زوايا متخصصة

يحق لدمية ما لا يحق لغيرها

أبلة فاهيتا.. دراما كوين

مسلسل أبلة فاهيتا، عبر 6 حلقات، استطاع أن يتصدر مشاهدات نيتفليكس

عُلا الشيخ - ناقدة سينمائية OlaAlsheikh@



من الممكن الحديث عن بعد مختلف يتعلق بالدمية أبلة فاهيتا.. ولأنها دمية فلا حرج عليها، هي حرة بلسانها وما تنطق به، وحرة في ما ترتديه من ألبسة، حتى وهي ترضع وليدها علناً، فمن سيحاسب دمية على كشف جسدها؟

في المسلسل الجديد (أبلة فاهيتا دراما كوين) بطولة أبلة فاهيتا وابنتها كارو، الذي يعد ثاني إنتاج خاص لعمل مصري بمنصة نيتفليكس بعد تجربة مسلسل ما وراء الطبيعة للمخرج عمرو سلامة، تظهر فاهيتا بصورة مختلفة عن الصورة التي اعتادها الجمهور ببرنامجها.. هنا هي بطلة حكاية تدور أحداثها ضمن التشويق متعلقة بجريمة قتل تحاول تبرئة نفسها منها، قصة مكررة نعم، لكن غير المكرر هو طريقة تصدير شكل فاهيتا، الدمية التي تفعل ما يحلو لها، إضافة إلى بروز شخصية كارو التي سيكون لها شأن أكبر مستقبلا، مع شقيقها الصغير، وكأن هذه العائلة تؤكد على استمراريتها.

البعد هنا يتعلق بالمقارنة، إذا ما جسدت دور فاهيتا ممثلة حقيقية، فكيف كانت ستكون ردة فعل الجمهور، الذي حسب نماذج سابقة لم يتقبل، بل وهاجم، وكفر، وهدد، هنا يقع المشاهد في فخ الدمية، مع أن الجرأة في العمل سواء من حيث القصة وتناولها أو عبر الجمل الصريحة والواضحة إضافة إلى الإيحاءات التي لا يتقبلها المجتمع عادة، إذا ما تعلق بممثلين من لحم ودم، لا يسمح بمرورها مرورا عابرا، أما عندما تكون فاهيتا وابنتها كارو، فالأمر يصبح مدعاة للضحك والسخرية، بل ويتطور لنقل تلك العبارات والـ«إيفيهات» عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون أدنى مشكلة!

هنا لا بد من تأمل المشهد قليلا، فالرقابة التي يعتبر الجمهور نفسه حريصا عليها، تتعلق فقط بالممثلين تحديدا إذا كن نساء، من السهل الانقضاض عليهن، عن طريق التنمر، والسباب، والفضائح، والدخول إلى الحياة الشخصية، أما إذا نفس الدور جسدته دمية، فالمشهد يصبح عادياً بل ومضحكاً، والحقيقة أنه هذا هو المضحك المبكي في الأمر.

بشكل عام، استطاع مسلسل أبلة فاهيتا، عبر 6 حلقات، أن يتصدر مشاهدات منصة نيتفليكس، فالناس محتاجة فعلا إلى الضحك، وهذا العمل الذي أخرجه خالد مرعي، استطاع أن يدخل قلوب الكثيرين، فهو يتضمن التشويق، والضحك، والاستعراض، والموسيقى، والأغاني، كل هذا كان بحضرة ممثلين وقفوا أمام فاهيتا مثل باسم سمرة ودنيا ماهر وزينة منصور ورحاب حسين وأسامة عبدالله، فيما منح هذا التواجد التوازن للعمل، لقبول فكرة أنك أمام عمل عربي من بطولة دمية.

لا يزال العمل يعرض على نيتفليكس لذلك ليس من المنصف الكتابة عن أحداثه، لكن ما يجب لفت الانتباه إليه، هو المخرج خالد مرعي الذي استطاع فعلا أن يدير عملاً لا يمكن القول إنه سهل، في طريقة صناعته وتكنيكاته الخاصة، وإدارة الممثلين سواء الدمى (فاهيتا، كارو، بودي) والممثلين البشريين. فالعمل يدور في ملهى ليلي، ومنازل، ومشاهد خارجية بسيطة، ما استدعى اللعب على موضوع الديكور الذي أبدعه المصمم محمد عطية، ناهيك عن الإضاءة، وطريقة توزيعها، ما مكّن مرعي من أن يدخل الملتقي إلى هذا الجو الذي أتقن إدارته بالفعل.

لا يمكن أن يقال عن العمل سوى أنه لطيف، من الجميل مشاهدته، والتركيز على أحداثه وقصته، إضافة إلى التمعن في الديكور والأزياء، والاستعراضات، خاصة في «أوبريت إيزيس» الذي يظهر في الحلقة الأولى، ويتم بناء جميع الأحداث بعد ذلك على ما يتسبب فيه من كارثة متعلقة بأبلة فاهيتا، تلاه تطور شخصية كارو التي غطت على ظهور والدتها، مع أغنتيها «حطموني»، التي حصلت على ملايين المشاهدات بمجرد طرحها على اليوتيوب.