أخبار

المرض يخطف «عندليب نجد».. مطلع الربيع

عبدالله الصريخ

علي الرباعي (الباحة) okaz_online@

ما يدفع للتحسر على أفول نجم في ذروة توهجه، ارتباط رحيله بعودة زمن الإنصاف، وإتاحة مساحة التمكين، وكأنما اختارت الأقدار توقيت رحيل عندليب نجد عبدالله الصريخ متزامناً مع مطلع الربيع الفني والثقافي والاجتماعي.

ظل فناننا يحلم طيلة 25 عاماً مضت بيوم يمارس فيه موهبته أمام الملأ شأن البدايات الفاتنة في الستينات والسبعينات ومطلع الثمانينات، وكان مسكوناً بلونه الخاص، ومظهره الآسر، متحملاً مسؤولية الوفاء للشعر واللحن الغنائي الشعبي، وببزوغ شمس عهد متجدد، سبقت إرادة الله، ووارت عنيزة الإنسان الفنان الصريخ ثراها عن (67 عاماً)، إثر معاناته من متاعب صحية متوالية، تماسك برغم قسوتها، وتجاوز صعوبتها بتمسكه بالأمل، وإصراره على التواصل مع الناس، وبناء علاقات وطيدة مع الأطياف المجتمعية بكل شرائحها.

امتدت مسيرة الصريخ الفنية لأكثر من 40 عاماً تميز فيها بأداء ألوان شعبية، وكلمات خالدة سكنت أفئدة العشاق، وتداولها المتسامرون، وحضرها الجمهور في مسارح أندية النجمة والعربي بعنيزة عام 1974، وكُلف بتمثيل المملكة في مناسبات داخلية وخارجية عدة، وكان خير سفير للأغنية الشعبية. وغنى الصريخ من كلمات شقيقته موضي الصريخ «ياليت منهو مع الطيار» من خلال (دويتو) مع الفنان الراحل حمد الطيار، وتم تسجيلها في القاهرة، ومن أشهر ما غنى «يا بقايا الأمس».

بدأ شغفه بالموسيقى منذ الصغر، فتعلم العزف على عدة آلات برفقة أصدقائه، واتجه إلى الفن الشعبي بشكل رسمي، إثر إتقانه أداء مقام الصبا، عندما كان شابا يافعا، مما مكّنه من إحياء العديد من الحفلات والجلسات الشعبية في عنيزة وغيرها، وفي عام 1976 شارك في تقديم أغنية وطنية للتلفزيون السعودي بعنوان «يا رُبى الفيحاء» بمناسبة عودة الملك خالد، وفي عام 1977 ارتحل إلى الكويت لتسجيل أغانيه في استوديوهاتها، وسجّل شريطاً كاملاً قبل أن ينتقل إلى القاهرة، ليبدأ التعاون مع الموسيقار هاني مهنا، في استوديو سمراء.