أخبار

مبادرة سعودية تحفظ الأمن والاستقرار باليمن

الرفض الحوثي لها يستوجب موقفا قويا من المجتمع الدولي

«عكاظ» (جدة)

أعلنت المملكة العربية السعودية «مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل»، استمراراً لحرصها على أمن واستقرار اليمن والمنطقة والدعم الجاد والعملي للسلام وإنهاء الأزمة اليمنية، ورفع المعاناة الإنسانية للشعب اليمني الشقيق، وتأكيداً لدعمها للجهود السياسية للتوصل إلى حل سياسي شامل بين الأطراف اليمنية في مشاورات بييل وجنيف والكويت وستكهولم.

وتتضمن المبادرة وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.

وتأتي هذه المبادرة في إطار الدعم المستمر لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث والمبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينغ والدور الإيجابي لسلطنة عمان، ودفع جهود التوصل لحل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة.

وتدعو المملكة الحكومة اليمنية والحوثيين للقبول بالمبادرة، وهي مبادرة تمنح الحوثيين الفرصة لتحكيم العقل ووقف نزيف الدم اليمني ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب اليمني الشقيق وأن يكونوا شركاء في تحقيق السلام، وأن يعلوا مصالح الشعب اليمني الكريم وحقه في سيادة واستقلال وطنه عن أطماع النظام الإيراني في اليمن والمنطقة. وأن يعلنوا قبولهم بالمبادرة ليتم تنفيذها تحت إشراف ومراقبة الأمم المتحدة.

كما تؤكد المملكة حقها الكامل في الدفاع عن أراضيها ومواطنيها والمقيمين بها من الهجمات الممنهجة التي تقوم بها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضد الأعيان المدنية، والمنشآت الحيوية التي لا تستهدف المقدرات الوطنية للمملكة فحسب، وإنما تستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته، وكذلك أمن الطاقة العالمي والممرات المائية الدولية، وتؤكد المملكة أيضاً رفضها التام للتدخلات الإيرانية في المنطقة واليمن، إذ إنها السبب الرئيسي في إطالة أمد الأزمة اليمنية بدعمها لمليشيات الحوثيين عبر تهريب الصواريخ والأسلحة وتطويرها وتزويدهم بالخبراء، وخرقها لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وتكمن أهمية المبادرة في أن قبولها يعد استثمارا من الأطراف اليمنية لفرصة سلام سانحة ومهيأة ستبدأ بإجراءات تعزز الثقة ومن ثم وقف إطلاق النار والانخراط في الحوار السياسي، كما أن العمليات العسكرية في اليمن من قبل تحالف دعم الشرعية في اليمن ذات طابع دفاعي يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة (الفصل السابع، المادة 51) وليس هناك أهداف سوى إعادة الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً.

وفي حال رفض المبادرة من قبل المليشيا فإنه يتوجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف قوي وموحد ضد المليشيا وانتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية ما يبرر اتخاذ وتنفيذ إجراءات عسكرية صارمة ضدها.

وشددت المملكة على استمرار دعمها ودول التحالف للشعب اليمني وحكومته الشرعية، وأنها ستظل ملتزمة بدورها الإنساني في التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق ودعم كل جهود السلام والأمن والاستقرار في اليمن والانتقال إلى مرحلة جديدة لتنمية وتحسين معيشة الشعب اليمني.