رياضة

المقاتل عبد الإله العمري

بعد السلام

سلطان الزايدي

يقول «ساديو ماني» مهاجم ليفربول في تصريحٍ مقتضبٍ بعد النتائج السيئة لفريقه هذا الموسم: «يجب أن نتعامل مع الموقف الحالي، وألّا نتوقف على الإيمان في قدراتنا، مع مواصلة القتال والحفاظ على دوافعنا والمضي قدماً مرةً أخرى، عندما تقاتل لن تفكر أبداً في البحث عن مبررات وأعذار، نحن هنا لإيجاد حلول، الوحدة مع زملائي دائماً تمنحني طاقةً كبيرة».

في الدوري الإنجليزي -وربما كثير من الدوريات الأوروبية- يؤمنون بضرورة العمل، ولديهم قناعةٌ تامةٌ وراسخةٌ أن قوة العمل مرتبطةٌ دائماً بقوة النتائج، هذه الثقافة جعلت المنافسات الكروية في أوروبا شرسةً وقوية، ولا يمكن أن تترك مجالاً للتهاون أو عدم التركيز، وحديثهم عن كرة القدم كأنه حديث معارك حربية، لكنها تحدث داخل ملعب كرة قدم، هذه الثقافة هي مَن صنعت هذا التفوق الكروي الأوروبي، وأصبحت المدرسة الأوروبية في كرة القدم هي المقياس الحقيقي للتفوق في كل أرجاء العالم، واهتمام المدربين الأوروبيين بترسيخ قيمة العمل وضرورة القتال لتحقيق نتائج إيجابية في لعبة كرة القدم ترك الفرصة أمام الجميع لمزيد من الابتكار في الجوانب الفنية حتى تتغير طرق اللعب ويصبح التنوع الفني في الأداء ذا طابع تشويق وإثارة أكثر.

إن ما يحتاجه اللاعب العربي والسعودي على وجه الخصوص أن يغير من بعض المفاهيم البائسة، التي لم تكن نتائجها واضحةً في السنوات الماضية، فالقوة في لعبة كرة القدم أصبحت مهمة، والروح القتالية يجب أن تكون حاضرة في كل مباراة مهما كان وضع الفريق في المنافسة، فبعض اللاعبين السعوديين تشعر من خلال أدائهم الفني داخل الملعب وكأنه قادمٌ من الدوري الإنجليزي، لما يتميز به من القوة والرغبة بالانتصار في كل مباراة، على سبيل المثال: نجم النصر الواعد ومدافعه القوي عبد الإله العمري، مَن يراقب أداءه هذا الموسم يلمس حجم الإصرار والقوة والرغبة في تحقيق الانتصار.

إذاً لا يجب أن يبقى اللاعب السعودي حبيس نتيجةٍ معينةٍ أو تحت ضغط نتائج متردية طالما يجد في نفسه الرغبة والقوة والقتالية داخل الملعب، فالتعلق ببعض الأعذار وهمٌ يُسقط اللاعب مهما بلغت مهارته وموهبته، وهناك تفاصيل مهمة يجب أن ينتبه لها مدربو الفئات السنية في الأندية السعودية، التي من شأنها تعزيز روح الانتصار والقتالية داخل الملعب مهما كانت ظروف المباراة أو المنافسة، فالمشاركة في المباراة تعني القتالية وإخراج كل ما يملك اللاعب من قوة وموهبة ورغبة، إن تغيرت هذه الثقافة في ملاعبنا منذ تأسيس النشء فإن كرة القدم في المنافسات السعودية ستتغير للأفضل، وستحضر المتعة التي نشاهدها في كثير من الدوريات الأوروبية.

وقفة: لا يمكن أن يحضر التغيير طالما أن الأفكار لا تتغير.

ودمتم بخير،،،