أخبار

محاباة الجلاد الإيراني.. خطيئة أممية

مجلس الأمن منبر «للقلق والاستنكار».. الصمت على إرهاب المليشيا جريمة

نازحون في الحديدة بين الحر وجحيم الحوثي.

فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@

يعتبر ترحيب مجلس الأمن أمس الأول، بمبادرة المملكة في 22 مارس بشأن إنهاء الأزمة في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل، واقتراح المبعوث الأممي وقف إطلاق النار، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي، والسماح بحرية حركة السفن للوقود والسلع الأخرى إلى ميناء الحديدة؛ وفقًا لاتفاقية ستوكهولم، خطوة ايجابية، إلا أن اكتفاء المجلس الأممي بالإعراب عن قلقه ضد هجمات الحوثي على المملكة وتصعيد الحوثي في مأرب وعدم المطالبة بإعادة تصنيف المليشيا منظمة إرهابية، جعل بيانه يبدو كأنه حبر على ورق، إذ لم يعكس خطورة تصعيد الحوثي على الأمن والاستقرار بالمنطقة، كون استمرار الهجمات على الأعيان السعودية عملا إرهابيا بامتياز يعاقب عليه القانون والأعراف الدولية. إن لعب مجلس الأمن دور المتفرج حيال ما يجري من أعمال عدوانية تمارسها مرتزقة الحوثي بدعم صريح وواضح من النظام الإيراني لا يعكس أي جدية في تعامل الدول الكبرى حيال قضية تمس الأمن والسلم العالمي وعصب اقتصاد العالم؛ كون مليشيات الحوثي لم تكتف باستهداف الأعيان السعودية بالصواريخ والمسيرات الإيرانية فحسب، بل والمنشآت النفطية شرقي المملكة. إن دعوة المجلس جميع الأطراف إلى الانخراط بشكل بناء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والتفاوض دون شروط مسبقة من أجل وقف فوري لإطلاق النار على الصعيد الوطني وتسوية سياسية شاملة ومملوكة لليمنيين، وفقًا للأحكام ذات الصلة من قرارات مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك 2216 (2015) و2565 (2021) كان يجب أن يقترن بمشروع قرار ملزم للحوثي والنظام الإيراني بعدم إطلاق صواريخ أو مسيرات على الأعيان السعودية، فضلا عن تضمين القرار الدعوة لإعادة تصنيف الحوثي منظمة إرهابية والطلب من الإدارة الأمريكية إعادة النظر بقرارها في هذا الإطار.. وعلى مجلس الأمن عدم الكيل بسياسة المكيالين، ومعاقبة الجلاد الحوثي وعدم مساواته مع الضحية.. كما أن تجاهل مجلس الأمن تضمين النظام الإيراني في بيانه يدلل على سياسة المكيالين خصوصا أن نظام قم ومرتزقة الحوثي رفضا المبادرة السعودية الشجاعة واستمرا في خرق الاتفاقيات والعهود والمواثيق.. كما قام نظام خامنئي بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى ٦٠٪. إن السياسة الإيرانية الشيطانية تمتد في كل مكان من أفغانستان إلى لبنان، مرورا بالعراق وسورية واليمن والبحرين والكويت، حيث سعى الإيرانيون إلى اللعب بورقة الطائفية كثيرا لضرب مجتمعات المنطقة العربية. مجلس الأمن يكتفي بالقلق ويتجاهل تصنيف الحوثي؟ إن دعم الجلاد الإيراني.. خطيئة القوى الكبرى.