تلك الأيام .. !
الأربعاء / 23 / رمضان / 1442 هـ الأربعاء 05 مايو 2021 00:47
فؤاد مصطفى عزب
ونحن صغار كان يقال لنا:
من يفتح تمرة فسوف يجد اسم الله مكتوباً على النواة داخلها..!!
وكنا نفتح حبة التمر، ولكننا لا نجد اسم الله مكتوباً عليها... ولم نكن نعرف ونحن صغار أن حبة التمر معجزة في حد ذاتها، وأن الله عز وجل ليس في حاجة إلى أن يوقع باسمه الكريم عليها.. وكبرنا وعرفنا فلسفة ذلك القول.. كبرنا وكبر الإيمان في قلوبنا، وعشقنا الإسلام دينا ودنيا..
وكان رمضان ومظاهره في (مكة المكرمة) بهجة وشعوراً وإحساساً ومعنى جميلاً. فرمضان كان موعدنا للاتقاء بشعوب الأرض والاحتفال بقدوم المعتمر الغريب، يقيم في منازلنا ليؤدي فريضة الصوم والعمرة، وكان هذا الاحتفال عشقاً محلياً نمارسه بشغف الأطفال، وواجباً إنسانياً، وروحانياً، يفاخر بتأديته الكبار.
وكانت الأضواء الحالمة في ليالي رمضان تغسل جميع الكائنات، وتحول دون أن يسأل أحدنا الغريب من أي البقاع أنتَ؟!! ومتى الرحيل..؟!!
وكنا نجلس على الأرصفة أطفالاً، نراقب كيف تمر الحضارات..
وكان أهالينا يختزلون طبائع الطيور فينا، ويؤكدون علينا أن لا يعبر الشارع الغريب وحيدا فقد يتوه. وكنا نتسابق في رمضان إلى أن تلتصق أيدينا بيد الغريب نساعده في الوصول إلى البيت الحرام.. وكان الغريب عندما يرحل يترك لنا حضارة، وخرائط وعناوين، وتذكارات جميلة، فالفستق الحلبي والزعفران الإيراني، والدشداشة المغربية، والبلح العراقي، والقبقاب الفاطمي، والبن اليماني، والصابون النابلسي والكنزة الصوفية الأردنية، والزعتر اللبناني، والكركديه السوداني، كانت مفردات تغصُ بها الخزائن المكاوية..
وتبخرت فجأة كل هذه الأشياء، ابتلعتها الجماعات المسلحة، التي انتشرت في أنحاء العالم متخذة من الدين سلاحا. جاءت هذه الجماعات فجأة لتقول لنا.. حان الوقت لأغير هويتكم القديمة، وأشعل النار في غلاف الكرة الأرضية..!!
قسموا الشعوب إلى مذاهب، وملل، وطوائف. وخلعوا الألقاب والصفات على الجماعات، وأقاموا التقسيمات الجغرافية والدينية والسياسية.. ونشروا كلمة الأصوليين وجعلوها مرادفة لكلمة (إرهابيين) وعجز الإعلام العربي -للأسف- أن يوضح للعالم الفرق القاطع
الفاصل بين الأصول والإرهاب، وأن الأصولية الإسلامية هي: كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه. أما الإرهاب فعمل مخالف للدين والأعراف، وللفطرة القديمة.
ومن المثير للتأمل أننا جميعا كنا نطلق على جماعات الإرهاب وحتى وقت قريب جداً اسم (الجماعات الإسلامية)، ونكرر الاسم ذاته الذي تتبناه الجماعات ولم ننتبه إلا مؤخراً إلى ضرورة وصفها باسمها الحقيقي، لا الحركي (الجماعات الإرهابية أو التخريبية)
آه.. يا رمضان لكم أحييت فيّ هذا
الشعور القوي بالرغبة في العودة
-حنينا- إلى رحم الزمن الماضي، والاختباء في تجويف يديه
الصغيرتين وتمزيق كل الجوازات المزورة..!!
من يفتح تمرة فسوف يجد اسم الله مكتوباً على النواة داخلها..!!
وكنا نفتح حبة التمر، ولكننا لا نجد اسم الله مكتوباً عليها... ولم نكن نعرف ونحن صغار أن حبة التمر معجزة في حد ذاتها، وأن الله عز وجل ليس في حاجة إلى أن يوقع باسمه الكريم عليها.. وكبرنا وعرفنا فلسفة ذلك القول.. كبرنا وكبر الإيمان في قلوبنا، وعشقنا الإسلام دينا ودنيا..
وكان رمضان ومظاهره في (مكة المكرمة) بهجة وشعوراً وإحساساً ومعنى جميلاً. فرمضان كان موعدنا للاتقاء بشعوب الأرض والاحتفال بقدوم المعتمر الغريب، يقيم في منازلنا ليؤدي فريضة الصوم والعمرة، وكان هذا الاحتفال عشقاً محلياً نمارسه بشغف الأطفال، وواجباً إنسانياً، وروحانياً، يفاخر بتأديته الكبار.
وكانت الأضواء الحالمة في ليالي رمضان تغسل جميع الكائنات، وتحول دون أن يسأل أحدنا الغريب من أي البقاع أنتَ؟!! ومتى الرحيل..؟!!
وكنا نجلس على الأرصفة أطفالاً، نراقب كيف تمر الحضارات..
وكان أهالينا يختزلون طبائع الطيور فينا، ويؤكدون علينا أن لا يعبر الشارع الغريب وحيدا فقد يتوه. وكنا نتسابق في رمضان إلى أن تلتصق أيدينا بيد الغريب نساعده في الوصول إلى البيت الحرام.. وكان الغريب عندما يرحل يترك لنا حضارة، وخرائط وعناوين، وتذكارات جميلة، فالفستق الحلبي والزعفران الإيراني، والدشداشة المغربية، والبلح العراقي، والقبقاب الفاطمي، والبن اليماني، والصابون النابلسي والكنزة الصوفية الأردنية، والزعتر اللبناني، والكركديه السوداني، كانت مفردات تغصُ بها الخزائن المكاوية..
وتبخرت فجأة كل هذه الأشياء، ابتلعتها الجماعات المسلحة، التي انتشرت في أنحاء العالم متخذة من الدين سلاحا. جاءت هذه الجماعات فجأة لتقول لنا.. حان الوقت لأغير هويتكم القديمة، وأشعل النار في غلاف الكرة الأرضية..!!
قسموا الشعوب إلى مذاهب، وملل، وطوائف. وخلعوا الألقاب والصفات على الجماعات، وأقاموا التقسيمات الجغرافية والدينية والسياسية.. ونشروا كلمة الأصوليين وجعلوها مرادفة لكلمة (إرهابيين) وعجز الإعلام العربي -للأسف- أن يوضح للعالم الفرق القاطع
الفاصل بين الأصول والإرهاب، وأن الأصولية الإسلامية هي: كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه. أما الإرهاب فعمل مخالف للدين والأعراف، وللفطرة القديمة.
ومن المثير للتأمل أننا جميعا كنا نطلق على جماعات الإرهاب وحتى وقت قريب جداً اسم (الجماعات الإسلامية)، ونكرر الاسم ذاته الذي تتبناه الجماعات ولم ننتبه إلا مؤخراً إلى ضرورة وصفها باسمها الحقيقي، لا الحركي (الجماعات الإرهابية أو التخريبية)
آه.. يا رمضان لكم أحييت فيّ هذا
الشعور القوي بالرغبة في العودة
-حنينا- إلى رحم الزمن الماضي، والاختباء في تجويف يديه
الصغيرتين وتمزيق كل الجوازات المزورة..!!