معايدة «حلوة اللبن» بالحنين لقهوة «ست الحبايب»
السبت / 07 / شعبان / 1442 هـ السبت 20 مارس 2021 23:56
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
لا يتعمد الأبناء والبنات تحييد عاطفتهم الجياشة تجاه أمهاتهم وحصرها في علاقة نفعية متشحة بالحنين، مرددين مع الشاعر الراحل محمود درويش «أحنُّ إلى خبز أمي وقهوة أمي، ولمسة أمي، وتكبر فيَّ الطفولة، يوما على صدر يوم، وأعشق عمري لأني إذا متّ، أخجل من دمع أمي».
العلاقة بالأم فوق كل حقيقة لغوية، وأبلغ من بلاغة المجاز، ولن تبلغ الكلمات شرف مقامها الأرفع مهما دبّجنا من عبارات الامتنان لـ«حلوة اللبن» التي حملت وولدت وأرضعت وجاعت لنشبع، وعريت لنكتسي، وظمئت لنروى، وسهرت لننام، وحرمت نفسها من كل لذة ومتعة في سبيل تفوق الأولاد، وفي ظل ما تبذل لم تنتظر رد الجميل، ولم تعبّر عن خشية أو خوف العقوق، فالله وهبها منحة ليكون البشر أسوياء على أيدي أمهاتهم.. وبرغم موسيقى الكون لم تعزف الآلات لحناً أعذب ولا أخلد من لحن قلبها، وخفقات صدرها المموسقة بالحماية والحفاوة والمكللة بدعاء «ست الحبايب».
أقل الأمهات في أعين الناس أعلى مقاماً عند الله، والجنة تحت أقدام الأمهات، فالأم هي اليقين وما عداها شك، والأم أمن وبفقدها نستشعر الخوف كطفل صغير أفلتت كفه البريئة يد أمه وسط الزحام، فغدا يدور حول نفسه، وينظر بعينين مغرورقتين بالدموع في وجوه العابرين متلمساً وجه «الكنز» الذي لا يُقدّر بثمن.
يحتفل العالم اليوم بالأم، وما يصحبه من هدايا لمن هن على قيد الحياة، تقديرا لما بذلته وما أنجزته. ويحتل 21 مارس وجدان أجيال تحاول تجسير المسافات، وتحرص على التغلب على ظروف ومشاغل الحياة، مهتبلين الفرصة لتكحيل أعينهم بنظرة شفاء وغذاء ودواء للروح، والاجتماع المطوّل بـ«نبع الحنان والرحمة» تعبيراً عن التقدير والامتنان. واحتفلت أمم وحضارات بالأم منذ الأزل، وأسمته اليونان «عيد كوبيلي»، فيما أقامته الحضارة الرومانية بمسمى «عيد هيريا»، وفي أوروبا في العصور الوسطى عرف أيضا الاحتفال بالأم، ويعود الفضل للاحتفال في العصر الحديث إلى المؤلفة جوليا وورد هاوي التي اقترحته عام 1872، ليكتسب صفة عطلة رسمية في الولايات المتحدة منذ 1912، ثم انتقل لمصر والعالم العربي عبر الصحفي الراحل علي أمين، مؤسس صحيفة «أخبار اليوم»، مقترحاً على أخيه مصطفى في مقاله اليومي فكرة الاحتفال بيوم الأم، وبالفعل كتبا في عمودهما الشهير عن تخصيص يوم للأم، لتحظى الفكرة بالقبول بالاحتفال بـ«ست الحبايب».
العلاقة بالأم فوق كل حقيقة لغوية، وأبلغ من بلاغة المجاز، ولن تبلغ الكلمات شرف مقامها الأرفع مهما دبّجنا من عبارات الامتنان لـ«حلوة اللبن» التي حملت وولدت وأرضعت وجاعت لنشبع، وعريت لنكتسي، وظمئت لنروى، وسهرت لننام، وحرمت نفسها من كل لذة ومتعة في سبيل تفوق الأولاد، وفي ظل ما تبذل لم تنتظر رد الجميل، ولم تعبّر عن خشية أو خوف العقوق، فالله وهبها منحة ليكون البشر أسوياء على أيدي أمهاتهم.. وبرغم موسيقى الكون لم تعزف الآلات لحناً أعذب ولا أخلد من لحن قلبها، وخفقات صدرها المموسقة بالحماية والحفاوة والمكللة بدعاء «ست الحبايب».
أقل الأمهات في أعين الناس أعلى مقاماً عند الله، والجنة تحت أقدام الأمهات، فالأم هي اليقين وما عداها شك، والأم أمن وبفقدها نستشعر الخوف كطفل صغير أفلتت كفه البريئة يد أمه وسط الزحام، فغدا يدور حول نفسه، وينظر بعينين مغرورقتين بالدموع في وجوه العابرين متلمساً وجه «الكنز» الذي لا يُقدّر بثمن.
يحتفل العالم اليوم بالأم، وما يصحبه من هدايا لمن هن على قيد الحياة، تقديرا لما بذلته وما أنجزته. ويحتل 21 مارس وجدان أجيال تحاول تجسير المسافات، وتحرص على التغلب على ظروف ومشاغل الحياة، مهتبلين الفرصة لتكحيل أعينهم بنظرة شفاء وغذاء ودواء للروح، والاجتماع المطوّل بـ«نبع الحنان والرحمة» تعبيراً عن التقدير والامتنان. واحتفلت أمم وحضارات بالأم منذ الأزل، وأسمته اليونان «عيد كوبيلي»، فيما أقامته الحضارة الرومانية بمسمى «عيد هيريا»، وفي أوروبا في العصور الوسطى عرف أيضا الاحتفال بالأم، ويعود الفضل للاحتفال في العصر الحديث إلى المؤلفة جوليا وورد هاوي التي اقترحته عام 1872، ليكتسب صفة عطلة رسمية في الولايات المتحدة منذ 1912، ثم انتقل لمصر والعالم العربي عبر الصحفي الراحل علي أمين، مؤسس صحيفة «أخبار اليوم»، مقترحاً على أخيه مصطفى في مقاله اليومي فكرة الاحتفال بيوم الأم، وبالفعل كتبا في عمودهما الشهير عن تخصيص يوم للأم، لتحظى الفكرة بالقبول بالاحتفال بـ«ست الحبايب».