في رحاب المربين.. جميل الفرا (1)
الأحد / 09 / شعبان / 1442 هـ الاثنين 22 مارس 2021 00:04
خالد محمد البيتي
هناك معلمون مُلهِمون يرسمون لك درب الحياة منذ الصغر ويضعونك على بداية الطريق دون أن تعلم أن الطريق قد رسمت لك ولن تتجاوزها إلى غيرها إلا تحت تأثير ظروف أخرى غيرت لك مجرى الحياة..
أستاذي جميل الفرا واحد من هؤلاء المربين العظام..
كنت واحداً من مجموعة طلاب نقدم كل صباح تلاوة من القرآن أو أنشودة صباحية أمام طابور الصباح، وذات يوم كانت هناك حملة لمساعدة فلسطين تحت عنوان ادفع ريالاً تنقذ عربياً، فاختارني لأقدم أغنية (أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدى) للشاعر علي محمود طه، التي غناها الفنان محمد عبدالوهاب.. كنت يومها طالباً في الصف الرابع الابتدائي وبعد نهاية الحملة اختارني لأكون واحداً من فريق الإذاعة المدرسية، كان ذلك في عام ١٣٨٩هـ- ١٩٦٩م قبل ما يزيد على خمسين عاماً.
كنت يومها في مدرسة سلمان الفارسي الابتدائية وكان قائدها محمد سعيد الحوثري، الرجل الذي يقف على باب المدرسة كل صباح مستقبلاً الطلاب المتأخرين بأسلوب مزج بين القسوة والرحمة في وقت واحد، وكان يساعده في وكالة المدرسة حمزة المدني وعلي الغامدي، وكان مراقب المدرسة إبراهيم عسالي، وكانوا جميعاً كأنما تسري فيهم روح المدير إلا أن حمزة كان لاسمه وقع خاص في نفوس الطلاب.
وكان في المدرسة نخبة من المعلمين الذين لكل منهم أسلوبه الخاص وشخصيته المتميزة، أذكر منهم على وجه الخصوص معلمي في الصف الأول وهو عوض السوداني؛ الذي كان أول من علمنا القراءة والكتابة، ثم بعد ذلك تدرجت وزملائي سنة بعد أخرى في مراحل التعليم الابتدائي مع كوكبة أخرى، كان منهم هاني كمال، ومحمد الشافعي، وعدلان القرني، وسليمان أبو ستة، وشفيق الجابري، ورفيق سليمان، وسامي شراب، وخضر المصري، ومحمد طريس وآخرون قعدت الذاكرة عن إحصائهم..
بمحض الصدفة تحدثت مع صديق من فلسطين، سمير ديب، عن أستاذ علمني في المرحلة الابتدائية اسمه جميل الفرا وأخبرني أنه صديق والد زوجته، وأنه توفي قبل سنوات.. طلبت منه صورة للفرا للاحتفاظ بها إذا كان يستطيع الحصول عليها..
ثم عاد صديقي واتصل بي ليقول إن جميل الفرا ما زال على قيد الحياة وبعث لي صورته وقد جاوز الثمانين، فرحت بها، ولكني أردت أن أراه في صورته زمن الدراسة، وعاد صديقي سمير واتصل بابنه وطلب منه الصورة ونقل ذلك لوالده، فضحك جميل وجاءتني صورة في شبابه يوم كان مثلاً أعلى للطلاب وأنموذجاً قدوة في كوكبة المربين، وتواعدنا أن نذهب إليه سوياً بعد زوال الغمة..
ما يؤلمني اليوم ما أسمعه من خلل كبير في العلاقة بين الطالب والمعلم، بين الطالب وصاحب الرسالة العظمى على مر التاريخ، ومن أحق بالوفاء والتقدير من المعلم حتى إن خالفناه الهوى والفكر وذهبنا غير مذهبه فله فضل التعليم والتربية والتوجيه.
قد يختلف معي البعض، ولكل رأيه وهو موضع التقدير، لكني على قناعتي ثابت بلا تبديل..
أستاذي جميل الفرا واحد من هؤلاء المربين العظام..
كنت واحداً من مجموعة طلاب نقدم كل صباح تلاوة من القرآن أو أنشودة صباحية أمام طابور الصباح، وذات يوم كانت هناك حملة لمساعدة فلسطين تحت عنوان ادفع ريالاً تنقذ عربياً، فاختارني لأقدم أغنية (أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدى) للشاعر علي محمود طه، التي غناها الفنان محمد عبدالوهاب.. كنت يومها طالباً في الصف الرابع الابتدائي وبعد نهاية الحملة اختارني لأكون واحداً من فريق الإذاعة المدرسية، كان ذلك في عام ١٣٨٩هـ- ١٩٦٩م قبل ما يزيد على خمسين عاماً.
كنت يومها في مدرسة سلمان الفارسي الابتدائية وكان قائدها محمد سعيد الحوثري، الرجل الذي يقف على باب المدرسة كل صباح مستقبلاً الطلاب المتأخرين بأسلوب مزج بين القسوة والرحمة في وقت واحد، وكان يساعده في وكالة المدرسة حمزة المدني وعلي الغامدي، وكان مراقب المدرسة إبراهيم عسالي، وكانوا جميعاً كأنما تسري فيهم روح المدير إلا أن حمزة كان لاسمه وقع خاص في نفوس الطلاب.
وكان في المدرسة نخبة من المعلمين الذين لكل منهم أسلوبه الخاص وشخصيته المتميزة، أذكر منهم على وجه الخصوص معلمي في الصف الأول وهو عوض السوداني؛ الذي كان أول من علمنا القراءة والكتابة، ثم بعد ذلك تدرجت وزملائي سنة بعد أخرى في مراحل التعليم الابتدائي مع كوكبة أخرى، كان منهم هاني كمال، ومحمد الشافعي، وعدلان القرني، وسليمان أبو ستة، وشفيق الجابري، ورفيق سليمان، وسامي شراب، وخضر المصري، ومحمد طريس وآخرون قعدت الذاكرة عن إحصائهم..
بمحض الصدفة تحدثت مع صديق من فلسطين، سمير ديب، عن أستاذ علمني في المرحلة الابتدائية اسمه جميل الفرا وأخبرني أنه صديق والد زوجته، وأنه توفي قبل سنوات.. طلبت منه صورة للفرا للاحتفاظ بها إذا كان يستطيع الحصول عليها..
ثم عاد صديقي واتصل بي ليقول إن جميل الفرا ما زال على قيد الحياة وبعث لي صورته وقد جاوز الثمانين، فرحت بها، ولكني أردت أن أراه في صورته زمن الدراسة، وعاد صديقي سمير واتصل بابنه وطلب منه الصورة ونقل ذلك لوالده، فضحك جميل وجاءتني صورة في شبابه يوم كان مثلاً أعلى للطلاب وأنموذجاً قدوة في كوكبة المربين، وتواعدنا أن نذهب إليه سوياً بعد زوال الغمة..
ما يؤلمني اليوم ما أسمعه من خلل كبير في العلاقة بين الطالب والمعلم، بين الطالب وصاحب الرسالة العظمى على مر التاريخ، ومن أحق بالوفاء والتقدير من المعلم حتى إن خالفناه الهوى والفكر وذهبنا غير مذهبه فله فضل التعليم والتربية والتوجيه.
قد يختلف معي البعض، ولكل رأيه وهو موضع التقدير، لكني على قناعتي ثابت بلا تبديل..