ضد حماس ولكن
الأربعاء / 07 / شوال / 1442 هـ الأربعاء 19 مايو 2021 00:03
رامي الخليفة العلي
تستمر المحرقة الإسرائيلية لقطاع غزة مخلفة عشرات الشهداء وآلاف الجرحى وعشرات الآلاف من المشردين، إذا ما أضفنا إلى ذلك الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أعوام مديدة يصبح الوضع كارثيا على المواطن الفلسطيني في غزة. تثبت أحداث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بأن هذا الكيان يتخلى عن كل القيم الإنسانية وأنه مستعد للذهاب بعيدا في ارتكاب جرائم حرب يندى لها الجبين، ففي غزة كان نتيجتها استشهاد الأطفال بالعشرات، فضلا عن الاستفزازات الإسرائيلية والمحاولات المستمرة لتهويد القدس وإخلاء الفلسطينيين من بيوتهم في القدس الشرقية كل ذلك فصل جديد من العمى الإسرائيلي.
نقف على الطرف الآخر من حماس التي تمثل النقيض لكل ما ندعو إليه، فهي الذراع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التي أحدثت في العالم العربي على امتداد العقود الماضية حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وكانت رأس حربة في تحويل الصراعات السياسية في بلداننا إلى صراعات أيديولوجية تدفع باتجاه معادلة صفرية نتيجتها نفي أحد الطرفين وما يتبع ذلك من مزيد من الدماء والدموع. كما أن حماس ارتضت لنفسها أن تكون جزءاً من ولاية الفقيه الإيرانية وهي تعلن تحالفها ذاك على رؤوس الأشهاد وتساند من سام الشعوب العربية في سوريا والعراق ولبنان واليمن سوء العذاب فقاموا بقتل الأطفال واغتصاب النساء ومع ذلك ذهب إسماعيل هنية ليعتبر المقبور قاسم سليماني شهيد القدس في استفزاز لا مثيل له للشعوب العربية. كما أن حماس استلهمت النموذج الإيراني اللبناني (حزب الله) بإنشاء كيان ومربعات أمنية دفع الشعب الفلسطيني ثمنها غاليا، هذا النموذج الحمساوي أدى في فلسطين كما أدت نماذج أخرى للإخوان المسلمين في دول عربية وإسلامية إلى حالة الانقسام، الفرق أن إسرائيل غذت الانقسام الفلسطيني وحاولت تكريسه بكل الوسائل والإمكانات.
مع كل ذلك فإن حماس نتيجة وليست سبباً، حماس ومن شاكلها من التنظيمات الفلسطينية هي المنتج الطبيعي لاستمرار الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وكذا الصراع العربي ـ الإسرائيلي. منذ حرب عام 1967 وهناك قناعة إسرائيلية بأنها تستطيع أن تحافظ على احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة وأن تجعل القدس عاصمة لها. وكذلك تكريس احتلال إسرائيل للأراضي العربية المحتلة في هضبة الجولان وجنوب لبنان. أما الحل للوجود الفلسطيني فهو القمع ومن لا يعالجه العنف يعالج بمزيد من العنف. فكان من الطبيعي أن تنشأ جماعات ترد على العنف الإسرائيلي، ولو لم تنشأ حماس لنشأت جماعات أخرى على شاكلتها أو أشكال أخرى. لقد مد العالم العربي يده بالسلام لإسرائيل، عبر المبادرة العربية التي رعتها المملكة العربية السعودية، فكانت النتيجة أن إسرائيل تعاملت بعنجهية وغطرسة وقامت بإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية وبناء المستوطنات في الضفة الغربية وتقطيع أوصال الضفة وتهويد القدس وجعل غزة سجنا كبيرا لمئات الآلاف من الفلسطينيين. تجفيف الأرضية التي تنمو فيها حماس يبدأ بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والقبول بالمبادرة العربية والموافقة على حل الدولتين بحيث تكون هناك دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب مع الدولة العبرية. ما عدا ذلك فإن كل يوم يعني خسارة أكبر لإسرائيل، وهذا بحاجة أن يُفهم بعقلية سياسية وليست عسكرية أو يمينية متطرفة كما يحدث الآن. من المستحيل أن تستطيع حرب كلاسيكية أن تقضي على دولة إسرائيل ولكن من المستحيل على إسرائيل أن تكسب حربا كالتي تخوضها اليوم ضد حماس، لأن معايير النصر مختلفة وغير واضحة، وكل يوم سوف يدخل إسرائيليون آخرون في دائرة عدم الأمن.
نقف على الطرف الآخر من حماس التي تمثل النقيض لكل ما ندعو إليه، فهي الذراع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التي أحدثت في العالم العربي على امتداد العقود الماضية حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وكانت رأس حربة في تحويل الصراعات السياسية في بلداننا إلى صراعات أيديولوجية تدفع باتجاه معادلة صفرية نتيجتها نفي أحد الطرفين وما يتبع ذلك من مزيد من الدماء والدموع. كما أن حماس ارتضت لنفسها أن تكون جزءاً من ولاية الفقيه الإيرانية وهي تعلن تحالفها ذاك على رؤوس الأشهاد وتساند من سام الشعوب العربية في سوريا والعراق ولبنان واليمن سوء العذاب فقاموا بقتل الأطفال واغتصاب النساء ومع ذلك ذهب إسماعيل هنية ليعتبر المقبور قاسم سليماني شهيد القدس في استفزاز لا مثيل له للشعوب العربية. كما أن حماس استلهمت النموذج الإيراني اللبناني (حزب الله) بإنشاء كيان ومربعات أمنية دفع الشعب الفلسطيني ثمنها غاليا، هذا النموذج الحمساوي أدى في فلسطين كما أدت نماذج أخرى للإخوان المسلمين في دول عربية وإسلامية إلى حالة الانقسام، الفرق أن إسرائيل غذت الانقسام الفلسطيني وحاولت تكريسه بكل الوسائل والإمكانات.
مع كل ذلك فإن حماس نتيجة وليست سبباً، حماس ومن شاكلها من التنظيمات الفلسطينية هي المنتج الطبيعي لاستمرار الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وكذا الصراع العربي ـ الإسرائيلي. منذ حرب عام 1967 وهناك قناعة إسرائيلية بأنها تستطيع أن تحافظ على احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة وأن تجعل القدس عاصمة لها. وكذلك تكريس احتلال إسرائيل للأراضي العربية المحتلة في هضبة الجولان وجنوب لبنان. أما الحل للوجود الفلسطيني فهو القمع ومن لا يعالجه العنف يعالج بمزيد من العنف. فكان من الطبيعي أن تنشأ جماعات ترد على العنف الإسرائيلي، ولو لم تنشأ حماس لنشأت جماعات أخرى على شاكلتها أو أشكال أخرى. لقد مد العالم العربي يده بالسلام لإسرائيل، عبر المبادرة العربية التي رعتها المملكة العربية السعودية، فكانت النتيجة أن إسرائيل تعاملت بعنجهية وغطرسة وقامت بإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية وبناء المستوطنات في الضفة الغربية وتقطيع أوصال الضفة وتهويد القدس وجعل غزة سجنا كبيرا لمئات الآلاف من الفلسطينيين. تجفيف الأرضية التي تنمو فيها حماس يبدأ بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والقبول بالمبادرة العربية والموافقة على حل الدولتين بحيث تكون هناك دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب مع الدولة العبرية. ما عدا ذلك فإن كل يوم يعني خسارة أكبر لإسرائيل، وهذا بحاجة أن يُفهم بعقلية سياسية وليست عسكرية أو يمينية متطرفة كما يحدث الآن. من المستحيل أن تستطيع حرب كلاسيكية أن تقضي على دولة إسرائيل ولكن من المستحيل على إسرائيل أن تكسب حربا كالتي تخوضها اليوم ضد حماس، لأن معايير النصر مختلفة وغير واضحة، وكل يوم سوف يدخل إسرائيليون آخرون في دائرة عدم الأمن.