصصة حالة الطوارئ لتدارك الوضع باستعادة توازن البيئة، وتجريم التعدي على هبة الله للأرض.
يوم أُممي لاستعادة «صيدلية العالم»
عدّت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الزراعة سبباً مباشراً لإزالة الغابات، إضافةً للتمدد العمراني، وشح الأمطار، والاكتظاظ السكاني، واستشعرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) فداحة الخطر المحدق بالغابات منذ عام 1971، وصوتت الدول الأعضاء في الدورة الـ16 على تأسيس يوم أممي للتذكير بأهمية «صيدلية العالم» وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة 21 مارس من كل عام يوماً عالمياً للغابات، لتعزيز وعي الشعوب بأهمية أنبوبة الأوكسجين الطبيعي، ودعوة الأجيال الشابة للإسهام بمبادرات نوعية وزراعة مساحات موازية بأشجار بديلة قريبة من فصائل أشجار الغابات الصنوبرية، والمقاومة للتصحر.
خبير مائي: إهمال الشريط المطير مدعاة للتصحر
كشف الخبير المائي الدكتور محمد حامد الغامدي، أن شجر العرعر وغاباته تحدد الشريط المطير شرقا، وتحدد أيضا مساحته في جميع مناطق الجنوب الغربي من المملكة، كونه شجرا لا يتواجد خارج هذا الشريط، مشيراً إلى أن سلامة العرعر مؤشر على سلامة بيئته لصالح المزيد من الأمطار، لتغذية المياه الجوفية. وحذّر من خطورة الموت الجماعي لأشجار العرعر ما يؤذن بتدهور بيئته المطيرة، الموفرة بيئة صحية للأجيال، وأكد أن المطر وشجر العرعر محوران مترابطان إلى أبعد مدى، ما يفرض الحفاظ على سلامة شجر العرعر، باعتباره غطاء نباتياً رئيساً، ويحتّم تنميته وزيادة مساحاته في الشريط المطير، لصالح تغذية المياه الجوفية، وزيادة المخزون منها لصالح الأجيال القادمة. ولفت إلى أن إهمال العرعر والتخلي عن العناية به يعرض البيئة للتصحر، خصوصاً عندما يفقد تربته النادرة، التي تشكل الوعاء الحامل لكل شيء في هذه البيئة.
«الزراعة»: لنجعلها خضراء
أوضح مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة الباحة المهندس فهد مفتاح، أن العمل جار على إعادة تأهيل أشجار العرعر بالتشجير. ضمن مبادرة لنجعلها خضراء، مؤكداً إعداد كراسة شروط ومواصفات (مشروع) للمحافظة على غابات العرعر وبيئاتها من قبل مركز تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
مستشار بيئي يحذر
يؤكد المستشار الزراعي والبيئي الدكتور إبراهيم عارف على ضرورة تفاعل المؤسسات المعنية بالغابات مع المبادرات الاجتماعية في الحفاظ على الغابات كونها تحمي الأراضي الزراعية، وتحد من انجراف التربة، وتنظم جريان السيول، وتضاعف مخزون الماء في باطن الأرض، وتساعد على تكوين السحب، وهطول الأمطار، وعد خشب العرعر الطري من أقوى الأخشاب التي وظفها القرويون في تسقيف البيوت؛ وفق نظام رقابي صارم يحقق منافع دون مفاسد كبرى، موضحاً أن عمر شجرة العرعر يمتد لـ3 آلاف عام، وأن أنواعه بلغت 111 نوعاً، وتقلّصت إلى 11 نوعاً، لافتاً إلى أن في المملكة نوعين، (الأرزي، والشربيني). ولفت عارف إلى هجرة العرعر إلى إثيوبيا بحكم وفرة الأمطار في الحبشة، وتطلع لجهود آنية ومستقبلية لمعالجة تدهور غابات العرعر وإحلال أشجار جديدة محل التالفة، والبحث عن بدائل شجرية منها «الكافور» وإزالة الأشجار الميتة بانتظام واستبدالها بشتلات جديدة، ومداومة الرعاية وصيانة الأشجار وتقليمها، وتوفير عقوم ترابية لحجز مياه الأمطار.
أمانة الباحة تبلسم جراح الغابات بـ 2500 شجيرة
أكد أمين منطقة الباحة الدكتور علي بن محمد السواط، بلسمة جراح غابات المنطقة بدعم فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة باستصلاح 2500 من شجيرات العرعر في مشاتل الأمانة والبلديات؛ تمهيداً لزراعتها في المواقع المناسبة من المتنزهات والجزر الوسطية لبعض الطرق في مدن ومحافظات المنطقة.
وقال إن شجرة العرعر تمثل هوية نباتية بصرية للمنطقة. وأوضح السواط أن أمانة الباحة والبلديات حافظت على أشجار العرعر داخل النطاق العمراني في المتنزهات التي تشرّف عليها ومنها «متنزه رغدان» بمساحة حوالى ٤٠٠ ألف م٢ و«متنزه الأمير مشاري» بمساحة مليون م٢. ولفت إلى أن ري شجرة العرعر لا يكلف أمانة المنطقة والبلديات أي أعباء بحكم التخصص في الحفاظ على المشهد الجمالي، وعدّ السواط متطلبات التنمية من تقديم خدمات بلدية بفتح الطرق لا تتعارض مع استراتيجية الحفاظ على الشجرة الجميلة في ظل مفهوم التنمية المستدامة، خصوصاً في ظل التدخلات التنموية الخفيفة والمحسوبة التي تراعي أهمية وقيمة هذه الشجرة العريقة، مؤكداً تحاشي إحداث تأثيرات سلبية على غابات العرعر بالمحافظة على بقائها في مواقعها التي تنمو بها والتي تتركز على قمم وسفوح الأشفية والجبال المطلة على سهول تهامة، مشيراً إلى تحفظ الأمانة والبلديات بشأن تلبية مطالب فتح طرق في المواقع التي تكثر بها أشجار العرعر، وكشف عن تبني أمانة منطقة الباحة والبلديات تجارب عدة لاستزراع أشجار العرعر في عدد من المواقع، مضيفاً أن الأمانة اعتمدت مبادرة لإعادة إحياء المدرجات الزراعية بتخصيص مساحة ١٦ ألف م٢ لتنفيذ المبادرة في مرحلة أولى في متنزه رغدان، والمواقع التي بدأت تفقد غطاءها النباتي في السنوات الأخيرة، وعزا السواط انقراض العرعر إلى الأمراض التي تصيب الشجرة، وتدني معدلات الأمطار، وتزايد الآفات. ودعا الجمعيات الزراعية والجامعات ومراكز البحوث والمتخصصين لدراسة الإشكالية واقتراح الحلول المناسبة للحفاظ على أشجار العرعر، مبدياً استعداد أمانة منطقة الباحة للتعاون العملي مع أي جهة متخصصة.
دور الغابات في حياتنا
لا يشعر البعض بالدور الحيوي للغابات وأثرها الإيجابي على حياة وصحة الإنسان، بدءا من تنقية المياه، وفلترة الهواء، والتصدي للتغير المناخي، وتحجيم الاحتباس الحراري، إضافة إلى أن الغابة مصدر غذاء، ومخزن دواء، وموطن لأكثر من ثلاثة أرباع التنوع البيولوجي للأرض. ويحذّر علماء من خطورة الانبعاث الكربوني، وتلاشي طبقات الأوزون، على الغطاء النباتي، وتعريضه للزوال، ما يعني اختفاء أنواع من الغزلان والنمور والفهود وأنواع من الطيور وتزايد ندرتها، وأعلنت بعض الجمعيات المتخصصة حالة الطوارئ لتدارك الوضع باستعادة توازن البيئة، وتجريم التعدي على هبة الله للأرض.
يوم أُممي لاستعادة «صيدلية العالم»
عدّت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الزراعة سبباً مباشراً لإزالة الغابات، إضافةً للتمدد العمراني، وشح الأمطار، والاكتظاظ السكاني، واستشعرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) فداحة الخطر المحدق بالغابات منذ عام 1971، وصوتت الدول الأعضاء في الدورة الـ16 على تأسيس يوم أممي للتذكير بأهمية «صيدلية العالم» وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة 21 مارس من كل عام يوماً عالمياً للغابات، لتعزيز وعي الشعوب بأهمية أنبوبة الأوكسجين الطبيعي، ودعوة الأجيال الشابة للإسهام بمبادرات نوعية وزراعة مساحات موازية بأشجار بديلة قريبة من فصائل أشجار الغابات الصنوبرية، والمقاومة للتصحر.
خبير مائي: إهمال الشريط المطير مدعاة للتصحر
كشف الخبير المائي الدكتور محمد حامد الغامدي، أن شجر العرعر وغاباته تحدد الشريط المطير شرقا، وتحدد أيضا مساحته في جميع مناطق الجنوب الغربي من المملكة، كونه شجرا لا يتواجد خارج هذا الشريط، مشيراً إلى أن سلامة العرعر مؤشر على سلامة بيئته لصالح المزيد من الأمطار، لتغذية المياه الجوفية. وحذّر من خطورة الموت الجماعي لأشجار العرعر ما يؤذن بتدهور بيئته المطيرة، الموفرة بيئة صحية للأجيال، وأكد أن المطر وشجر العرعر محوران مترابطان إلى أبعد مدى، ما يفرض الحفاظ على سلامة شجر العرعر، باعتباره غطاء نباتياً رئيساً، ويحتّم تنميته وزيادة مساحاته في الشريط المطير، لصالح تغذية المياه الجوفية، وزيادة المخزون منها لصالح الأجيال القادمة. ولفت إلى أن إهمال العرعر والتخلي عن العناية به يعرض البيئة للتصحر، خصوصاً عندما يفقد تربته النادرة، التي تشكل الوعاء الحامل لكل شيء في هذه البيئة.
«الزراعة»: لنجعلها خضراء
أوضح مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة الباحة المهندس فهد مفتاح، أن العمل جار على إعادة تأهيل أشجار العرعر بالتشجير. ضمن مبادرة لنجعلها خضراء، مؤكداً إعداد كراسة شروط ومواصفات (مشروع) للمحافظة على غابات العرعر وبيئاتها من قبل مركز تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.