منوعات

محمد عبدالجواد.. بين «تأجج» حرفنة و«توهج» حرفة.. عاشق الكرة

محمد عبدالجواد

طالب بن محفوظ (جدة) talib_mahfooz@

منذ بداية الثمانينات الميلادية لاعباً، هناك أجمل العروض الكروية بحماسة وروح ومهارة.. وحين امتلك التكوين الجسماني وقدرة التصويب القوي المركز من مسافات بعيدة؛ ظل اللاعب المفضل والجاهز للمدربين، وأصبح مركز الظهير الأيسر حكراً عليه.. وعقب اعتزاله منتصف التسعينات ظهرت خصائصه محللاً فنياً ومدرباً عالمياً، وجالباً المحترفين للدوري السعودي.

حين امتهن التدريب العالمي كأول مدرب عربي لفريق برازيلي «انترناشيونال دي ميناس» لم يكن عشقه التدريبي عملية جديدة، بداية من شباب الأهلي حين كان لاعباً، ومروراً بناديي «الخطوط السعودية» و«جدة».. وفي بغية للإشراف الفني على المنتخب الوطني والأندية المحلية؛ اكتسب مزيداً من التجارب العالمية.. مدرب سعودي تنافس البرازيليون لاستقطابه.

في مستطيل «الاخضرار» لاعباً مضطرماً ملتهباً؛ برز ملفتاً للأنظار محلياً ودولياً.. مع القلعة «الخضراء» ناشئاً وأساسياً بالفريق الأول؛ ظهرت بصمات مهاراته الكروية وإبداعاته الفنية.. ومع المنتخب «الأخضر» لاعباً وكابتناً؛ لعِبَ «10742» دقيقة، ولم يغب إلا واحدة من 122 مباراة.. ومع «خضارته» مدرباً متأججاً؛ تعامل مع لاعبيه بذكاء وحكمة ومرونة.

ومن ذكريات لاعب تعلق بالجماهير فعشقته؛ خرج من المدرج إلى المدرج.. وحين جمع من الفضائل ما تفرّق في غيره؛ أحبه من عرفه ومن لم يعرفه.. ولمّا حاز من الخصال الجاذبة ما انقسم في الآخرين؛ زهدوا التعامل مع غيره.. ومن مطلعه الصبوح البهي ووقاره المهيب المبجل؛ يشعر من رآه بالسكينة.

مع «كرة القدم» العاشق لها؛ اقتنع أن الكفاءة تفرض نفسها، فسار وفق إستراتيجية التخطيط لتحقيق الأهداف.. ومن أصالة رجل أريحي قلبه على كفه؛ فإنه إنسان اجتماعي يحب كل الناس.. وبين زمني العلم المعرفي واحتراف الكرة؛ فضَّل أن يتجه أبناؤه للتحصيل الدراسي لا لكرة القدم مثله.