كتاب ومقالات

حتمية المكتبة

شرفات

مي خالد

تقول رئيسة جمعية بائعي الكتب في الولايات المتحدة الأمريكية السيدة «أليسون هيل» إن مبيعات الكتب ارتفعت بنسبة 6% في الولايات المتحدة منذ أن بدأ الوباء، وإن الكثير من الناس قد تم تذكيرهم بمدى أهمية المكتبات المستقلة لمجتمعاتهم وحياتهم.

شهية القراءة وبالأخص في مجال الأدب كانت غير عادية في الأشهر الأولى من الجائحة، بين الصغار والكبار. ربما لأن القراءة تلبي حاجتنا إلى الفهم، والتفكير، والهروب، والإلهاء، ولكن أيضاً المشاركة والتواصل، حتى لا يصبح الحظر والتباعد الاجتماعي أيضاً عزلة ثقافية.

لقد أنشأت المكتبات عبر حساباتها على تطبيقات الإنترنت إجراءات تسمح بالتسوق بطريقة آمنة وصحية.

قد لا تكون المكتبات هي أول ما يتبادر إلى الذهن عندما نفكر في ما هو مطلوب في أزمة ما، بل يتبادر للذهن السوبرماركت والمستشفيات والصيدليات، لكن المكتبات أيضا تقدم مستوى من التحفيز الذهني لا يمكن أن يضاهيها فيه أي من مؤسسات المجتمع المدني الأخرى، لا نبالغ إن قلنا إن الكتب تجعلنا مجهزين بشكل أفضل للتعامل مع التحديات التي نواجهها، لأنها تذكرنا بأن الآخرين قد واجهوا أوقاتاً عصيبة في الماضي أيضاً، ولا يوجد شيء مثل الشعور بالتضامن لتعزيز مناعة الإنسان وقدراته النفسية.

لكن وبالرغم من كل ما تقدم فلا يخفى علينا أن عددا كبيرا من المكتبات الصغيرة أغلقت وخاصة من لم يطوروا أسلوب تسويقهم، إلى جانب أن الكتب الإلكترونية المقرصنة قد أغنت كثيرا من القراء عن الشراء، إلى جانب ضيق بيوتنا فلم تعد تحتمل وجود مكتباتنا بأرففها الكبيرة وكتبها الورقية التي تشغل مساحات واسعة من الأماكن الضيقة. ومع ذلك أظن أن المكتبات ذات حتمية تاريخية ولن تختفي من حياة سكان الكوكب.

كاتبة سعودية

may_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@