العيد امتداد الحزن على ضفاف الفرح !
الثلاثاء / 06 / شوال / 1442 هـ الثلاثاء 18 مايو 2021 00:07
منى المالكي
ترتبط الأعيادُ الأصيلة للأمم تاريخيا بالمناسبات الدينية: التعبدية منها، أو المتعلقة بحدث تاريخي خارق للعادة؛ وهي عموماً مناسبات إيجابية في بناء وحياة المجتمعات، أما الأحداث السلبية فهي مناسباتٌ قاتمة، يميل البعض لتجديد ذكراها بهدف الاعتبار، ولكنها بداهة لا تسمى عيدا.
وقد يأتي العيد في ظروف استثنائية من فقد وحزن أو حالة من اكتئاب، فنجد البعض لا شعورياً يردد بيت المتنبي الشهير «عيد بأية حال عدت يا عيد» فيطارد أسماعنا ويتصدر مواقع التواصل الاجتماعي صداه! عندها أعلم أنك مصاب بحالة اكتئاب وأنك فرد ضمن مجموعة تشكل ظاهرة عالمية يُطلق عليها «اكتئاب ديسمبر» باعتباره شهر الاحتفالات برأس السنة والكريسميس وهي حالة مؤقتة من الشعور بالقلق والاكتئاب أثناء فترات الاحتفالات بالأعياد.
وتشير هذه الظاهرة -أقصد ظاهرة ارتباط العيد بالحزن- إلى علاقة بين متناقضين الفرح والحزن، وكأن «الضد يُظهر حسنه الضد» هذه الثنائية العجيبة تثير بدواخلنا السؤال القلق لماذا الخوف من الفرح؟ ولماذا يبدو الفرح عابراً في زمان الحزن الممتد على خرائط أرواحنا؟!
والمفارقة العجيبة في هذه الحالة بأن سجل المتنبي السبق ذاته في حالتي الحزن والفرح باستقبال العيد بمطلعه في قصيدته الشهيرة:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بمَا مَضَى أمْ لأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بِيدا دونَهَا بِيدُ
وسبقه بتسجيله أيضا بيتاً شهيراً يهنئ بالعيد وهي تهنئة لا تضاهى، وجعلها المتنبي صالحة لمخاطبة أي شخص في تلك القصيدة التي حملت بيتا له يهنئ فيها سيف الدولة بالعيد (وكان العيد عيد الأضحى) ويقول:
هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده
وعيد لمن صلى وضحى وكبرا!!
ولم يخل الشعر الحديث من شاعر ارتبط اسمه بالمرض والألم هو الشاعر حمد بن سعد الحجي، الذي تميزت شعريته بالصدق والعذوبة وتجلت براعته في الغزل وفي حبه وشوقه إلى وطنه وتعلقه به، ورغم شاعريته الرقيقة أصيب الحجي بمرض نفسي لازمه حتى فارق الحياة، ففي إحدى رحلاته العلاجية حلَّ عليه العيد الذي ارتبط معه بفقده لوطنه وأحبابه، وقد كان عيده وهو الغريب ألماً وانبعاثاً وأسىً.. يقول:
يا عيد وافيت والأشجان مرخية
سدولها ونعيم الروح مفقود
لا الأهل عندي ولا الأحباب جيرتهم
حولي فقلبي رهين الشوق مفؤود
ساكني نجد أنا بعد بينكم
كأنما قد شوى الأضلاع سفود
أنا المتيم والأحداث شاهدة
من الهموم علت وجهي تجاعيد
ولعل قبول اللحظة بكل حمولاتها هي التي تفتح لنا بابا للفرح والسرور، يقول جلال الدين الرومي «في اللحظة التي تتقبل بها بكل كل شيء حتى الآلام، يُفتح لك الباب» !!
وقد يأتي العيد في ظروف استثنائية من فقد وحزن أو حالة من اكتئاب، فنجد البعض لا شعورياً يردد بيت المتنبي الشهير «عيد بأية حال عدت يا عيد» فيطارد أسماعنا ويتصدر مواقع التواصل الاجتماعي صداه! عندها أعلم أنك مصاب بحالة اكتئاب وأنك فرد ضمن مجموعة تشكل ظاهرة عالمية يُطلق عليها «اكتئاب ديسمبر» باعتباره شهر الاحتفالات برأس السنة والكريسميس وهي حالة مؤقتة من الشعور بالقلق والاكتئاب أثناء فترات الاحتفالات بالأعياد.
وتشير هذه الظاهرة -أقصد ظاهرة ارتباط العيد بالحزن- إلى علاقة بين متناقضين الفرح والحزن، وكأن «الضد يُظهر حسنه الضد» هذه الثنائية العجيبة تثير بدواخلنا السؤال القلق لماذا الخوف من الفرح؟ ولماذا يبدو الفرح عابراً في زمان الحزن الممتد على خرائط أرواحنا؟!
والمفارقة العجيبة في هذه الحالة بأن سجل المتنبي السبق ذاته في حالتي الحزن والفرح باستقبال العيد بمطلعه في قصيدته الشهيرة:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بمَا مَضَى أمْ لأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بِيدا دونَهَا بِيدُ
وسبقه بتسجيله أيضا بيتاً شهيراً يهنئ بالعيد وهي تهنئة لا تضاهى، وجعلها المتنبي صالحة لمخاطبة أي شخص في تلك القصيدة التي حملت بيتا له يهنئ فيها سيف الدولة بالعيد (وكان العيد عيد الأضحى) ويقول:
هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده
وعيد لمن صلى وضحى وكبرا!!
ولم يخل الشعر الحديث من شاعر ارتبط اسمه بالمرض والألم هو الشاعر حمد بن سعد الحجي، الذي تميزت شعريته بالصدق والعذوبة وتجلت براعته في الغزل وفي حبه وشوقه إلى وطنه وتعلقه به، ورغم شاعريته الرقيقة أصيب الحجي بمرض نفسي لازمه حتى فارق الحياة، ففي إحدى رحلاته العلاجية حلَّ عليه العيد الذي ارتبط معه بفقده لوطنه وأحبابه، وقد كان عيده وهو الغريب ألماً وانبعاثاً وأسىً.. يقول:
يا عيد وافيت والأشجان مرخية
سدولها ونعيم الروح مفقود
لا الأهل عندي ولا الأحباب جيرتهم
حولي فقلبي رهين الشوق مفؤود
ساكني نجد أنا بعد بينكم
كأنما قد شوى الأضلاع سفود
أنا المتيم والأحداث شاهدة
من الهموم علت وجهي تجاعيد
ولعل قبول اللحظة بكل حمولاتها هي التي تفتح لنا بابا للفرح والسرور، يقول جلال الدين الرومي «في اللحظة التي تتقبل بها بكل كل شيء حتى الآلام، يُفتح لك الباب» !!