كتاب ومقالات

الشرق الأوسط.. السعودية صمام أمان ومحور سلام

عبدالعزيز آل غنيم

عبدالعزيز آل غنيم الحقباني aialghunaim@

عندما ذكرت سابقاً أن سياسات الإدارة الأمريكية ستكون عبئا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عارضني البعض وألمحوا إلى أن «بايدن» سيعترف بمجزرة إبادة «الأرمن» وسيكون لذلك تبعات مثل التعويض والعقوبات، وأن الغطاء التركي للإخوان المسلمين سينتج ربيعاً عربياً، ولكن أردوغان تخلى عن الجماعة.

«بايدن» يتبع المدرسة الواقعية، ويختلف مع المثالية التي اتبعها «أوباما» التي كان هدفها استخدام القوة لتغيير الأنظمة وإشعال الصراعات والفوضى، هذه المثالية تهتم في العلاقات الدولية بالتحالفات والحلفاء، ما يعني أنه استاء جداً من الحليف في الناتو تركيا بتحالفها مع روسيا الشيوعية العدو الأكبر للرأسمالية الأمريكية وتقربها منها، فأراد بايدن بمدرسته الكلاسيكية الواقعية أن يكوّن أكبر تحالف مواجه للتحالفات الشيوعية، ولكن تغيرت الأفكار للمدرسة بعد قدوم ترمب الذي أقدم على تغيير أفكار الساسة الأمريكيين، بينهم المحافظون الجدد الذين يتبنون فكرة تصدير الديموقراطية عن طريق الحروب والتدخل العسكري.

انقلبت طاولة المدارس السياسية، فأصبح كل سياسي يتبع مدرسته الخاصة بأفكار توازي أفكار حزبه سواء أكان ليبرالياً أو محافظاً.. بايدن اليوم أصبح يريد أن يتميز هو الآخر بعدم بدء أية حرب جديدة، والحلول الدبلوماسية السياسية هي الأولى على الطاولة، فنرى ليبيا والانتخابات في ديسمبر القادم، ثم اليمن ومساعي السلام بقيادة السعودية والأمم المتحدة والولايات المتحدة، والعودة للاتفاق النووي بضغوط غير عسكرية، ونرى سحب القوات من أفغانستان والعراق، كلها تدل على شيء واحد هو أن السياسة الخارجية الأمريكية في السنوات الأربع القادمة مختلفة تماماً عن كل السياسات الخارجية لرؤساء أمريكا الـ٤٥، سيتم التعامل بالضغط على إيران لكن لا ضربات جوية مباغتة، ومع الحوثي الحل السياسي قائم في ظل المبادرة السعودية، لكن لا عودة لتصنيفهم جماعة إرهابية.

في ليبيا سيكون الحل الأمثل هي الديموقراطية والانتخابات لا السراج ولا حفتر رئيسا لليبيا، في سورية كذلك الحل السياسي الشامل للقضاء على داعش والنصرة وسحب القوات التركية وإجراء انتخابات حرة تشمل كل الطوائف، وفي لبنان ذات التركيبة السياسية المعقدة سيكون حلها بسحب سلاح حزب الله فقط.

أخيراً..

إن التضحيات السعودية لحل مشكلات المنطقة مثل عاصوف ما يسمى بـ«الربيع العربي»، وقبلها من حروب أهلية، جعلت من المملكة صمام الأمان ومحور السلام بالمنطقة بقيادة رشيدة حكيمة قيادة الحزم والعزم والسلام.