كتاب ومقالات

بالفوضى تسقط هيبة النصر

بعد السلام

سلطان الزايدي

في مسابقات كرة القدم للمحترفين وذات الطابع التنافسي الكبير، يكون للخسارة تأثيرٌ كبيرٌ على أنصار الفريق الخاسر، إذ تشعر حين تراقب ردّات فعلهم بحجم التأثّر والألم والحزن، خاصةً إذا كانت الخسارة غير متوقعة، هنا يكون الأمر أكثر سوءًا بالنسبة لهم، ويبقى هذا الألم ملازمًا لهم فترةً ليست بالقصيرة، ويزداد هذا الحزن والألم حين لا يصاحب هذه الخسارة أي عملية تصحيحٍ من قبل المسؤول عن الفريق؛ ليقينهم بأن هناك أخطاء واضحة ومكشوفة، ويتمّ تجاهلها من قبل المسؤول لظروفٍ معينة، قد تكون مجهولةً في كثيرٍ من الأحيان.

هذه المرارة لا أظنها قد مرَّت على أنصار أي نادٍ في المسابقات السعودية لكرة القدم هذا الموسم غير النصر، فالجمهور يعشق وبسبب عشقه الفريد تكون الصدمة قويةً حين يخسر أي مباراة مهما تفاوتت أهميتها، وبالطبع لا أحد يلومهم ولا يعتب على ردّة فعلهم، فاللوم يقع على مَن أخفق ولم يكن بقدر المسؤولية وحجمها، ولم يعمل بشكلٍ جيدٍ ليحقق النتائج الإيجابية، وأعني هنا كل منظومة العمل المتعلقة بفريق كرة القدم في النادي.

إن الأخطاء التي تتكرر ويصعب علاجها بالشكل الصحيح دليلٌ واضحٌ على سوء العمل الإداري في المنظومة، فمثلًا استمرار مدرب الفئات السنية «ألين هورفات» مدربًا للفريق طوال الفترة الماضية، رغم ضعف إمكانياته يعتبر خطأً فادحًا من المسؤول، إذ لا يمكن أن تأتي بمدرب بهذا المستوى ليستلم فريقًا جاهزًا بعد مدربٍ عالميٍّ وكبيرٍ مثل «فيتوريا»، سيفقد اللاعب توازنه الذهني، وبهذا يصبح العمل عشوائيًّا وغير موفق، وقد يكون قرارًا مؤقتًا لفترةٍ بسيطة، حتى تأتي بمدربٍ بديلٍ يتناسب مع إمكانات الفريق، ويعرف ماذا يفعل مع نجومٍ بحجم النجوم الذين هم في النصر، لكن أن يستمر مدربٌ بمستوى «ألين هورفات»، ويخوض مبارياتٍ مهمةً ومصيريةً وقائد المنظومة يملك الوقت الكافي للبحث عن مدربٍ، فهذا أمرٌ مزعجٌ، وقد يصل لمرحلة الاستهتار بمشاعر الجمهور وعدم تقديرها بالشكل الذي يليق بهم.

إن الأمر الأكثر خطورةً هو حالة الفوضى الكبيرة التي عاشها النصر هذا الموسم، التي كان بطلها مهاجم الفريق «عبدالرزاق حمدالله»، الذي استغلّ نجوميته في النصر أسوأ استغلال، وأصبح مصدرًا لقلّة الانضباط والتهاون، هذا كله انعكس سلبًا على الفريق، والسبب ليس «عبدالرزاق حمدالله» فقط، بل في الحالة الإدارية البائسة التي يعيشها النصر هذا الموسم، فهل من المعقول اثنان من أعمدة الفريق يغادران لقضاء إجازةٍ في بلدانهم قبل مباراةٍ مصيريةٍ مهمة، تذهب بالفريق لنهائي بطولة كأس الملك..! هذا الأمر لا يحدث في أنديةٍ محترفةٍ، لها نظام وتسير وفق أسسٍ واضحةٍ عنوانها العمل والانضباط..!!

وقفة: لا ينكشف ضعف العمل وفشله إلا حين تتكرر الأخطاء.

دمتم بخير،،،