منبه الإفطار.. من صيحات الأطفال للمدفع ثم المذياع ومكبرات الصوت
الخميس / 24 / رمضان / 1442 هـ الخميس 06 مايو 2021 01:40
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
تفرض الحاجة على الإنسان أن يخترع ويبتكر ويعصف ذهنه لينجز من الأدوات والآلات ما يحقق هدفه وغايته، وفي أزمنة ما قبل الكهرباء والمكبرات لم يكن صوت المؤذن يبلغ كل بيت، ومن العسير أن تعرف الأسرة الصائمة حلول موعد إفطارها، فاستعانت القرى بالأطفال الصغار، إذ يتم تكليفهم بالتجمع في ساحة قريبة من المسجد، وعندما يرفع المؤذن (الله أكبر) ينطلقون بصيحات جماعية (أذّن).واعتمدت بعض الأسر الموسرة في البدء الإفطار على المذياع، ولاحقاً جاءت الساعة الصليب، لتضبط الموعد، ثم في عصر التلفزيون تبنى المذيع المهمة بقوله (حان الآن موعد الإفطار في منطقة كذا).
ثم في عصر مكبرات الصوت تأكد الموعد ببلوغ صداه داخل كل غرفة في المنزل، مع تباين بين المؤذنين في ثوان معدودة، فأحدهم يقدّم احتساباً لأجر التعجيل، فيما يؤخر البعض للتثبت وخشية تحمل وزر إفساد الصوم بفارق دقيقة أو دقيقتين. ولم يكن مدفع رمضان معروفاً في العالم الإسلامي، وفي عصر الوالي الإخشيدي (خوشقدم) أراد أن يجرب مدفعاً أهداه له أحد ملاك المصانع الحربية الألمانية، فأطلق أول رمية لتجريب المدفع مع غروب شمس اليوم الأول من رمضان (850هـ)، فغلب على ظن الناس أن السلطان تعمّد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى حلول موعد الإفطار؛ فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم، لتشكر (خوشقدم) على الفكرة الجيدة والإبداع المستحدث، ولما لمسه من إعجابهم؛ أصدر فرماناً بإطلاق رمية المدفع كل يوم إيذاناً بتناول طعام الإفطار، وأضاف تنبيهين أحدهما للسحور والآخر للإمساك.
وهناك روايات، تزعم أن المدفع ارتبط اسمه بالحاجة فاطمة، ففي سنة 859هـ/1455م، لما توقف المدفع الذي أطلقه (خوشقدم) على سبيل التجربة عن الإطلاق ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان فلم يجدوه والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى «الحاجة فاطمة»، التي نقلت طلبهم للسلطان فوافق عليه، فأطلق بعض الأهالى اسم «الحاجة فاطمة» على المدفع، واستمر هذا حتى الآن، إذ يلقب الجنود القائمون على تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود بنفس الاسم، وقيل ربما فاطمة ابنة الخديوى إسماعيل.
وتذهب بعض الروايات إلى أن والي مصر محمد علي الكبير اشترى عدداً كبيراً من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجرى الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع من فوق القلعة مدوياً فى لحظة غروب الشمس وأذان المغرب، فتصور الصائمون أنه تقليد جديد وأعجبتهم الفكرة فطلبوا من الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور فوافق وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية إلى ظاهرة رمضانية، واستمر يعمل بالذخيرة الحية إلى عام 1859م، وبحكم امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة «الفشنك» غير الحقيقية، أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية. فيما استنسخت فكرة مدفع رمضان من مصر إلى الدول العربية والإسلامية، انطلاقًا من بلاد الشام ثم القدس وبغداد، وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وصلت العادة إلى الكويت عام 1907 ثم انتقل إلى كافة أقطار الخليج.
وظل المدفع يطلق تنبيهاته في مكة طيلة 100 عام من فوق «جبل المدافع» وتوقف منذ 5 أعوام لعدم الحاجة إليه.
ثم في عصر مكبرات الصوت تأكد الموعد ببلوغ صداه داخل كل غرفة في المنزل، مع تباين بين المؤذنين في ثوان معدودة، فأحدهم يقدّم احتساباً لأجر التعجيل، فيما يؤخر البعض للتثبت وخشية تحمل وزر إفساد الصوم بفارق دقيقة أو دقيقتين. ولم يكن مدفع رمضان معروفاً في العالم الإسلامي، وفي عصر الوالي الإخشيدي (خوشقدم) أراد أن يجرب مدفعاً أهداه له أحد ملاك المصانع الحربية الألمانية، فأطلق أول رمية لتجريب المدفع مع غروب شمس اليوم الأول من رمضان (850هـ)، فغلب على ظن الناس أن السلطان تعمّد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى حلول موعد الإفطار؛ فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم، لتشكر (خوشقدم) على الفكرة الجيدة والإبداع المستحدث، ولما لمسه من إعجابهم؛ أصدر فرماناً بإطلاق رمية المدفع كل يوم إيذاناً بتناول طعام الإفطار، وأضاف تنبيهين أحدهما للسحور والآخر للإمساك.
وهناك روايات، تزعم أن المدفع ارتبط اسمه بالحاجة فاطمة، ففي سنة 859هـ/1455م، لما توقف المدفع الذي أطلقه (خوشقدم) على سبيل التجربة عن الإطلاق ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان فلم يجدوه والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى «الحاجة فاطمة»، التي نقلت طلبهم للسلطان فوافق عليه، فأطلق بعض الأهالى اسم «الحاجة فاطمة» على المدفع، واستمر هذا حتى الآن، إذ يلقب الجنود القائمون على تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود بنفس الاسم، وقيل ربما فاطمة ابنة الخديوى إسماعيل.
وتذهب بعض الروايات إلى أن والي مصر محمد علي الكبير اشترى عدداً كبيراً من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجرى الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع من فوق القلعة مدوياً فى لحظة غروب الشمس وأذان المغرب، فتصور الصائمون أنه تقليد جديد وأعجبتهم الفكرة فطلبوا من الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور فوافق وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية إلى ظاهرة رمضانية، واستمر يعمل بالذخيرة الحية إلى عام 1859م، وبحكم امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة «الفشنك» غير الحقيقية، أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية. فيما استنسخت فكرة مدفع رمضان من مصر إلى الدول العربية والإسلامية، انطلاقًا من بلاد الشام ثم القدس وبغداد، وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وصلت العادة إلى الكويت عام 1907 ثم انتقل إلى كافة أقطار الخليج.
وظل المدفع يطلق تنبيهاته في مكة طيلة 100 عام من فوق «جبل المدافع» وتوقف منذ 5 أعوام لعدم الحاجة إليه.