أخبار

احتراماً للمشاعر..غير المسلمين لا يصومون ولا يفطرون

تجربة لنمط حياة السعوديين في رمضان.. وتقديراً للضوابط الإسلامية لدى المجتمع

يحرص المقيمون على زيارة أسواق جدة التاريخية.

عدنان الشبراوي (جدة) Adnanshabrawi@

يتقيد المقيمون والموظفون من غير المسلمين بمظاهر شهر رمضان المبارك، ويتجنبون الأكل والشرب في المواقع العامة أو في مقرات العمل احتراماً لمشاعر الصائمين، ويقول شودري (مقيم هندي): تتبدل المظاهر الحياتية في شهر رمضان المبارك، إذ تبدأ الأنشطة والحركة في المساء وحتى ساعة متأخرة من الليل يتبادل خلالها السعوديون الزيارات العائلية. ويرى سيو ايكي (فلبيني الجنسية) أن شهر رمضان مميز في المملكة لاسيما أن المواطنين يحرصون على القيام بمظاهر معينة في حياتهم الاجتماعية وتتزين بعض البيوت والأسواق بنكهة تعكس الشهر الذي يغلب فيه السهر. ويقول: «أصوم صباحاً لأنني أجد ذلك صحياً للجسد، فأحاول أن أتناول الطعام مساءً». ويضيف: أحب تناول الطعام العربي، هناك مطعم عربي قريب من المجمع السكني الذي أقطنه أذهب إليه لتناول طعام عربي وأتلذّذ حين أتناول الحلويات العربية، لكنني أجد أن فيها سكريات متعددة، واصفا الحياة في السعودية بالممتعة في شهر رمضان، وأنه سعيد لأنه يجاري السعوديين ويمتنع عن تناول الطعام في فترة العمل، وهذا يمنحه نشاطاً لا سيما أنه يسعى لخفض وزنه. وتقول سيمارز: أشعر أن طقوس شهر رمضان ممتعة، وأعلم أن الأسرة تجتمع على مائدة لتناول الطعام في وقت محدد، وذلك أمر جميل، ونحن نحترم التعليمات ونتوقف عن تناول الطعام احتراماً لمشاعر المسلمين.

ويصف جوزيف (مقيم منذ 8 سنوات في المملكة): شهر رمضان في السعودية بالمميز جداً وفيه نظام غذائي مناسب للجسم بحكم قراءته عن التغذية المناسبة وحاجة الجسم للصوم، ويقول: كانت زوجتي قبل سنوات تلاحظ ذلك باهتمام مع الجيران في تعاملها، فتتوقف الزيارات وقت الصيام وينشغل النساء بإعداد الطعام فترة العصر.

ويضيف: أحاول أن أصوم خلال النهار لأتماشى مع نظام السعودية، فأنا أحترم البلد كوني ضيفاً هنا، واحترم التعليمات في عدم تناول الطعام نهاراً، وأنا أستمتع بمراقبة أجواء رمضان لا سيما مظاهر التسوق والأكلات التي تباع في الشوارع والطرقات، وأتمنى أن لا يغير كورونا من الحياة التي اعتادها الجميع في رمضان.

ويعلق عمدة حي الرويس بجدة طلال آل عمرو: اعتاد أهالي أحياء جدة عموماً ومنهم أهالي حي الرويس على معايشة الشهر الكريم، فترى الجميع صغاراً وكبارا يشرعون في تبادل التهاني وتزيين منازلهم، إذ تزيّنت شوارع وميادين المحافظة بالفوانيس الرمضانية المُضيئة، وبحبال الزّينة واللافتات، تعبيراً عن الابتهاج بقدوم الضيف الكريم، كون الشعب السعودي شعباً مضيافاً، ونرى التداخل الجميل مع المقيمين من غير المسلمين في هذا الشهر، وكيف يبادلوننا الاحترام والتقدير، ويبدون إعجابهم بمظاهر السعوديين في رمضان، ونحن بالطبع نساهم في إكسابهم ثقافة رمضان ومعانيه، وأضاف: مظاهر رمضان تتجدد كل عام ولكن هذا العام ما زالنا نتطلع لتطبيق ما يخص بروتوكولات التباعد وأن نجمع بين نكهة هذا الشهر الفضيل وبين التعليمات المنظمة لمكافحة كورونا.