أخبار

الخفجي وعابرو المنفذ يودعون «حمود» بعد 70 عامًا

محمد الشهراني (الدمام) mffaa1@

قبل 30 عامًا لا يزال سكان محافظة الخفجي ومن يمر مسافرا من هناك ذهابًا وإيابًا بين السعودية والكويت، يتذكرون ذاك الرجل حمود بن قايد الذي يبيع في البقالة المتواضعة، وكان موقعها مهمًا على مفترق أكثر من طريق.

وفاة حمود بن قايد قبل يومين عن عمر 70 عاماً، أعادت للكثير شريط الذكريات قبل ظهور الهاتف الجوال، وأيام الغزو العراقي للكويت.

الذاكرة تعود للوراء 30 عامًا لتجد نفسها محاطة بسجل مشرف لـ«حمود» الذي لا ينساه السعوديون في الخفجي والكويتيون، إذ كان ملجأ لهم في وقت الضيق، من تصريف العملة بعد قرار الملك فهد رحمه الله بصرف العملة الكويتية مثلما كانت عليه في السابق، والبيع الآجل، وغير ذلك.

واليوم بكاه سكان الخفجي، وتناقلوا خبر وفاته بحزن عميق، فيما سيصل شباب 1991م، إلى البقالة ولن يجدوا صاحب تلك الابتسامة رغم تقدمه في العمر، إذ سيجدون الدار مغلقة، ولن يجيبهم غير الصدى:

ناديت أحبابي.. فلمّا لم يجبْ غيرُ الصدى.. ناديتُ يا موتُ أقبِل!

العم «حمود» عاد للعمل في بقالته في منفذ الخفجي بعد انتهاء الحرب الكويتية العراقية، حتى قبل ثلاثة أشهر ليعود بعدها في إجازة لليمن، ولكن أجل الله أقد أتى ليتوفى العم «حمود» قبل يومين في اليمن، تاركا بقالته الصغيرة ومسجد سلمان الفارسي الذي بجواره والذي لازمه أكثر من 35 عاما مؤذنا وإماما.

ونعى عبدالله عسيري صديقه «حمود»، بتغريدة «فقدت اليوم أول صديق تعرفت عليه في بداية حياتي العملية في ⁧‫الخفجي⁩ حمود قايد، تعرفت عليه السبت 29 مارس 1975م بمنفذ الخفجي حيث عملت بالتخليص الجمركي واستمرت الصداقة حتى باعدت بيننا كورونا ومن ثم سفره لبلده ⁧‫اليمن⁩، ‏عمل بقّالا ومؤذنا وإماماً لمسجد المنفذ، ‏أسأل الله له الرحمة وأن يسكنه الجنة».

وقال الكاتب سعود السنعوسي في حسابه بتويتر: «وكم من «العم حمود» آمنني من خوفٍ وهدهد قلبي المذعور زمن الفجيعة. أمسكَ بيدي في المنفذ الحدودي المكتظ بالخائفين ورافقني إلى مسكني الآمن في حي «الروضة» في الرياض..‏ ثلاثية العقود ما أنست طفل الأمس موقف النبلاء. لك الرحمة وطيب الذكر، والمجدُ لبيتي الثاني».

وقال الإعلامي خالد الشمروخ: انتقل إلى رحمة الله تعالى العم حمود صاحب بقالة منفذ الخفجي الذي استقبل الكويتيين أثناء الغزو واعترف بصرف الدينار الكويتي كما هو وسمح لكل كويتي بالتبضع من بقالته بالمجان وهذا الذي يستحق أن نعمل له قصة عنوانها «العم حمود فارس بطل من المملكة العربية السعودية الشقيقة». وذكر خالد الكندري قصة مغايرة للعم حمود وذلك عند دخوله المملكة لإصدار وثيقة تأمين لمركبته ولم يتمكن حينها من توفير المبلغ لخلل في ماكينة الصراف الآلي، فلجأ لبقالة العم حمود، حيث قام بإعطائه مبلغ 500 ريال من صندوق بقالته وإرجاعها بعد عودته.