السعودية.. من مشروع التأسيس إلى مشروع الرؤية
الاثنين / 05 / شوال / 1442 هـ الاثنين 17 مايو 2021 00:33
يحيى الامير
المحاور الكبرى والمسارات الرئيسية لمعظم مفردات وبرامج الرؤية السعودية تتمحور حول قضايا وملفات وجوانب اقتصادية متنوعة، تدور حول محورين رئيسيين هما: الدخل والإنفاق، وهذان هما المحوران الأساسيان في المعادلات الاقتصادية، وتأخذ أشكالها ومحدداتها من خلال شكل الكيان الذي تتم داخله، اقتصاد الدولة في أشكاله ومحدداته عن اقتصاد الأفراد والجماعات مثلا.
بالتالي، فإن بناء وعي جديد بتلك المعادلة يستلزم إعادة بناء وعي جديد بالكيان، وإعادة تعريفه وبناء صورته ومقوماته وأهدافه وطموحاته وعلاقاته بكل ما حوله. بناء الأهداف الواضحة لكل كيان هو أبرز عوامل تعريف ذلك الكيان، ولأننا في دولة وطنية حديثة فإن إعادة التعريف تقتضي بعث وتفعيل محددات الدولة الوطنية الحديثة التي تقوم على التنمية والاعتدال والتفاعل الإيجابي مع العالم واستثمار كل مكامن القوة وتوجيهها لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى.
إذن.. ثمة عمليات ثقافية معرفية فكرية تسبق تلك العمليات الاقتصادية، وتؤسس لها وتمثل منطلقها ودافعها الأبرز. الكيانات التي توجه مقدراتها الاقتصادية لخدمة أهداف ومشاريع غير واقعية ومشاريع خارج حدودها وأهداف لا تعكس قيم الدولة الوطنية هي كيانات لديها خلل في العملية الفكرية الرؤيوية السابقة للعملية الاقتصادية، ولذلك ورغم مقدراتها الاقتصادية القوية إلا أنها تقبع في فقر وفساد وترد في مختلف جوانب الحياة. ونماذج كثيرة ومتعددة حول العالم تؤكد ذلك.
تاريخيا.. تمثل القيم التأسيسية التي قامت عليها المملكة أبعادا معرفية وفكرية واضحة؛ فكرة التوحيد التي مثلت أساس مشروع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- كانت بعدا معرفيا، فالتوحيد يقتضي مبدأين مركزيين هما: التنوع والمساواة. ويقتضي إحلال المواطنة كمرجعية لتحل محل غيرها من الانتماءات الاجتماعية أو الاثنية أو الجغرافية. إضافة لقيم جديدة متتالية أسست لقيام الدولة وتفردها وقدرتها على مواجهة مختلف التحديات.
ما تمر به المملكة منذ خمسة أعوام يمكن وصفه بأنه أضخم عملية تغيير بعد التأسيس، وأضخم عملية إعادة توجيه نحو المستقبل واستعداد لمواجهة كل تحدياته واستثمار وإعادة اكتشاف لكل مكامن القوة إنسانياً وطبيعياً وحضارياً.
لقد جاءت رؤية المملكة ٢٠٣٠ لتمثل أضخم مشروع تحول بعد التأسيس تعرفه هذه الأرض، إنها اللحظة التي لا تمثل تحولا اقتصاديا أو تنمويا، بل هي اللحظة الفكرية المعرفية القيمية الأكثر عمقا وتأثيرا والأكثر مرونة وحداثة وفي ذات الوقت أكثر أصالة ورسوخا.
تتجلى الرؤية السعودية ٢٠٣٠ في أغلبها في جوانب اقتصادية وتنموية تستند على أبعاد معرفية وفكرية كبرى؛ قيم تنطلق من القيم الكبرى للتأسيس وقيم تنطلق نحو القيم الكبرى للمستقبل.
الاعتدال ومواجهة الأحادية الفكرية وبناء واقع متنوع والتفاعل مع العالم وتعزيز الحريات والإيمان بمحورية الثقافة والفنون في بناء المجتمعات وتعزيز قيم الإبداع والتمايز والاختلاف ومحورية الإنسان واللغة الواعية، كلها قيم ومنطلقات معرفية وفكرية كبرى لا يمكن بدونها صناعة نهضة حقيقية وثابتة.
انطلاقاً من كل ذلك استطاع مشروع الرؤية السعودية ٢٠٣٠ أن يحقق في الأعوام الخمسة الماضية نتائج نوعية ومحورية للغاية كانت في الغالب تحتاج إلى أزمنة أكثر لتحقيقها وقد تصطدم بالعقبات الفكرية التي تحول دون إتمامها كما يجب.
الأهداف والنتائج التي تحققت في الأعوام الخمسة الماضية والأهداف والطموحات التي يمكن تحقيقها في الأعوام القادمة ليست ناتجة عن معادلات اقتصادية وحسابية فقط، إنها مشروع تحول يعتمد المعرفة والفكر والوعي كمنطلقات أساسية وكأدوات محورية في صناعة التغيير.
في اللقاء التلفزيوني الأخير لسمو ولي العهد أعظم دليل على محورية الأفكار والوعي والرؤى المعرفية في تخطيط ورسم الأهداف، وأيضا في تحقيقها.
بالتالي، فإن بناء وعي جديد بتلك المعادلة يستلزم إعادة بناء وعي جديد بالكيان، وإعادة تعريفه وبناء صورته ومقوماته وأهدافه وطموحاته وعلاقاته بكل ما حوله. بناء الأهداف الواضحة لكل كيان هو أبرز عوامل تعريف ذلك الكيان، ولأننا في دولة وطنية حديثة فإن إعادة التعريف تقتضي بعث وتفعيل محددات الدولة الوطنية الحديثة التي تقوم على التنمية والاعتدال والتفاعل الإيجابي مع العالم واستثمار كل مكامن القوة وتوجيهها لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى.
إذن.. ثمة عمليات ثقافية معرفية فكرية تسبق تلك العمليات الاقتصادية، وتؤسس لها وتمثل منطلقها ودافعها الأبرز. الكيانات التي توجه مقدراتها الاقتصادية لخدمة أهداف ومشاريع غير واقعية ومشاريع خارج حدودها وأهداف لا تعكس قيم الدولة الوطنية هي كيانات لديها خلل في العملية الفكرية الرؤيوية السابقة للعملية الاقتصادية، ولذلك ورغم مقدراتها الاقتصادية القوية إلا أنها تقبع في فقر وفساد وترد في مختلف جوانب الحياة. ونماذج كثيرة ومتعددة حول العالم تؤكد ذلك.
تاريخيا.. تمثل القيم التأسيسية التي قامت عليها المملكة أبعادا معرفية وفكرية واضحة؛ فكرة التوحيد التي مثلت أساس مشروع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- كانت بعدا معرفيا، فالتوحيد يقتضي مبدأين مركزيين هما: التنوع والمساواة. ويقتضي إحلال المواطنة كمرجعية لتحل محل غيرها من الانتماءات الاجتماعية أو الاثنية أو الجغرافية. إضافة لقيم جديدة متتالية أسست لقيام الدولة وتفردها وقدرتها على مواجهة مختلف التحديات.
ما تمر به المملكة منذ خمسة أعوام يمكن وصفه بأنه أضخم عملية تغيير بعد التأسيس، وأضخم عملية إعادة توجيه نحو المستقبل واستعداد لمواجهة كل تحدياته واستثمار وإعادة اكتشاف لكل مكامن القوة إنسانياً وطبيعياً وحضارياً.
لقد جاءت رؤية المملكة ٢٠٣٠ لتمثل أضخم مشروع تحول بعد التأسيس تعرفه هذه الأرض، إنها اللحظة التي لا تمثل تحولا اقتصاديا أو تنمويا، بل هي اللحظة الفكرية المعرفية القيمية الأكثر عمقا وتأثيرا والأكثر مرونة وحداثة وفي ذات الوقت أكثر أصالة ورسوخا.
تتجلى الرؤية السعودية ٢٠٣٠ في أغلبها في جوانب اقتصادية وتنموية تستند على أبعاد معرفية وفكرية كبرى؛ قيم تنطلق من القيم الكبرى للتأسيس وقيم تنطلق نحو القيم الكبرى للمستقبل.
الاعتدال ومواجهة الأحادية الفكرية وبناء واقع متنوع والتفاعل مع العالم وتعزيز الحريات والإيمان بمحورية الثقافة والفنون في بناء المجتمعات وتعزيز قيم الإبداع والتمايز والاختلاف ومحورية الإنسان واللغة الواعية، كلها قيم ومنطلقات معرفية وفكرية كبرى لا يمكن بدونها صناعة نهضة حقيقية وثابتة.
انطلاقاً من كل ذلك استطاع مشروع الرؤية السعودية ٢٠٣٠ أن يحقق في الأعوام الخمسة الماضية نتائج نوعية ومحورية للغاية كانت في الغالب تحتاج إلى أزمنة أكثر لتحقيقها وقد تصطدم بالعقبات الفكرية التي تحول دون إتمامها كما يجب.
الأهداف والنتائج التي تحققت في الأعوام الخمسة الماضية والأهداف والطموحات التي يمكن تحقيقها في الأعوام القادمة ليست ناتجة عن معادلات اقتصادية وحسابية فقط، إنها مشروع تحول يعتمد المعرفة والفكر والوعي كمنطلقات أساسية وكأدوات محورية في صناعة التغيير.
في اللقاء التلفزيوني الأخير لسمو ولي العهد أعظم دليل على محورية الأفكار والوعي والرؤى المعرفية في تخطيط ورسم الأهداف، وأيضا في تحقيقها.