أخبار

انهيار منزل ذاكر الأثري في «جدة التاريخية»

إبراهيم علوي i_waleeed22@، حسين هزازي @h_hzazi (جدة)

باشرت فرق الدفاع المدني بجدة حادثة سقوط بيت «محمد ذاكر» الأثري، الذي يعد من المنازل التاريخية، وهو مبنى قيد الترميم، وأحد معالم جدة التاريخية.

وأوضحت وزارة الثقافة أن «بيت ذاكر» في حارة الشام بمنطقة جدة التاريخية، أحد المواقع السعودية المسجلة على قائمة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تعرض جزء منه للانهيار مساء أمس (الاثنين)، يقع في قائمة المباني الآيلة للسقوط وباشرت فرق الدفاع المدني أعمالها بالموقع ووضع الاحترازات اللازمة.

ولم تسفر الحادثة عن أي خسائر بشرية، نظراً لإخلاء المنزل ومحيطه من السكان منذ أشهر، وتسويره وتطبيق كافة الإجراءات المعتمدة في المباني الآيلة للسقوط، بالتنسيق مع الجهات المختصة. وتم رصد التطورات ومراقبتها منذ أسابيع.

ويؤكد برنامج تطوير جدة التاريخية عمله على حماية المباني التاريخية وحفظها وفق أعلى المعايير المتبعة، لتأهيلها وتطويرها في المجالات العمرانية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتاريخية، والبيئية، وتوفير احتياجاتها من المرافق العامة والخدمات.

ووثق شهود عيان انهيار مبنى داخل البيوت التاريخية بجدة. وأكدت مصادر مطلعة في صحة جدة والهلال الأحمر السعودي لـ«عكاظ» عدم وجود أية إصابات بشرية لرواد المنطقة التاريخية بسبب تسوير المبنى وخضوعه لمشروع ترميم ضمن بيوت جدة التاريخية.

ولم يصدر عن إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة أي تعليق رسمي عن حادثة الانهيار والتي لم يكشف عن مسبباتها حتى الساعة، فيما روى شهود العيان أن المنزل من المباني القديمة التي تعاني من ضعف البناء وكان معرضًا للانهيار بسبب عمره الزمني القديم.

وتعود ملكية المنزل إلى محمد ذاكر النجار أحد أقدم نجاري ومعلمي الرواشين في جدة التاريخية، توفي في شهر رجب الماضي، واشتهر ذاكر بكونه قام ببناء رواشين مسكنه وعدد من المنازل الأثرية، فيما دخل مسكنه والمكون من الحجر المنقبي الذي يستخرجونه من بحيرة الأربعين والأخشاب التي ترد لهم من المناطق المجاورة كوادي فاطمة أو ما كانوا يستوردونه من الهند.

وعرف بيت ذاكر بكونه موقعا لمركاز ومنجرة عمر ذاكر ثم سكنه العم محمد ذاكر وبه منجرته العتيقة التي تعتمد على الأدوات التقليدية القديمة واتخذ أمام البيت مركازًا له يجتمع فيه هو وأصدقاؤه كل يوم قبل أن يشارك في مهرجان جدة التاريخية حيث كان يعرض حرفة صناعة الرواشين، بأجرة لم تتجاوز الريال الواحد في تلك الأيام.

وفقدت جدة التاريخية العديد من المنازل الأثرية خلال السنوات الماضية وكان أول حريق في ستينات القرن الماضي بمنزل الصنيع، وتدافع المواطنون وقتها لإخماد الحريق، وتواصل النزف باحتراق منازل الحجازي، وسلامة، وآل شحاتة الأثري في حرائق منفصلة. وتضرر بيت بهلولي وبيت القاضي وعمارة باقحوم ومنزل باعثمان وبيت باطرفي ومنزل بامطهر، وبيت سلامة وبيت أبو الحمائل، وبيت الجخدار والريري، وبيوت العمودي، وهو الذي كان يسمى بيت عطية سابقا، وبيت أبو زنادة في حوادث حرائق طالت عددا منها وتسببت في اختلال بناء عدد منها وسقوطها. وأنقذت فرق الدفاع المدني منزل ريري الأثري والمصنف من الدرجة الثانية، من آثار حريق شب في الدور الثاني، وانتقل إلى أجزاء أخرى من المبنى، فيما تواصل النزف بحريق بيت الجخدار، وهو عبارة عن 3 منازل تاريخية سقط منه جزء وتبقى منزلان أثريان مصنفان من ضمن المباني الأثرية من الدرجتين الأولى والثانية، كما فقد منزل قطاب الذي احترق سابقا، ومنزل الكابلي، ومنزل ورثة باقيس، وقبل ذلك التهمت النيران منزلا يعود إلى أسرة الدخاخني وقبله عدة منازل، منها منزل البغدادي الشهير، والذي قضت عليه النيران كاملا.

وتشير إحصاءات «عكاظ» إلى أن التاريخية فقدت نحو 208 مساكن أثرية وتاريخية جزئيا إما بالانهيار أو الحريق الكامل، إذ صنفت المنازل في قائمة «ماثيو» القديم، الذي ضم بشكل تقريبي 557 منزلا تبقى نحو 349. وقسم تصنيف ماثيو منازل جدة الأثرية إلى 3؛ الدرجة الأولى ذات مبان مهمة على مستوى الدولة، وهي مبان فريدة من نوعها، والثانية مبان ذات أهمية إقليمية، والدرجة الثالثة مبان ذات أهمية محلية غير أنه تم إلغاء التصنيف لتصبح جميع منازل جدة القديمة التي تقع في جدة التاريخية في فئة واحدة كونها مباني أثرية تاريخية.

وأكدت إحصاءات امانة جدة وجود 616 مبنى تاريخيا وتراثيا يوجد بينها 52 مبنى آيلا للسقوط و38 منهارة جزئيا، إضافة إلى 100 مبنى مسلح تراثي شيدت قبل 1950م، بالإضافة إلى 400 مبنى تقليدي في المنطقة.