أخبار

الاقتيات على سلاح الملالي .. خيارات الحرب.. وحسابات الحقل والبيدر

«حماس».. و«الجهاد».. بنوك للهبات الإيرانية

غزة من وسط الركام.

فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@

الموضوع الرئيسي المتداول حاليا في كواليس وأروقة السياسة في الشرق الأوسط، وفي أجندة المناقشات الرسمية الدولية علنا، هو مشروع إعمار غزة وإمكان العودة لمفاوضات حلّ الدولتين، بامتياز، بعد العدوان الهمجي الإسرائيلي على غزة واقتحام المسجد الأقصى وقتل الأبرياء في القدس.. ظل حل الدولتين يراوح مكانه منذ فترة طويلة، ويظهر مع الهمجمية الإسرائيلية والمتاجرة الحمساوية واستشهاد في الأقصى والقدس وتدمير غزة باقتدار من قوات الاحتلال الصهيوني، ويخفت مع رغبة الدول الكبرى نسيان قضية فلسطين. لقد عادت قضية الشعب الفلسطيني إلى التوهج والبروز في الوعي الفلسطيني العام والرأي العام الخليجي والعربي والإسلامي والعالمي بعد غياب طويل، وهو الأمر الذي حرّك السكون والجمود لهذه القضية التي تعتبر جوهر الصراع العربي الإسرائيلي وقضية المسلمين الأولى، كما حرك الدبلوماسية العربية والأمريكية التي نجحت في الوصول لوقف إطلاق نار ما زال ثابتا حتى مسلسل آخر من العربدة الإسرائيلية.. بالمقابل نشاهد نشوة في أوساط حلف الممانعة التي لم ترمِ حجرا أو تطلق رصاصة على العدو الصهيوني، وسعادة في محور يعرف بتجار المقاومة، الذين يتحدثون عن البطولات التي أنجزت وهناك اتفاق حول الموضوع إلا أن الاختلاف يكمن في أن تجار المقاومة أصبحوا يقتاتون من خلال الصواريخ التي يطلقونها على إسرائيل والمواقع التي وصلت إليها وخطورتها والإصابات التي تتسبب فيها وعمق الارتباك في المجتمع الإسرائيلي. وبغض النظر عن الترويج والمتاجرة، وتحقيق مكاسب مادية من النظام الإيراني الذي يعطي الأسلحة والأموال لتجار المقاومة لكي يصبح بطلا وهو في الواقع يسوق لنظامه ومليشياته على حساب الشهداء الفلسطينيين بالادعاء أنه أعاد الوهج إلى القضية الفلسطينية بزعمه. ولا تنفك القضية الفلسطينية تتلقى الضربات تلو الأخرى ممن يزعمون المقاومة، وهم أبعد ما يكونون عنها، فبينما تواجه غزة ويلات الدمار والخراب إثر العدوان الإسرائيلي، فإن تجار المقاومة يرتعون ويلعبون، وبدلا من الترحيب بمشاريع إعادة الإعمار تجدهم يشترطون أن تمر ملايين بل مليارات الإعمار عبر بواباتهم التجارية.. ونجزم أن ما حدث للمفتي الشيخ محمد حسين أثناء خطابه بالمسجد الأقصى يوم الجمعة الماضي، عندما تعرض له أنصار «حماس» بين المصلين وأهانوه لأنه أدان الاعتداءات، لكنه ما امتدح الحماسيين المقاومين بحسب عدة روايات موقف يندى له الجبين لما وصلت إليه عقلية تجار المقاومة.. وتبقى الضحية الفعلية لما جرى ويجري وهي القضية الفلسطينية والفلسطينيين، لأن تجييرها لحركة «حماس» ومن وراءها ووضعها بيدهم هو بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة عليها. ولا يمكن أن تترك القضية الفلسطينية لتسويقهم ومزايدتهم عليها.ومن السذاجة أن يصدق العالم العربي أو المجتمع الفلسطيني أن بمقدور «حماس» القضاء على إسرائيل أو أن بمقدور نتنياهو القضاء على الشعب الفلسطيني، فالتاريخ أثبت أن هذا الصراع لن يحل بواسطة القوة العسكرية وأن الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لتسويته، لكن المعضلة أن الطرفين الممسكين به راهناً، نتنياهو و«حماس»، ليس من مصلحتهما التوصل إلى تسوية، لاستفادة كل منهما من استمرار الوضع على ما هو عليه.