أخبار

آل مرضمة: أولى تجارب الصيام أوقفت تحريضاً

«الرقش» لا يغيب عن مائدته.. ويتطلع للتسامح طيلة العام

سعيد آل مرضمة.

علي الرباعي (الباحة) okaz_online@

أكد رئيس النادي الأدبي في نجران سعيد آل مرضمة، أن أولى تجاربه مع الصيام توقفت بتحريض من والدته، بعد أن خارت قواه في عمر السادسة، مشيراً إلى حنينه إلى النهار الرمضاني دون نوم.

وأوضح آل مرضمة قرب كلمة «عن بعد» حد التماس الروحي وإن ابتعد اللمس المادي، فإلى نص الحوار:

• كيف استعددت لشهر رمضان؟•• اقتضبت المسافة بالبهجة نحو شهر الله، واستبقت الخطى نحو رحمة ربي ومغفرته.

• ما أوّل رمضان صمته، وكم كان عمرك؟

•• في سن السادسة جربت صيام يوم واحد، وما إن انقضى حتى خارت قواي، وتوقفت لمدة سنتين بتحريض من الوالدة يحفظها الله، ثم عدت للصيام واستمر كربيع يعود كل رمضان.

• ماذا فقدت من رمضان الماضي وماذا تحتاج في رمضان الحالي؟

•• فقدت قصورا في الطاعة، وأحتاج «وعجلت إليك ربي لترضى».

• ملمح عالق في ذاكرتك من أولى سنوات الصيام؟

•• نهار الصيام دون النوم.

• إلى ماذا تحن في رمضان؟

•• إلى فرحة عند الإفطار وأخرى عند لقاء ربي.

• في عامها الثاني، هل غيرت الجائحة نكهة رمضان؟

•• نكهة رمضان متأصلة بمجاهدة النفس وسعادة الجائزة، فمهما حل أو طل من حدث فإن رمضان نكهة غير قابلة للتحول أو الزوال.

• عادة رمضانية تخليت عنها؟

•• كل طاعة في رمضان عبادة، وكل سلوك غير الصوم عادة، ولذلك فليس في الصيام من عادة.

• طبق رمضاني لا يغيب عن مائدتك؟

•• الرقش (وجبة نجرانية أصيلة).

• هل تصوم عن مواقع التواصل الاجتماعي في رمضان؟

•• كلا، لأني صائم طول الدهر عن ما يسيء لصيام الخلق الحسن. لذا أكمل الفطر في رمضان كغيره من الشهور.

• هل أضحت الاجتماعات الرمضانية من الماضي؟

•• كل ماض يعاد بجيل مستقبلي. ولكن بنمط مختلف وجيل مباين لسلفه، ومن هنا فالاجتماع باق بمعناه العام.

• لو أسقطنا العام الماضي من سجلات حياتنا.. هل هناك سنون أخرى تود أن لا تحسب من عمرك؟

•• ليت ما يسقط من أعمارنا لحظات على الأقل، وليت ما يسقط هو كل لحظة انكسار لهمة أو انتظار لتتمة، أو احتضار لذمة.

• هل تتكيّف معها لو استمرت الجائحة؟

•• بالتأكيد، فنجاح الإنسان في التأقلم يعتمد على تكيفه لا كيفه، والإنسان بطبعه متكيف وإن اعتاد الكيف.

• في التلفزيون، هل تتابع الأعمال الجديدة أم أنه لم يعد هناك ما يغريك؟

•• ربما جاوزنا أن نبحث عن السعادة إلى أن نمنحها غيرنا، فما نراه في التلفزيون نعيشه شاخصا أمام أعيننا، لذا اتجهت إلى أن أرى الأشياء حقيقة لا محاكاة لها.

• ما أثر وقع كلمة «عن بعد» على سمعك؟

قريب حد التماس الروحي وإن ابتعد اللمس المادي. هكذا أشعر بكلمة «عن بعد».

• أول شيء ستفعله بعد العودة لحياتنا الطبيعية دون كمامات؟

•• سأعود لأتفحص الأوجه من جديد، فلربما اضطرم جمر الشيب تحت رماد الكمامة.

• هل لكورونا إيجابية؟

•• نعم، عجزنا ونحن كبار أمام من يصغرنا جعل منا صغارا تكبر بقوة، أو كبارا تخاف من ضعف القوة.

• ما الطبق الرمضاني الذي أعدته والدتك وتود أن تذوقه بذات الطعم؟

•• كل أطباق أمي شهية، ولكن اللقيمات التي كانت تعدها لها لذة تلمس الطفولة وبراءة النشأة.

• كيف تتصور العالم إثر انتهاء الجائحة؟

•• عالم يتعلم، يتجه للبحث العلمي واستشراف المستقبل بمنظور العلم البحت.

• ما الذي دفعك خلال العامين ٢٠٢٠ و٢٠٢١.. لتنفّس الصعداء؟

•• الحراك العلمي وطاحونة الابتكار، وطغيان المعرفة على الجغرافيا والتاريخ.

• تطبيق في هاتفك تعيش فيه وقتاً أكثر من جيرانه على شاشة الهاتف؟

•• «تويتر»، لأتابع يوميات المبدعين، وأسامر أصدقائي وأنا أفتقد مشاهدتهم في الواقع.

• خُلق رمضاني تود لو أنه يستمر طيلة الـ١١ شهراً الباقية؟

•• الاحتمال والعفو، فالاحتمال قدرتنا على الصبر، والعفو تعبيرنا عن الطهر.

• ما علاقة رمضان بالسهر؟

•• متجذرة.

• عادة رمضانية تود الإقلاع عنها؟

•• السهر أيضا.

• ماذا تردد عادة بينك وبين نفسك؟

•• أبيات لمولانا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:

النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت

إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها

لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها

إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها.