تحقيقات

لاتأكل من هذا الطعام!

مختصون في الغذاء لـ عكاظ: اقرأوا بيانات المنتجات الغذائية قبل استهلاكها

طلال الفريح

محمد الشهراني (الدمام) mffaa1@

أكدت وزارة التجارة لـ«عكاظ»، أنه في حال وجود أي خطأ في البيانات التجارية للمنتجات الغذائية، تتخذ الوزارة الإجراءات النظامية، وإيقاع العقوبات الواردة في نظام البيانات التجارية، التي تنص على أنه «مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد يعاقب من يخالف أحكام هذا النظام بغرامة مالية تصل إلى 100 ألف ريال، وفي حالة تكرار المخالفة تضاعف العقوبة مع إغلاق المحل».

وأكد عدد من المختصين لـ«عكاظ»، أنه يجب أن يعي المستهلك بأنه يتم سرد المكونات في المنتجات بترتيب تنازلي حسب الوزن؛ إذ يكون المكون الأول المدرج موجوداً دائماً بأكبر كمية ويمكن أن يكون مفيداً عند مقارنة المنتجات، كما يجب قراءة جدول البيانات التغذوية للمنتجات وتتبع القيمة اليومية التي تختصر على المستهلك كمية العناصر الغذائية في المنتج في صورة نسبة مئوية.

وكشفت التجارة لـ«عكاظ»، أن نظام البيانات التجارية ينص على أن تكون جميع البيانات على المنتج التجاري مكتوبة باللغة العربية، وأن تحتوي على المقاس والحجم والوزن والعدد، وتاريخ الإنتاج والصلاحية، والبلد التي صنع أو أنتج فيها، وكذلك العناصر المستخدمة في التركيب، وسعر المنتج على المنتج أو الرف، واسم المنتج أو الصانع.

وأشارت إلى أنه في حال وجود أي خطأ في بيانات المنتج، تتحذ الوزارة الإجراءات النظامية حياله، وإيقاع العقوبات الواردة في نظام البيانات التجارية، وأوضحت التجارة أنها تستقبل بلاغات المستهلكين عبر تطبيق «بلاغ تجاري» أو من خلال الرقم (1900) ومن خلال موقع الوزارة الإلكتروني.

ألوان جاذبة في حلويات الأطفال.. احذروها

أخصائي التغذية طلال عبدالعزيز الفريح أوضح أن المكونات التي لا بد من معرفتها قبل الشراء، وبشكل عام توجد قاعدتان مهمتان تسهل اختيار المنتج الغذائي؛ الأولى: كلما قل عدد مكونات المنتج أصبح المنتج قليلاً في المواد الكيميائية المضافة، التي تعتبر آمنة، ولكن يفضل عدم استهلاكها بكثرة، والقاعدة الثانية: المكون الأول للمنتج هو أهم ما في قائمة المكونات. ويمكن من خلال معرفة أول (3 مكونات) منح المستهلك فكرة عامة عن المحتوى الغذائي للمنتج.

وأضاف الفريح أن معظم المنتجات المصنعة المخصصة للأطفال تستهدفهم من خلال غلاف المنتج الغذائي الخارجي واستخدام الرسومات الكرتونية، ولضمان استهلاكها يتم تلوين الحلويات مثلا بالملونات الصناعية، كوسيلة جذب وكذلك استخدام كمية السكر مرتفعة لضمان طلب المنتج بصورة مستمرة و يجب قراءة التحذيرات الموجودة في خانة المكونات، إذ تقوم الجهات المعنية بالمملكة بالرقابة على مكونات المنتج المصنعة محلياً أو المستوردة، وذلك بوضع تحذيرات على بعض المكونات التي قد تؤثر على المستهلك، فمثلاً يتم وضع تحذير للألوان الصناعية بأن قد يكون لها تأثير سلبي على الأطفال، كذا المنتجات المسببة للحساسية، والمنتجات المحتوية على محلي السوربيتول فيلزم ذكر التحذير بأن زيادة الكمية المستهلكة عن 40 ملغم/ ‏كغم في اليوم قد تسبب الإسهال.

تعاني من حساسية.. لا تأكل هذا المنتج

يطالب إخصائي التغذية الفريح بقراءة جدول البيانات التغذوية للمنتجات وتتبع القيمة اليومية DV% التي تختصر على المستهلك كمية العناصر الغذائية في المنتج في صورة «نسبة مئوية»، فاذا زادت في كمية البروتين والألياف يعتبر ذلك مؤشراً جيداً، وإذا زادت في الدهون والسكريات اعتبر أن المنتج غير جيد. وعن أهم الرموز التي يجب توخي الحذر في نسبها أشار إلى أنه لا توجد رموز معينة يجب الحذر منها في السوق المحلية، ويرجع الفضل في ذلك للرقابة على الأغذية من قبل الجهات المعنية.

وحسب اللائحة الفنية لبطاقة المواد الغذائية المعبأة فإنه لا بد من بيان بأسماء المواد الغذائية والمكونات التي تسبب فرطاً في الحساسية بكتابة عبارة «يحتوي على» أو «قد يحتوي على» وذلك للأغذية المحتوية على الحبوب التي تحتوي على الجلوتين مثل القمح والشعير والشوفان والشيلم والدخن، القشريات ومنتجاتها، الأسماك ومنتجاتها، البيض ومنتجاته، الفول السوداني ومنتجاته، الخردل ومنتجاته، المكسرات ومنتجاتها، بذور السمسم ومنتجاتها، الحليب ومنتجاتها، الرخويات ومنتجاتها، الكبريتيت، الترمس ومنتجاتها، الكرفس ومنتجاته، فول الصويا ومنتجاته، كما أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تستعد في الوقت الراهن إلى إلزام المصنعين بوضع تحذير للحساسية على الملصقات الأغذية المحتوية على السمسم. وجاء ذلك بعد دراسة أشارت بأنه يوجد اكثر من 1.5 مليون أمريكي أطفال وبالغين يعانون من الحساسية التي قد تؤدي إلى حالات حرجة، في حين أن المواصفة السعودية والخليجية كان لها السبق بإلزام مصنعي الأغذية بكتابة عبارة: «يحتوي على» أو «قد يحتوى» على المنتجات المحتوية على السمسم في الملصق الغذائي.

وكشف الفريح أنه في غالب المنتجات الغذائية يتم كتابة تحذير الحساسية في خانة المكونات، إضافة إلى أنه أحيانا يتم تحديد المكونات المسببة للحساسية من خلال تعريض خط المكون في خانة المكونات وذلك للفت الانتباه، ولا يوجد رمز محدد للأغذية الخالية من الجلوتين ولكن في الغالب يكتب داخل الرمز أن المنتج خالٍ من الجلوتين.

نصائح للنباتيين والبدناء

طبيبة الأسرة وأخصائية التغذية العلاجية الدكتورة نورا صالح القيعاوي نصحت المتسوقين مراعاة 10 نقاط؛ هي وصف أو الاسم التقني للطعام أو الشراب، الوزن الصافي أو الحجم، كمية الطعام أو الشراب دون وزن العبوة، تاريخ الانتهاء، و قائمة المكونات، بما في ذلك المواد المضافة، ولوحة معلومات التغذية، كذلك تحذير الحساسية أو إعلان مسببات الحساسية، واسم وعنوان الصانع أو الموزع أو المستورد، وبلد المنشأ، إضافة إلى تعليمات التخزين على سبيل المثال يحفظ مبرداً عند 4 درجات مئوية، ورقم الدفعة إذا كان الرقم على الملصقات مكوناً من 5 أرقام ويبدأ بالرقم 9 يكون المنتج عضويا (مثال: 94130 يعني تفاحاً عضوياً)، وإذا كان الرقم الموجود على الملصق مكونا من 4 ارقام ويبدأ بالرقم 3 أو 4 يعني أن المنتج تمت زراعته بالطريقة التقليدية وهو موجود بكثرة في أسواقنا (مثال: 4053 ليمون مزروع بطريقة تقليدية) أي مستخدم السماد الكيمائي وإذا كانت 5 أرقام وتبدأ بالرقمين 88 فهذا المنتج معدل جينياً وتم التلاعب فيه وعليك تجنبه لأنها غير صالحة للأكل وغير مفيدة.

وذكرت أستاذ الكيمياء الحيوية التغذوية المساعد بجامعة الملك سعود الدكتورة وحيدة بنت هزاع القحطاني أنه‏ لا يوجد رموز تشريعية خاصة للغذاء باستثناء رموز الـGMO وIrradiation، ‏كما أن رموز المنتجات العضوية ومنتجات الحلال عبارة عن شهادات فقط، ‏وفيما يخص الحساسية لا بد من ذكر وجود مسببات الحساسية حتى إن كان وجودها بكميات ضئيلة، ويكون ذلك عن طريق توضيح المادة المسببة للحساسية، ‏وفيما يخص مُتَّبعي الحميات بيَّنت أن الجدول الغذائي ومكونات الغذاء بالتفصيل يعتبر مطلباً تشريعياً وعلى المستهلك اختيار ما يناسب حالته الصحية.

وأوضحت ‏أخصائية التغذية العلاجية ‏لبنى راشد العقل بأنه يجب أن يعي المستهلك بأنه يتم سرد المكونات في المنتجات بترتيب تنازلي حسب الوزن بحيث يكون المكون الأول المدرج موجوداً دائماً بأكبر كمية ويمكن أن يكون مفيداً عند مقارنة المنتجات، موضحةً أن ‏الرموز المضافة في الأطعمة تنقسم على حسب الغرض من إضافتها على حسب (إضافة لون للطعام، كمادة حافظة، ومضادة للأكسدة، ومحلي صناعي، ومعزز للنكهة)، كما أن أكثر الرموز قلقاً كانت تلك التي تساعد على تغيير لون الأطعمة، إذ أثبت أكثر من بحث علاقة هذه الإضافات بفرط النشاط لدى بعض الأطفال أمثلة على هذه الأكواد هي: E102. E104. E110. E122، ‏أيضاً أحد الرموز التي تصنف على أنها مضادة للأكسدة E320 (BHA)، ويتواجد في الغالب في الصلصات والأطعمة القابلة للدهن، حتى أن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابع لمنظمة الصحة العالمية رأت أنه من المحتمل أن يكون مسرطناً للإنسان.

وفيما يخص ‏النباتيين كشفت العقل أنه ‏إضافة إلى المنتجات الحيوانية التي يميزها الأشخاص متبعو النظام النباتي، يجب أن يركزوا على بعض المنتجات الممنوعة في نظامهم التي قد تكون خفية عليهم، ففي بعض الأحيان يستخدم إنزيم الـRennet المستخلص من معدة الحيوانات الثديية لتساعدها في التخثر، غالباً في تحضير الأجبان، كما أن الـAlbumin؛ وهو مكون بروتيني يستخلص من بياض البيض يضاف إلى بعض الأطعمة حتى يساعد في تثقيل القوام، وفي الغالب يتواجد في المخبوزات والمثلجات، وحمض الـoleic؛ التي تستخدم في الغالب من الدهون الصلبة للأغنام، تستخدم في تحضير الصلصات والآيسكريم.