ماذا عن «النووي والصاروخي الإيراني» ؟.. تسمين خامنئي وتأمين الحوثي.. لمصلحة من
إدارة بايدن.. إعادة تموضع قواتها في المنطقة
الأحد / 22 / شعبان / 1442 هـ الاحد 04 أبريل 2021 01:47
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
من الواضح أن إدارة بايدن بدأت في تنفيذ الأجندة العسكرية، من خلال تخفيض الحضور الأمريكي العسكري في عدد من دول المنطقة؛ وهذا في الواقع ما وعد به الرئيس بايدن في حملاته الانتخابية، عندما تعهد بتغيير سياسة واشنطن في المنطقة وإعادة التموضع مجدداً في العلاقات مع نظام الملالي مع وعوده أيضاً بإعادة تنفيد الاتفاق النووي الإيراني إلى جانب سحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان تدريجياً. ومن المؤكد أنه ليس من السهل تنفيذ هذه الأجندة ليس كونها ستصطدم بعقبات مفاجئة على أرض الواقع، ومن الأهمية بمكان أن تعي دول المنطقة مخاطر المرحلة الحالية والقادمة في ظل هذه السياسة الأمريكية المتغيرة تماماً. في خضم التوتر الذي تعيشه المنطقة واستدارة السياسة الأمريكية يتضح جلياً أن النظام الإيراني الذي يعتبر الراعي الأول للإرهاب في العالم بدأ يستعيد دوره في المنطقة؛ وتزايد دعمه للمليشيات الطائفية خصوصاً مليشيا الحوثي الانقلابية. وفتح قرار بايدن بسحب جزء من قوات بلاده في المنطقة وتوجيهها إلى مناطق أخرى أبواب التكهنات بشأن التداعيات التي قد تنجم عن هذه الخطوة في ظل استمرار تسمين وتأمين نظام الملالي في إيران، إذ يؤكد الخبراء الأمريكيون أن الإدارة الجديدة تعاني خللاً ما في التعاطي مع الأوضاع في الشرق الأوسط؛ خصوصاً وأن نظام طهران لم يتجاوب حتى اللحظة مع الليونة الأمريكية في الملف النووي بل ازداد تعنتاً. ومثل توقيع الصين شراكة إستراتيجية مع إيران جزء منها عسكري قلقاً لدول المنطقة، وطرح عدة تساؤلات حول إذا كانت إدارة بايدن ستترك المنطقة للصين، أو إن كان السلوك الأمريكي يعطي مؤشراً على تأثير الوضع الاقتصادي على قرارات الإدارة المتعلقة بالمنطقة. وأوضح الخبراء أن التعاطي الأمريكي المتغير مع المخاطر التي تحيط بدول المنطقة، وخاصة استمرار نظام قم في دعم الحوثي بالصواريخ التي يطلقها على الأعيان والمنشآت المدنية على السعودية، سيدفع دول المنطقة حتماً إلى البحث عن مصالحها مع قوى أخرى. ويعني خفض القوات، بحسب المسؤولين، رحيل آلاف الجنود الأمريكيين من المنطقة فضلاً عن تحويل قطع عسكرية منها حاملة طائرات من الشرق الأوسط لتلبية الاحتياجات بمناطق أخرى، يعني أن الإدارة الأمريكية ترغب في إعادة تموضع قواتها في مناطق أخرى لمواجهة الأعداء في الضفة الأخرى، لكن هذا الحراك والتهور الإيراني من خلال تعزيز إرهاب مليشياته في العراق وسورية واليمن، يدفع الحوثيين إلى تكثيف هجماتهم عبر المسيرات والصواريخ إيرانية الصنع، وتصعيد إرهابهم وإفشال كل جهود السلام الساعية إلى وقف إطلاق النار في اليمن، وإنهاء الحرب، وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة. ويبقى السؤال الكبير ماذا عن «النووي والصاروخي الإيراني»؟ ولماذا
تسمين خامنئي وتأمين الحوثي؟