اليونان.. من الخواجة يني.. إلى الخواجة باتريوت !
الخميس / 10 / رمضان / 1442 هـ الخميس 22 أبريل 2021 00:20
محمد الساعد
على مدى سنوات طويلة عاشت الجزيرة العربية واليونان علاقة فريدة من نوعها، ولديهما الكثير من المشتركات، وفي الوقت نفسه يتقاسمان الكثير من المخاطر، إضافة إلى التفاعل الحضاري والتجاري، الذي لم ينقطع بينهما، صحيح أنه تباطأ لظروف الحربين الأولى والثانية التي داهمت أوروبا، لكن اليونان أعطت دائما مثالا جيدا عن إمكانية تحولها لحليف استراتيجي دون أخطار.
منذ بداية القرن الماضي عاش الخواجة يني ذو الأصول اليونانية في مدينة جدة السعودية الساحلية، ولأن اليونانيين ساحليون فقد وجد «يني» في جدة مستقره وبلدة تشبه مدنه، روحا وناسا، لقد عرف يني أنه والسعوديين يتقاسمون أشياء كثيرة، ربما لم نفهم رسالته في وقتها، لكن الوقت قد حان لأن نلتقط رسالته الإنسانية ونكمل بناءها.
كان يني وسيطا بحريا كعادة أبناء السواحل الذين تغلب عليهم التجارة، يجلب البضائع اليونانية المفضلة عند السعوديين؛ كالأجبان والحواذق والزيتون ويرسل لليونان بضائع سعودية، عرف السعوديون اليونان من خلال يني وعائلته التي استقرت معه في جدة لعقود طويلة، حتى ارتحل أخيرا نهاية الستينات الميلادية ليموت ويدفن في بلاده.
تلك كانت جزءاً من العلاقة الشعبية بين اليونانيين والسعوديين، لكن علاقة أكثر من ذلك رسخت بين السياسيين في البلدين، تأخرت طويلا لكنها وصلت أخيرا لمكانتها الحقيقية، فخلال العقد الأخير اكتشفت الرياض وأثينا قدرتهما على رسم خط صارم يقف ضد الغزاة الجدد في إقليم مضطرب، لا يكاد يستقر حتى تتقاذفه أمواج الإرهاب، والطموحات غير المشروعة، ومحاولة سرقة الثروات.
في عام 2017 م، نقل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الآلاف من جنوده ومدرعاته إلى الحدود مع السعودية، كان تحركاً أحمقَ، وفواتيره القادمة ستكون مكلفة جدا على الأتراك، كانوا يتوقعون حينها أن السعوديين سور قصير يمكن الوصول إليه والاحتكاك بجدرانه.
التحرك التركي لم يكن ضروريا بقدر ما كان غرورا وصلفا لم يقدر أوراق اللعب في المنطقة التي تمتلكها الرياض وتستطيع أن تحركها في الوقت السعودي فقط.
كان اول احتكاك تركي مع الرياض منذ هجوم أسلاف أردوغان العثمانيين على الدرعية 1818م، تحرك لم يدرك أردوغان إلى أي حد يمكن أن تكون عواقبه وخيمة، وأكاد أجزم أن أردوغان لم يستوعب أيضا مغامراته الطائشة للاستيطان في جزيرة سواكن السودانية التي تبعد عن سواحل الليث السعودية 40 كلم.
أردوغان وحسب مخططه على الورق اعتقد أنه قادر على حصار السعوديين، بقاعدة في قطر شرقاً، وأخرى في السودان غربا، وجنوبا في الصومال، مع تحالف في غزة وطهران وصعدة، متحينا فرصة لن تأتي وحلما اندثر مع أسلافه بعد إبادتهم في البوادي والمدن السعودية قبل قرنين.
الرياض كانت تفكك بهدوء ألغام أردوغان التي حاول صنعها كطوق محكم عليها، فجأة ودون مقدمات وجد أردوغان أن الأقدام السعودية تغتسل في بحر ايجة ومرمرة التركي، والطائرات تحلق بالقرب من سواحل الأناضول، وحكم البشير الذي سلمهم سواكن في مزبلة التاريخ، وتجارته التي أبرمها مع أكبر الأسواق في المنطقة والعالم أصبحت صفرا.
لم تكتفِ الرياض بهذا، بل وجدت أن الجيشين السعودي واليوناني لديهما نفس الصفات والعقيدة، العسكريون يستخدمون نفس الأسلحة ولديهما نفس الأعداء، ولذلك كان من المهم أن تحلق الطائرات السعودية في اليونان لحماية أجواء أثينا، ولا بد من تحليق الباتريوت اليوناني في السماء السعودية للمشاركة في التصدي للإرهاب العابر.
اليوم ترسم الرياض مع اليونانيين خارطة جديدة للتحالفات قادرة على إجهاض كل محاولات العثمانيين الجدد على اختراق الجزيرة العربية وحوض المتوسط، السعوديون لم يقودوا خيولهم وينصبوا خيامهم في الجزر اليونانية إلا بعد أن نصب الأتراك طرابيشهم على حدود المملكة، إنه الدهاء البدوي أمام الحمق المغولي.
منذ بداية القرن الماضي عاش الخواجة يني ذو الأصول اليونانية في مدينة جدة السعودية الساحلية، ولأن اليونانيين ساحليون فقد وجد «يني» في جدة مستقره وبلدة تشبه مدنه، روحا وناسا، لقد عرف يني أنه والسعوديين يتقاسمون أشياء كثيرة، ربما لم نفهم رسالته في وقتها، لكن الوقت قد حان لأن نلتقط رسالته الإنسانية ونكمل بناءها.
كان يني وسيطا بحريا كعادة أبناء السواحل الذين تغلب عليهم التجارة، يجلب البضائع اليونانية المفضلة عند السعوديين؛ كالأجبان والحواذق والزيتون ويرسل لليونان بضائع سعودية، عرف السعوديون اليونان من خلال يني وعائلته التي استقرت معه في جدة لعقود طويلة، حتى ارتحل أخيرا نهاية الستينات الميلادية ليموت ويدفن في بلاده.
تلك كانت جزءاً من العلاقة الشعبية بين اليونانيين والسعوديين، لكن علاقة أكثر من ذلك رسخت بين السياسيين في البلدين، تأخرت طويلا لكنها وصلت أخيرا لمكانتها الحقيقية، فخلال العقد الأخير اكتشفت الرياض وأثينا قدرتهما على رسم خط صارم يقف ضد الغزاة الجدد في إقليم مضطرب، لا يكاد يستقر حتى تتقاذفه أمواج الإرهاب، والطموحات غير المشروعة، ومحاولة سرقة الثروات.
في عام 2017 م، نقل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الآلاف من جنوده ومدرعاته إلى الحدود مع السعودية، كان تحركاً أحمقَ، وفواتيره القادمة ستكون مكلفة جدا على الأتراك، كانوا يتوقعون حينها أن السعوديين سور قصير يمكن الوصول إليه والاحتكاك بجدرانه.
التحرك التركي لم يكن ضروريا بقدر ما كان غرورا وصلفا لم يقدر أوراق اللعب في المنطقة التي تمتلكها الرياض وتستطيع أن تحركها في الوقت السعودي فقط.
كان اول احتكاك تركي مع الرياض منذ هجوم أسلاف أردوغان العثمانيين على الدرعية 1818م، تحرك لم يدرك أردوغان إلى أي حد يمكن أن تكون عواقبه وخيمة، وأكاد أجزم أن أردوغان لم يستوعب أيضا مغامراته الطائشة للاستيطان في جزيرة سواكن السودانية التي تبعد عن سواحل الليث السعودية 40 كلم.
أردوغان وحسب مخططه على الورق اعتقد أنه قادر على حصار السعوديين، بقاعدة في قطر شرقاً، وأخرى في السودان غربا، وجنوبا في الصومال، مع تحالف في غزة وطهران وصعدة، متحينا فرصة لن تأتي وحلما اندثر مع أسلافه بعد إبادتهم في البوادي والمدن السعودية قبل قرنين.
الرياض كانت تفكك بهدوء ألغام أردوغان التي حاول صنعها كطوق محكم عليها، فجأة ودون مقدمات وجد أردوغان أن الأقدام السعودية تغتسل في بحر ايجة ومرمرة التركي، والطائرات تحلق بالقرب من سواحل الأناضول، وحكم البشير الذي سلمهم سواكن في مزبلة التاريخ، وتجارته التي أبرمها مع أكبر الأسواق في المنطقة والعالم أصبحت صفرا.
لم تكتفِ الرياض بهذا، بل وجدت أن الجيشين السعودي واليوناني لديهما نفس الصفات والعقيدة، العسكريون يستخدمون نفس الأسلحة ولديهما نفس الأعداء، ولذلك كان من المهم أن تحلق الطائرات السعودية في اليونان لحماية أجواء أثينا، ولا بد من تحليق الباتريوت اليوناني في السماء السعودية للمشاركة في التصدي للإرهاب العابر.
اليوم ترسم الرياض مع اليونانيين خارطة جديدة للتحالفات قادرة على إجهاض كل محاولات العثمانيين الجدد على اختراق الجزيرة العربية وحوض المتوسط، السعوديون لم يقودوا خيولهم وينصبوا خيامهم في الجزر اليونانية إلا بعد أن نصب الأتراك طرابيشهم على حدود المملكة، إنه الدهاء البدوي أمام الحمق المغولي.