سرحان عبدالبصير.. رئيساً لإيران
الاثنين / 21 / رمضان / 1442 هـ الاثنين 03 مايو 2021 00:11
عبدالرحمن الطريري
في مسرحية شاهد ما شافش حاجة، يورد الزعيم في إحدى قفشاته العبارة الشهيرة «ضربني بوشو على إيدي يا سعادة البيه»، ليحمل العسكري تهمة تلقي صفعة منه، ليبدو المذنب بريئا والعسكري متهما.
لا شك أن هذه المسرحية تصف بشكل دقيق وضع محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران، فهو بعظمة لسانه، شاهد ما شافش حاجة، أكد في التسريب الأخير، أنه ضحى بالدبلوماسية كثيراً لصالح «ساحة المعركة»، مضيفاً أنه لم يتمكن يوماً من إقناع سليماني بطلباته.
الوزير ظريف وفي التسريب أو التصريح الذي نشر إعلاميا من قبل «إيران إنترناشيونال»، ذهب أبعد من ذلك ليقول بأن نفوذه في السياسة الخارجية الإيرانية «صفر»، ونتذكر استقالة ظريف في فبراير من عام 2019، التي أعلن حينها أنها امتعاض من زيارة بشار الأسد لطهران دون علمه.
كانت تلك الاستقالة والعودة عنها قبل تصفية قاسم سليماني، وهذا يضيف للدلائل الكثيرة من أن خسارة قاسم سليماني لم تكن أمرا هينا ولا سهل التعويض، وتشير لجبروت هذا الشخص الذي لم يتمكن ظريف أو غيره من النبس ببنت شفة قبل التأكد من رحيله.
ومن ناحية ظريف فالاستقالة كانت في جزء منها حلقة من الصراع مع معارضي الاتفاق النووي، والذي يشير ظريف في لقائه إلى أن سليماني عارض الاتفاق بدعم روسي، وإن كانت صحيفة «ابتكار» الإصلاحية وصفتها بالصرخة المرتعشة.
ظريف ليس حديث عهد بالتهميش ولا حديث عهد بالاستقالة، فقد استقال من منصب مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة، في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد، واتجه حينها للعمل الأكاديمي.
هذا يظهر إدراك ظريف لقدراته وحاجته للعب مناورات براغماتية تدفعه نحو الصعود البطيء للقمة، وصولا إلى الطموح القادم في خلافة روحاني في رئاسة الجمهورية، وهذه البراغماتية تنبهت لها بليزا أندرسون، عميدة كلية السياسة والعلاقات الدولية في جامعة كولومبيا، حيث سألته على سبيل الدعابة، إذا ما كان يفكّر في الترشح لمنصب سياسي في الولايات المتحدة الأمريكية.
النقاش في إيران حاول حصر الموضوع في أمرين؛ مؤامرة التسريب واتهام السعودية وإسرائيل بالأمر، كما ذهب لذلك إسحاق جهانغیري النائب الأول للرئيس الإيراني، أو اعتبار التسريب مؤامرة للأعداء لإفساد مفاوضات فيينا كما يشير الرئيس روحاني، والتي لم يؤثر فيها تفجير نطنز فلا أدري كيف سيفسدها تسريب صوتي.
الأمر الآخر ارتكز على إهانة سليماني وكيف يجرؤ أحد على هذه الإهانة، والذهاب لمدى الإيذاء النفسي الذي سببه ذلك لعائلته، وهذا مفهوم على مستوى التمييع الشعبي في مجتمعات تعبد الأصنام، لأن الهدف في النهاية هو جرف الانتباه عن فحوى الشريط، وبالتالي من الطبيعي أن يخرج ظريف ليقول «أود أن اعتذر للجميع».
ولكن حديث ظريف وفي هذا التوقيت هو مؤشر على دروس تعلمها ظريف خاصة من فترة ترمب، وهي أن هذا العالم لا يمكنه أن يصنع الكثير إذا ما عارضت واشنطن، وما التلميح إلى أن سليماني روسي الهوى، إلا مؤشر مبطن على أن ظريف يعارض التوجه شرقا والاتفاق مع الصين.
ظريف في هذا التسريب يقدم أوراق اعتماده لبايدن، على أن تكون العودة للاتفاق النووي إن تمت خلال الأسابيع القليلة القادمة، رافعة شعبية تدفعه إلى منصب الرئاسة، والدليل «قالولو».
لا شك أن هذه المسرحية تصف بشكل دقيق وضع محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران، فهو بعظمة لسانه، شاهد ما شافش حاجة، أكد في التسريب الأخير، أنه ضحى بالدبلوماسية كثيراً لصالح «ساحة المعركة»، مضيفاً أنه لم يتمكن يوماً من إقناع سليماني بطلباته.
الوزير ظريف وفي التسريب أو التصريح الذي نشر إعلاميا من قبل «إيران إنترناشيونال»، ذهب أبعد من ذلك ليقول بأن نفوذه في السياسة الخارجية الإيرانية «صفر»، ونتذكر استقالة ظريف في فبراير من عام 2019، التي أعلن حينها أنها امتعاض من زيارة بشار الأسد لطهران دون علمه.
كانت تلك الاستقالة والعودة عنها قبل تصفية قاسم سليماني، وهذا يضيف للدلائل الكثيرة من أن خسارة قاسم سليماني لم تكن أمرا هينا ولا سهل التعويض، وتشير لجبروت هذا الشخص الذي لم يتمكن ظريف أو غيره من النبس ببنت شفة قبل التأكد من رحيله.
ومن ناحية ظريف فالاستقالة كانت في جزء منها حلقة من الصراع مع معارضي الاتفاق النووي، والذي يشير ظريف في لقائه إلى أن سليماني عارض الاتفاق بدعم روسي، وإن كانت صحيفة «ابتكار» الإصلاحية وصفتها بالصرخة المرتعشة.
ظريف ليس حديث عهد بالتهميش ولا حديث عهد بالاستقالة، فقد استقال من منصب مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة، في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد، واتجه حينها للعمل الأكاديمي.
هذا يظهر إدراك ظريف لقدراته وحاجته للعب مناورات براغماتية تدفعه نحو الصعود البطيء للقمة، وصولا إلى الطموح القادم في خلافة روحاني في رئاسة الجمهورية، وهذه البراغماتية تنبهت لها بليزا أندرسون، عميدة كلية السياسة والعلاقات الدولية في جامعة كولومبيا، حيث سألته على سبيل الدعابة، إذا ما كان يفكّر في الترشح لمنصب سياسي في الولايات المتحدة الأمريكية.
النقاش في إيران حاول حصر الموضوع في أمرين؛ مؤامرة التسريب واتهام السعودية وإسرائيل بالأمر، كما ذهب لذلك إسحاق جهانغیري النائب الأول للرئيس الإيراني، أو اعتبار التسريب مؤامرة للأعداء لإفساد مفاوضات فيينا كما يشير الرئيس روحاني، والتي لم يؤثر فيها تفجير نطنز فلا أدري كيف سيفسدها تسريب صوتي.
الأمر الآخر ارتكز على إهانة سليماني وكيف يجرؤ أحد على هذه الإهانة، والذهاب لمدى الإيذاء النفسي الذي سببه ذلك لعائلته، وهذا مفهوم على مستوى التمييع الشعبي في مجتمعات تعبد الأصنام، لأن الهدف في النهاية هو جرف الانتباه عن فحوى الشريط، وبالتالي من الطبيعي أن يخرج ظريف ليقول «أود أن اعتذر للجميع».
ولكن حديث ظريف وفي هذا التوقيت هو مؤشر على دروس تعلمها ظريف خاصة من فترة ترمب، وهي أن هذا العالم لا يمكنه أن يصنع الكثير إذا ما عارضت واشنطن، وما التلميح إلى أن سليماني روسي الهوى، إلا مؤشر مبطن على أن ظريف يعارض التوجه شرقا والاتفاق مع الصين.
ظريف في هذا التسريب يقدم أوراق اعتماده لبايدن، على أن تكون العودة للاتفاق النووي إن تمت خلال الأسابيع القليلة القادمة، رافعة شعبية تدفعه إلى منصب الرئاسة، والدليل «قالولو».