الفراهيدي.. كحّل اللغة بالعين.. وصاد بالشعر موسيقى البحور
علماء فنانون
الأحد / 20 / رمضان / 1442 هـ الاحد 02 مايو 2021 04:14
علي الرباعي (الباحة) okaz_online@
ضرب علماء العصور الإسلامية الأولى، أبدع أمثلة على موسوعيتهم، بإجادة أحدهم أكثر من فن، ولم يكن أبو عبدالرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي (100- 170) سوى نموذجٍ للفرادة في إتقانه المبكر للغة العربية، وافتتانه بها، ليغدو أبرز أئمة اللغة والأدب، فكان أستاذ سيبويه، والأصمعي، والكسائي، والنضر بن شميل، وهارون بن موسى النحوي، ووهب بن جرير، وعلي بن نصر الجهضمي.
وهو واضع علم العروض، الذي بناه على ألحان الموسيقى وكان عارفاً بها، ومما يروى أن الفراهيدي سأل الله في الحرم المكي أن يوفق لعلم لم يسبق إليه، فكان عِلم العروض، وقيل إن سبب وضعه، مروره بسوق النحاسين، فسمع دقدقة المطارق على الطسوت، فهداه الله إلى تقطيع بيت من الشعر، وابتكار علم العروض. إلا أنه عالم بالنغم والإيقاع، وألّفَ فيهما كتاباً، أسماه (النغم والإيقاع)، وقيل إنه خشي على الشعر من أن يُنظم بوزن غير الذي عرفته العرب، شأن بعض الناس في عصره. وقيل إنه بسبب اطلاعه الواسع بالنغم والموسيقى، فطن للعلاقة بين أوزان الشعر، والموسيقى، وقال النضر بن شميل: كان الشعراء يمُرون بالخليل فيتكلَّمون في النحو، فقالَ الخليل: لا بُدَّ لهُم من أصل، فاختلى في بيته، وبدأ يقرع بعود على صحن، ويقول: فاعلن مستفعلن فعولن، فسمعهُ أخوه، فخَرَجَ إلى المسجد، ودعا المصلين قائلاً: أخي أصابهُ جُنون، فأدخلهم عليه، وهو يضرِب الصحن، فقالوا: يا أبا عبدالرحمن، أصابكَ شيءٌ، أتحِب أن نُعالجك؟ فأسمعهم ما أدهشهم.
وبعلم العروض يتميز الشعر عن النثر، فالعروض للشعر، كالنحو في الكلام والصرف في الأبنية. ولعل الاختلاط بالأعاجم أدى لظهور اللحن في اللغة، وتداول أشعار مكسورة الوزن، ما لزم وضع العروض، لصيانة الشعر من فساد الوزن، فبعثت الأوزان الحياة في الشعر، وحفظت رونقه وحمته من ذهاب موسيقاه. وكتب الفراهيدي معجم العين أول معجم منسق للعربية، وأتمه ورتبه الليث بن المظفر الليثي الكناني معتمدا على مخارج الحروف من أعمق نقطة بالحلق مروراً بحركات اللسان وحتى أطراف الشفتين، وبذلك يكون أول حروفه «العين» وآخرها «الميم».
وهو واضع علم العروض، الذي بناه على ألحان الموسيقى وكان عارفاً بها، ومما يروى أن الفراهيدي سأل الله في الحرم المكي أن يوفق لعلم لم يسبق إليه، فكان عِلم العروض، وقيل إن سبب وضعه، مروره بسوق النحاسين، فسمع دقدقة المطارق على الطسوت، فهداه الله إلى تقطيع بيت من الشعر، وابتكار علم العروض. إلا أنه عالم بالنغم والإيقاع، وألّفَ فيهما كتاباً، أسماه (النغم والإيقاع)، وقيل إنه خشي على الشعر من أن يُنظم بوزن غير الذي عرفته العرب، شأن بعض الناس في عصره. وقيل إنه بسبب اطلاعه الواسع بالنغم والموسيقى، فطن للعلاقة بين أوزان الشعر، والموسيقى، وقال النضر بن شميل: كان الشعراء يمُرون بالخليل فيتكلَّمون في النحو، فقالَ الخليل: لا بُدَّ لهُم من أصل، فاختلى في بيته، وبدأ يقرع بعود على صحن، ويقول: فاعلن مستفعلن فعولن، فسمعهُ أخوه، فخَرَجَ إلى المسجد، ودعا المصلين قائلاً: أخي أصابهُ جُنون، فأدخلهم عليه، وهو يضرِب الصحن، فقالوا: يا أبا عبدالرحمن، أصابكَ شيءٌ، أتحِب أن نُعالجك؟ فأسمعهم ما أدهشهم.
وبعلم العروض يتميز الشعر عن النثر، فالعروض للشعر، كالنحو في الكلام والصرف في الأبنية. ولعل الاختلاط بالأعاجم أدى لظهور اللحن في اللغة، وتداول أشعار مكسورة الوزن، ما لزم وضع العروض، لصيانة الشعر من فساد الوزن، فبعثت الأوزان الحياة في الشعر، وحفظت رونقه وحمته من ذهاب موسيقاه. وكتب الفراهيدي معجم العين أول معجم منسق للعربية، وأتمه ورتبه الليث بن المظفر الليثي الكناني معتمدا على مخارج الحروف من أعمق نقطة بالحلق مروراً بحركات اللسان وحتى أطراف الشفتين، وبذلك يكون أول حروفه «العين» وآخرها «الميم».