أخبار

الأقصى يعاني الانتهاكات الإسرائيلية تُشعل الأزمة

إسرائيل تؤجج الصراع وتطمس الهوية الإسلامية

القصف الإسرائيلي على غزة.

فهيم الحامد (مكة المكرمة) Falhamid2@

ما يجري في المسجد الأقصى من قتل وسحل للمصلين يعتبر بكل المعايير من أكبر الجرائم والفظائع التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المقدسيين الأبرياء وسط صمت مريب من المجتمع العالمي الذي يتشدق بحرية العبادات والمعتقدات.ان قضية القدس لم تغب عن أجندة السياسة الخارجية للمملكة منذ تأسيسها حتى يومنا هذا؛ حيث دعمت الدبلوماسية قضية القدس وفلسطين في المحافل الدولية وساهمت في عدم دخول هذه القضية التي تعتبر قضية المسلمين الأولى في دائرة النسيان.. وظلت قضية القدس حاضرة بقوة في البيانات الرسمية السعودية؛ وآخر هذه البيانات ما جاء في بيان الخارجية السعودية، حيث جددت وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته الفلسطينية ورفضها خطط وإجراءات إسرائيل من أجل إخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، إلى جانب تنديدها بأي إجراءات أحادية الجانب، وأي انتهاكات لقرارات الشرعية الدولية، وكل ما قد يقوض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

والمملكة كانت ولا تزال مع الشعب الفلسطيني، ودعم جميع الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. إن ما قامت به القوات الإسرائيلية من اقتحام لساحات المسجد الأقصى من الانتهاكات المتواصلة من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة التي تتم تحت مرأى ومسمع وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل يعد انتهاكا صارخا لكافة المواثيق والأعراف الدولية. وما يحدث في ساحات الأقصى من جرائم ضد المصلين في شهر رمضان المبارك ليس بالجديد؛ حيث يتكرر في كل مناسبة دينية بهدف التضييق على الفلسطينيين ودفعهم لمغادرة منازلهم وأحيائهم لتغيير الواقع الديمغرافي في الأراضي المحتلة، وهو الأمر الذي واجهه الفلسطينيون بكل شجاعة. موجة التصعيد الحالية التي يغذيها الاحتلال الإسرائيلي في محاولة منه لجذب المزيد من المتطرفين واسترضائهم لتحقيق مكاسب متنوعة، لأن هذا التصعيد يفاقم الأوضاع في أنحاء الأراضي المحتلة، خصوصا أنه ستكون هناك تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها جراء هذا الصمت على هذه الأفعال الإسرائيلية، التي تنتهك الشرائع السماوية والأعراف والمواثيق الدولية كافة. إن حقوق الفلسطينيين حاضرة في الدبلوماسية السعودية ولم تغب يوما ما.. إن ما قامت به إسرائيل هو تأجيج للصراع وطمس للهوية الإسلامية.. القدس تستغيث.. والأقصى ينادي..