أخبار

لقاحات 2022.. حُقَن معبّأة سلفاً

المصانع لا تعتبرها أولويتها.. والدول النامية تراها أكثر ملاءمة لظروفها

لقاح فايزر-بيونتك المعبأ سلفاً في إبر جاهزة للاستخدام.

«عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@

يعتقد خبراء أن تمهيد السبل أمام حملات التطعيم في بلدان العالم يتطلب لقاحاً ذا جرعة وحيدة. ويفضلون أن تكون الجرعة في «حُقنة» معبأة سلفاً في المصنع، وليس في قنان كما هي الحال الآن. كما أن الأمر يتطلب التخلص من أهم القيود التي تعيق تسريع حملات التطعيم، وهو اشتراط تخزين اللقاحات في درجة حرارة عالية التبريد. وفي أحيان كثيرة يكون مطلوباً استخدام اللقاح حال فتح قِنِّينته. وربما لهذا شوهدت كوادر صحية وهم يلهثون في الطرقات بحثاً عمن يرغب في التطعيم قبل اضطرارهم إلى الإلقاء بالقنينة التي تم فتحها في سلة المهملات. وتبدو تلك المطالب منطقية بالنظر إلى أن الكوادر الصحية بدأوا يتحولون من تحديد المواعيد، واستقبال الراغبين في التلقيح في مراكز التطعيم، للخروج من مرافقهم الصحية بحثاً عن المترددين إزاء التطعيم، ليقوموا بإقناعهم وتلقيحهم في منازلهم، أو حيث يكون اللقاء معهم. وينطبق ذلك على وجه الخصوص على الولايات المتحدة، وبلدان غربية، حيث تم تطعيم أكبر عدد من السكان. وذكرت «بلومبيرغ» أن الفكرة المثالية تطالب بحقنة تتم تعبئتها باللقاح مسبقاً، وبالقدر الكافي لتطعيم شخص واحد، بحيث لا يبقى منها شيء يمكن تبديده. غير أن شركات الأدوية لم تضع شيئاً من ذلك القبيل في صدارة أولوياتها. ويشكو عدد كبير من الكوادر الصحية من أن معظم اللقاحات يتم تسليمها للمراكز الصحية في قنانٍ تكفي لـ10 تلقيحات، وأحياناً 5 تلقيحات. ومن ناحية تصنيعية، من الواضح أن القنينة الصغيرة القادرة على احتواء 5 أو 10 جرعات من اللقاح سهلة التعبئة في المصانع. كما أنها لا تكلف الصانع بعد تعبئتها سوى غطاء مطاطي. وهي أرخص كثيراً من «الحقن» المعبأة سلفاً باللقاح. ومن مشكلاتها أن اللقاح داخلها تنتهي صلاحيته خلال مدة تراوح بين 6 و12 ساعة بعد أول استخدام. ويتمسك قادة الصناعات الدوائية بأن ظروف الوباء الحالي واتساع رقعة المعمورة حتما أن تتم تعبئة اللقاح بمعدل 10 جرعات في القنّينة الواحدة، لضمان شحن أكبر كمية ممكنة إلى بلدان العالم. ويقر بعضهم بأن تعبئة اللقاح في حُقَن جاهزة للطعن قد يكون من أولويات العام القادم، أو الذي سيليه. ويقولون إن ذلك التغير سيكون أكثر جدوى إذا تم إجماع على ضرورة تطعيم الشعوب بجرعة تعزيزية ثالثة، لمواجهة أي سلالات متحورة جديدة من فايروس كورونا الجديد، الذي يسبب مرض كوفيد-19. ويؤكدون أن ذلك التحول سيستغرق وقتاً. ونسبت «بلومبيرغ» إلى شركة بكتون ديكينسون، إحدى أكبر شركات صنع الحُقَن في العالم، قولها إنها قررت استثمار 1.2 مليار دولار خلال السنوات الأربع القادمة لتطوير قدراتها التصنيعية، وتطوير تكنولوجيا تصنيع الحُقَن المعبأة سلفاً، وأنظمة إعطاء الأدوية الأخرى التي يمكن أن تمثل إضافة إيجابية لمساعي مواجهة أي وباء عالمي. وأشارت شبكة «إن بي سي» التلفزيونية الأمريكية الأسبوع الماضي إلى أن الإدارة الأمريكية أقرت العام الماضي منح شركة أبيجيكت سيستمز كورب عقداً قيمته 138 مليون دولار لإنتاج حقن معبأة بلقاحات كوفيد-19. ووعدت الشركة بأن تقوم بصنع 100 مليون حقنة معبأة باللقاح بنهاية السنة الماضية، على أن ترتفع الكمية إلى نصف مليار حقنة معبأة بحلول نهاية 2021. غير أنها لم تنتج شيئاً. وقال أحد المتحدثين باسمها إن الشركة عكفت على صنع أجهزة تجري تجربتها حالياً من قبل شركات الأدوية. وبعد تجربتها ستكون ثمة حاجة إلى الحصول على موافقة الجهات الرقابية الصحية عليها قبل بيعها في الأسواق. وأضاف المتحدث أن أبيجيكت يمكن أن تصنع 45 مليون جرعة في حقن معبأة سلفاً. لكن صنع 100 مليون حقنة معبأة بحلول 2020 كان يتوقف على إتاحة اللقاحات، وحصولها على الموافقات من الجهات الرقابية المختصة.