اللقاح و«الجلطات»... حكاية أسترازينيكا
222 «دماغية» في 31 دولة أوروبية من 34 مليوناً تم تطعيمهم به
الاثنين / 30 / شعبان / 1442 هـ الاثنين 12 أبريل 2021 00:06
«عكاظ» (لندن، بروكسل) OKAZ_online@
لا يزال لقاح أسترازينيكا-أكسفورد الإنجليزي يشغل الدنيا منذ أن شاع أنه يتسبب في حدوث جلطات دماغية نادرة. ويعزى ذلك إلى أنه تم توزيعه في ما لا يقل عن 115 بلداً منذ أشهر عدة. غير أن إعلان الدنمارك الشهر الماضي عن حدوث جلطات دماغية لمواطنين تم تطعيمهم به حدا بدول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تدابير لتقييد استخدامه من حيث الشرائح العُمرية. وبما أن معظم تلك الدول تملك أصلاً مخزونات كبيرة من لقاحات أخرى، فقد قصرت استخدامه على المسنين، فيما قررت دول أخرى وقف استخدامه نهائياً. ويتمسك الباحثون وعلماء اللقاحات بأن الخثرات الوريدية المشار إليها نادرة الحدوث. وحذروا من أن الاهتمام الإعلامي المبالغ فيه بتلك الحوادث سيزيد من تردد كثيرين حيال التطعيم، وهي مشكلة خطيرة في أوروبا تحديداً، والمشكلة أن أسترازينيكا هو اللقاح الوحيد المتاح لدى عدد كبير من الدول، خصوصاً الفقيرة، لأنه رخيص، ولسهولة تخزينه دون حاجة إلى مستودعات عالية التبريد. والواقع أن الجلطة الدموية تحدث عندما يتخثر الدم فيعيق تدفق الدورة الدموية. وينجم التخثر عن الإصابة بجرح، أو من عدد من الأمراض، كالسرطان، ومن بعض الأدوية، ومن الجلوس فترة طويلة، ومن الاضطجاع على السرير فترة طويلة. ويمكن للجلطة التي تحدث في الساق أن تتكسر وتبحر مع الدم لتصل إلى الرئتين، ونادراً إلى الدماغ، حيث تكون قاتلة. وأثارت الجلطات التي حدثت لمن تم تطعيمهم باللقاح الإنجليزي قلقاً متعاظماً لدى العلماء، لأنها تغلق الأوردة الرئيسية التي تقوم بنقل الدم من الدماغ. واكتشف العلماء في ألمانيا والنرويج أن المطعّمين بأسترازينيكا الذين أصيبوا بالجلطة أنتجوا أجساماً مضادة أدت إلى حدوث تلك الجلطات. وطبقاً لرصد «عكاظ» فإن عدد حالات الجلطة التي تم الإبلاغ عن وقوعها في أوروبا حتى السبت الماضي يبلغ 222 حالة، في بريطانيا والدول الـ30 الأعضاء في المنطقة الاقتصادية الأوروبية (دول الاتحاد الأوروبي، وآيسلندا، والنرويج، وليختنشتاين). وتشير الإحصاءات المعلنة إلى أن 34 مليون نسمة تم تطعيمهم باللقاح الإنجليزي في تلك الدول. ويعني ذلك أن الجلطات تحدث هناك بواقع حالة من بين كل 100 ألف شخص. وقالت وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي إنها حققت حتى 22 مارس الماضي في 86 حالة، انتهت 18 منها بالوفاة. وقالت الحكومة البريطانية إن خطر الإصابة بكوفيد-19 أكبر كثيراً من خطر إصابة الشخص بجلطة إذا تم تطعيمه. ونتيجة لتلك الحوادث قررت ألمانيا، وهولندا، والفلبين، والبرتغال، وإسبانيا أن تقتصر استخدام أسترازينيكا على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً. في حين قررت فرنسا وكندا أن يقتصر استخدامه على من هم فوق سن الـ55 عاماً. وقررت بلجيكا منحه لمن هو فوق الـ50 عاماً. وقررت بريطانيا الأربعاء الماضي إعطاء لقاحات أخرى لمن هم دون الـ30 عاماً من العُمُر. أما الدنمارك والنرويج فقد قررتا وقف استخدام «الإنجليزي» نهائياً.