أخبار

«مسلسل» الفظائع الهندي !

استمرار ارتفاع الإصابات والوفيات.. والبطالة.. ومودي يرفض «الإغلاق»

قريب هندي تم إحراق جثمانه يحتمي بيديه من حر نيران محرقة الجثامين في نيودلهي.

ياسين أحمد (لندن)، «عكاظ» (نيودلهي) OKAZ_online@

يوم آخر من الأرقام السيئة. ليس في الهند وحدها، وإن كانت هي التي تصطلي بجحيم كوفيد 19 أكثر من غيرها. وعلى رغم بشاعة الأرقام الهندية؛ فإن مسؤوليها يطمئنون أنفسهم بأن تلك الأرقام ستتغير للأفضل في مقبل الأيام! ويأتي ذلك بعدما سجلت الهند أمس 257229 إصابة جديدة، و3449 وفاة خلال الساعات الـ 24 الماضية. وقال عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون الأمريكية الدكتور أشيش جها لأسوشيتدبرس أمس، إن الأسابيع القادمة ستكون مروّعة حقاً للهند. وتجاوز العدد التراكمي لإصابات الهند أمس 20 مليوناً. وواكبه ارتفاع في عدد الوفيات الذي وصل الى 222408 وفيات. وتضاعف عدد إصابات الهند خلال الأشهر الثلاثة الماضية؛ بل قفز عدد الإصابات اليومية المؤكدة من أكثر من 65 ألفاً يومياً في أول أبريل الماضي إلى نحو 370 ألفاً في اليوم؛ فيما قفز عدد وفياتها اليومية من 300 وفاة مطلع أبريل الى أكثر من 3 آلاف خلال الأسبوع الحالي. وعلى رغم تلك الفظائع؛ لا يزال رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي يرفض اللجوء إلى الإغلاق الكامل. ويبدو أن مودي يعتقد أن الإغلاق يعني حدوث كارثة اقتصادية. لكن العلماء يقولون إن عليه أن يدرك أن استمرار غض الطرف عن اتخاذ هذا القرار المهم سيحدث كارثة في السكان الذين يموتون بالوباء... وبالاقتصاد أيضاً. ويرفض مودي الإغلاق على رغم مناشدة أغني مصرفي في الهند، وهو رئيس اتحاد الصناعات الهندية أوداى راجيش، وكبير مستشاري البيت الأبيض في شؤون مكافحة الأوبئة الدكتور أنطوني فوتشي. ويجمع العلماء على أن السبيل الأوحد لكسر سلاسل التفشي الفايروسي هو حجْر السكان في منازلهم. لكن آخرين يعتقدون أن الإغلاق سيقع ضرره الأكبر على العمال الذين يكسبون رزق اليوم باليوم. غير أن رجال الاقتصاد يقولون إنه ما لم تتخذ إجراءات صارمة لوقف تفشي الفايروس فستتعرض السياسات المالية والنقدية لضغوط جمّة. ومهما يكن، فإن الإحصاءات الرسمية تشير الى أن الهجمة الفايروسية الراهنة أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة في الهند بنسبة 8% خلال أبريل الماضي، من 6.5% خلال مارس.

ومن المشاهد المؤلمة التي تم تداولها على نطاق واسع في الهند والعالم أمس لحظة سقوط سائق سيارة إسعاف أمام مستشفى، ووفاته في الحال بنوبة قلبية. وكان سائق الإسعاف البالغ من العمر 37 عاماً قد وصل لتوه إلى المستشفى لنقل مصاب بالفايروس. وخرج من سيارته تاركاً للكوادر الصحية نقل المريض منها للمستشفى لتدهمه نوبة قلبية أودت به. وفي مقطع آخر، تم تصوير الأهالي في إحدى قرى الهند وهم يستخدمون عربة حفر الطرق للإلقاء بجثة متوفى بكوفيد في قبر، خشية إصابتهم بالعدوى! كما عرض مقطع مرئي آخر مشهد امرأة اضطرت لتعطي والدتها «قبلة الحياة» في المستشفى حيث كانت تحتضر.

فيما تتفاقم الأزمة الصحية في الهند؛ عادت حركة السفر الجوي في الولايات المتحدة الى أعلى مستوياتها منذ 13 شهراً. كما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يستعد لفتح حدود بلدانه للسماح لزائريها بالدخول، مع استمرار توسع نطاق حملات التطعيم، وانخفاض عدد الإصابات الجديدة والوفيات. وذكرت إدارة أمن النقل الأمريكية أن 1.67 مليون مسافر أكملوا إجراءاتهم الأحد الماضي في المطارات الأمريكية. وعادت مدينة لاس فيغاس إلى أضوائها وزحام أسواقها، فيما أعلنت نيويورك أن قطارات المترو ستعود للعمل طوال الليل. وفي اليونان عاودت المطاعم والمقاهي فتح أبوابها (الإثنين). وفي فرنسا أعيد فتح المدارس الثانوية، وتم إلغاء حظر السفر بين مقاطعات البلاد. بيد أن الوضع أسوأ في عدد كبير من الدول النامية، من لاوس إلى تايلند، وبوتان، ونيبال، وتربنبداد، وسورينام، وكمبوديا، وفيجي. وتوقع خبراء مكافحة الأوبئة أن يؤدي الهجوم الراهن للسلالات الفايروسية المتحورة، خصوصاً الهندية، إلى زيادة الحاجة إلى مزيد من كميات اللقاحات. كما أن ذلك قد يؤدي الى تأكيد ضرورة حصول السكان على جرعة تعزيزية ثالثة لضمان الحماية المناعية المطلوبة لمنع الإصابة بكوفيد 19.