كتاب ومقالات

تلويحة العيد

منى العتيبي

كل عام والجميع بخير، ها نحن اليوم نعيش الفرح بين أهلنا والأقارب والأحباب عن قرب بشكل أكثر بهجة ودون منع كما مر علينا في العيد السابق، ولكن ما زال خطر كورونا يحفنا ويطاردنا في كل مكان، يتبعنا كظلنا.

وقد بذلت حكومتنا الرشيدة الغالي والنفيس حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من الأمان وأقل أقل الخسائر مقارنة بالدول الأخرى وخاصة الدول المتقدمة. ومع هذا كلّه تستمر الدولة حتى اللحظة في نشر الوعي والالتزام بالإجراءات الاحترازية وتعمل أجهزتها الأمنية على تحديد الأنظمة وفرضها لمن يخالف ويتجاوز هذه الاحترازات مستهينًا بصحته وصحة الناس من حوله وجزاهم الله عنا خير الجزاء.

من رأيي بما أن الدولة قد قطعت شوطا كبيرا وأراه كاملا في الإبحار بنا نحو شاطئ الأمان ولم تأل جهدًا في توعية الناس وحراسة صحتهم، جاء الدور على المواطن وكل من يسكن هذه البلاد المباركة في حراسة صحته هو، فمن غير الإنصاف أن نرهق الدولة وأجهزتها الأمنية في متابعة حراسة صحتنا؛ لذلك لا بد أن ينقل المواطن سلطة هذه الإجراءات إلى نفسه ويكون حريصًا على التباعد وفرض الالتزام بالإجراءات على نفسه وعدم قبول المصافحة في العيد والتشديد على ذلك من أهله وأقاربه والتخفيف من الزيارات وعدم قبول دعوات التجمعات والتعقيم المستمر والابتعاد عن التجمعات المحظورة وتطبيق التدابير المفروضة.

وأدرك تماما تأثير الجماعة والدرجة التي ترتفع بنا من الانحياز للجماعة حين نكون في المناسبات الجماعية كمناسبة العيد، فعندما نكون في جماعة نصبح مختلفين عما نحن فيه وعما نريد الالتزام به ودون شعور منا ننخرط في تأثير هذا التجمع وتتحرك لدينا رغبة جامحة للانتماء إلى الجماعة وبالتالي ستنساق معهم إلى التهاون في الالتزام بالاحترازات، والأسلم في التخلص من هذا التأثير وجاذبيته هو رفع مستوى وعيك الخاص قبل التجمع في الرقابة الذاتية والالتزام بالإجراءات الصحية الاحترازية والتذكير بها في التجمع وصناعة الشخصية القدوة في ذلك وتمثيلها.

وأعرف كمية «التشرّه» من الأقارب والعائلة التي ستصلك في عدم قبول المصافحة في العيد وربما العتب والزعل ولكن هذا الأمر سيحميهم ويحميك وهو الأهم وأخف الضررين لدفع أشدهما.

‏ كما أحب أن أقف عند ساحات الاحتفال بمظاهر العيد في الحدائق والأماكن العامة بعد عام من الغياب وحتى لا نرهق إمارات المناطق ونكون يد العون لهم بالرقابة الذاتية على أنفسنا وأبنائنا دون الحاجة إلى التذكير بالمخالفات والعقوبات لا بد أن نكون على وعي تام بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والرقابة الذاتية بالالتزام بقواعدها والابتعاد عن توزيع الحلوى والهدايا وذلك تجنباً لنقل العدوى خاصة للأطفال وكبار السن.

ختاما.. الكرة الآن في ملعب المواطنين والمقيمين حتى نستمر على الحالة الآمنة والصحية في ظل الجائحة العالمية، وكذلك حتى تكون تلويحة الوداع لهذا العيد السعيد تلويحة يحفها السلام والسلامة.