كتاب ومقالات

البروليتاريا

أحمد العبدالقادر

لقد تعلمت معنى جديداً للضعف، ليس الوهن، ليس الانكسار ولا الانحسار ولا (الكمكمة) أو (التقوقع) وبالتأكيد ليس الموت، فهذا الأخير شجاعة.

(بروليتاريا).. هكذا أُصبح من الطبقة التي تردد كلمات دخيلة كالماركسية والبورجوازية وغيرهما من مصطلحات خاوية لا تحمل معنى.

البروليتاريا ليست مرادفة للضعف في حقيقتها، ولكن ضمنياً هي كذلك، هي تعني تلك الطبقة التي تبيع جهدها، سواء كان الفكري أو الثقافي أو العضلي، ولا تملك أي وسائل إنتاج. بالرغم من أن الكلمة قد ظهرت في القرن التاسع عشر بواسطة شيوعيّ؛ إلا أنها تصف حال «الموظف» في شكله الحديث.

نحن نبيع جهدنا دون أن نكون أصحاب المصلحة. المهندس يتعلم بجهد حتى يرى صنيعه يُباع تحت اسم شركة لا يملك منها شيئاً. الطبيب والمصمم والمسوّق والمحلل والرياضي وحتى «المستشار» جميعاً ضعفاء، جميعهم بروليتاريون يخدمون فكرة «الكوسموبوليتية» التي يزرعها أصحاب الأعمال في رؤوسهم. وهذه كلمة أخرى تعلمتها وتعني حرفياً «مشاركة الكون»، حيث يبرز أصحاب المصلحة مثل هذه الشعارات كفريق العمل الواحد، المشاركة في الأعمال والمشاركة في الإنجاز والمشاركة في الأرباح. رغم جهلك التام بجهدك مقارنة بجهدهم، ومنجزك مقارنة بمنجزاتهم وأرباحك بالنسبة لأرباحهم، إنهم مخادعون حين يلقنونك (الترابط، التواصل، والمشاركة).

إنهم «ماركسيون» مخادعون، يعظمون ثرواتهم بجهد البروليتاريين ثم يعيشون في أبراج عاجية ويحكمون العالم بفكر «الرأسمالية» حتى تكون رقماً وجهدك يساوي حفنة من المال.

إن انقطع جهدك تكون رقماً لا يجدر حسابه، رقمٌ سلبي أو على أفضل تعبير تكون «صفراً على الشمال»!

هكذا أكون قد استنفدت كل المصطلحات التي يرددها أولئك القوم الذين يظنون أنهم من طبقة «برجوازية»!