أخبار

بعد «الفطر الأسود».. «الغرغرينا» تروع الهند

نيودلهي تعترض على تسمية سلالتها بـ«الهندية».. وأمريكا تدرس تصنيفها «مثيرة للقلق»

عشرات آلاف الهنود وصلوا إلى قرية يزعم أن فيها دواء عشبياً يعالج كوفيد!.

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

تفتقت محنة كوفيد-19 في الهند، وربما في أرجاء أخرى من العالم، عن محن أشد إيلاماً، وإن يكن ذلك على مستويات محدودة نوعاً ما. فبعدما بدأت هذه البلاد الشبيهة بالقارة، التي يعمرها 1.3 مليار نسمة، تتنفس الصعداء مع انحدار عدد الإصابات الجديدة والوفيات (240.842 إصابة جديدة أمس الأحد، و3741 وفاة خلال الساعات الـ 24 الماضية)؛ بدأت تظهر محنٌ أخرى تثير قلق السكان، والعلماء، والأطباء. وكانت «عكاظ» أشارت أخيراً إلى تزايد حالات «الفطر الأسود» في الهند، خصوصاً لدى المصابين بأمراض مزمنة كالسكري، علاوة على إصابتهم بكوفيد-19. وذكرت صحيفة «تايمز أوف إنديا» أمس أن الهند تعاني حالياً من تزايد إصابة متعافين من كوفيد بغرغرينا (الغرغرينا)، ونوبات قلبية تؤدي إلى الوفاة. وأضافت أن عشرات المرضى أصيبوا بالشلل إثر جلطات دماغية نتيجة معاناتهم من فايروس كورونا الجديد. وأشارت إلى أن الخبراء بدأوا يلاحظون إصابة عدد متزايد بخثرات دموية في شرايين اليد والقدم. وتؤدي هذه الخثرات إلى الإصابة بغرغرينا، تتم معالجتها أحياناً ببتر الأطراف المتضررة، أو قد تنتهي بالوفاة في المناطق النائية، حيث يصعب الحصول على رعاية صحية كافية. وأجمع أطباء هنود على أنه بات مؤكداً أن «فرط تجلط الدم» يعد أحد أبرز التعقيدات الناجمة عن الإصابة بكوفيد-19. وفيما أنذرت الحكومة الهندية الليل قبل الماضي مواقع التواصل الاجتماعي بحذف أي إشارة إلى ما يسمى «السلالة الهندية» المتحورة من فايروس كورونا الجديد، التي ينعقد إجماع دولي على أنها تقف وراء التفشي المتسارع للوباء في القارة الآسيوية، وأنحاء من أوروبا، كبريطانيا، وفرنسا؛ أعلنت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أمس، أنها قررت تكثيف رقابتها على انتشار هذه السلالة في الولايات المتحدة. وتقول السلطات الصحية الأمريكية إن «الهندية» لا تتجاوز نسبة 1% من الإصابات في البلاد. لكن مجموعة من العلماء حذروا -بحسب بلومبيرغ أمس- من أنها أقدر بنسبة 50% على التفشي من السلالة البريطانية المتحورة، التي اكتشفت في مقاطعة كنت الإنجليزية في سبتمبر 2020، وأضحت هي السلالة المهيمنة على الإصابات الجديدة في أرجاء الولايات المتحدة حالياً. وقالت متحدثة باسم المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إن السلطات الفيديرالية الصحية تدرس احتمال ترفيع تصنيف السلالة الهندية من «سلالة مثيرة للاهتمام» حالياً إلى «سلالة مثيرة للقلق» قريباً. وتقول الولايات المتحدة إنها اكتشفت وجود ثماني سلالات متحورة وراثياً. ويخشى أن يكون بعضها قادراً على إبطال مفعول اللقاحات، التي يعول عليها كسلاح أوحد لدحر نازلة فايروس كورونا الجديد. وعلى رغم أن دراسة بريطانية نشرت الأسبوع الماضي أكدت أن لقاح فايزر-بيونتك فعال جداً في ردع السلالة الهندية المتحورة؛ إلا أن المسؤولين الصحيين الأمريكيين يخشون أن يؤدي وصولها إلى الأراضي الأمريكية إلى ما لا تحمد عقباه، خصوصاً أن 60% من سكان أمريكا لم يتم تحصينهم بالكامل حتى الآن؛ في وقت عمدت ولايات عدة إلى تخفيف القيود الاحترازية الوقائية. وفي البرازيل، الثالثة عالمياً من حيث كثرة الإصابات؛ تجاوز عدد الإصابات 16 مليوناً أمس الأول (السبت). ويبلغ معدل الإصابات أسبوعياً نحو 460.905 إصابات جديدة، فيما يصل معدل الوفيات إلى 13.495 وفاة أسبوعياً.

وفي ماليزيا؛ أعلنت الحكومة مزيداً من التدابير المشددة في مسعى يرمي لاحتواء تفشي الفايروس. وسيسمح للمتاجر بأن تفتح من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء اعتباراً من غد (الثلاثاء). وقال وزير الدفاع صبري يعقوب أمس إن 80% من موظفي القطاعين العام والخاص سيعملون من منازلهم. وأوضح أن وسائل النقل العام ستعمل بنسبة 50% من طاقتها. وأشار إلى أن ماليزيا سجلت السبت 6320 إصابة جديدة، وهو اليوم الرابع على التوالي الذي يتجاوز فيه عدد الحالات الجديدة 6 آلاف إصابة.

وناشدت السلطات التايوانية شعب البلاد بالبقاء في منازلهم أمس، بعدما تم تسجيل أكثر من 300 إصابة جديدة لليوم السادس على التوالي. لكن الحكومة قالت إنها لا ترى داعياً في الوقت الحاضر لفرض تدبير الإغلاق. وأعلنت سنغافورة أمس أنها ستغلق مجمعين تجاريين في الناحية الجنوبية من الجزيرة لمدة أسبوعين، اعتباراً من أمس (الأحد)، بعد تسجيل 10 إصابات فيهما.

قال خبير التسلق النمساوي لوكاس فورتنباخ إن عشرات المتسلقين لقمة إيفريست، والعمال الذين يعنون بخدمتهم، أصيبوا بفايروس كوفيد-19. وقدّر فروتنباخ -بحسب صحيفة «ميل أون صانداي» البريطانية أمس- عدد الإصابات في المعسكر الجنوبي لمحطة التسلق بنحو 100 إصابة. ويقيم نحو 1500 شخص في ذلك المعسكر. لكن السلطات النيبالية قالت إن تلك المعلومات غير صحيحة. ورجحت أن الأعراض التي شكا منها المقيمون في المعسكر المذكور تعزى إلى الأعراض التي تنجم عن الارتفاع الشديد. وقال فورتنباخ، الذي يعد أحد أبرز المرشدين لتسلق القمة الأعلى في العالم، إن أحد معاونيه وستة من النيباليين أصيبوا بالفايروس. وزاد أن العدد الحقيقي للمصابين في المعسكر قد يراوح بين 150 و200 شخص. وأكد أن لديه نتائج فحص موجب تثبت صحة ادعاءاته. وكانت نيبال سمحت أخيراً لـ408 أجانب بتسلق قمة إيفريست هذا الموسم. واشترطت على المتسلقين الأجانب عزل أنفسهم صحياً مدة ثلاثة أيام بعد وصولهم إلى المعسكر المذكور، على أن يخضعوا لفحص جديد قبل تسلقهم.