أخبار

نعمة أم نقمة ؟

إقرار «ساينوفاك».. ترسانة العالم تتقوى بسلاح جديد ضد الوباء

لقاح ساينوفاك.

«عكاظ» (جنيف، واشنطن) OKAZ_online@

ماذا بعد انضمام لقاح ساينوفاك الصيني إلى ترسانة اللقاحات التي يتسلح بها العالم في حربه على وباء فايروس كورونا الجديد، الذي أدى حتى بعد ظهيرة أمس (الأربعاء) إلى 172 مليون إصابة حول العالم، نجمت عنها 3.58 مليون وفاة؟ وكانت منظمة الصحة العالمية أوصت (الثلاثاء) باستخدام لقاح ساينوفاك على الأشخاص الذين بلغوا 18 عاماً من العمر أو أكثر، بنظام جرعتين، تفصل بينهما فترة تراوح بين أسبوعين إلى 4 أسابيع. وهذا هو ثاني لقاح صيني توافق منظمة الصحة العالمية على استخدامه، بعد لقاح ساينوفارم في مايو الماضي. وبما أن اللقاحين الصينيين يسهل تخزينهما في درجة حرارة عادية؛ فإن المنظمة تعتقد أنهما سيقومان بدور لا غنى عنه في مبادرة كوفاكس الرامية لتزويد الدول الفقرة والمتدنية المداخيل بحاجتها من اللقاحات.

والواقع أن إقرار ساينوفاك من قبل منظمة الصحة العالمية لا يعدو أن يكون تحصيل حاصل. فقد شحنت الصين أكثر من 380 مليون جرعة منه إلى دول العالم منذ نهاية العام الماضي. ويسمى لقاح ساينوفاك رسمياً بـ«كورونافاك»، وهو الأدنى نسبة فعالية من جميع اللقاحات التي اعتمدتها الدول لمواجهة وباء كوفيد-19. فقد بلغت نسبة فعاليته في منع الإصابة بأعراض كوفيد-19 في البرازيل 50.7%. وتشترط هيئات الأدوية في العالم ألا تقل فعالية أي لقاح عن 50%.

وأشارت بلومبيرغ أمس إلى دراسة أجريت في بلدة برازيلية تم تحصين سكانها بلقاح ساينوفاك الصيني أثبتت فعاليته في تمكين تلك البلدة من وقف التفشي الفايروسي أكثر من الاختبارات المعملية. وأضافت أنه بينما كانت البلدات والمدن المجاورة تكتوي بالتفشي الوبائي؛ شهدت بلدة سيرانا، التي لا يزيد عدد سكانها على 45 ألفاً، انخفاض عدد وفياتها بنسبة 95% خلال خمسة أسابيع من المواجهات مع فايروس كوفيد-19، وهي الفترة التي استغرقها تطعيم جميع سكان البلدة بلقاح ساينوفاك. وأدى ذلك إلى خفض الحالات المصحوبة بالأعراض بنسبة 80%، وإلى خفض حالات التنويم في المستشفى بنسبة 86%. وتم تطعيم 85% من سكان البلدة بجرعتي اللقاح المذكور. ولم يشكُ عدد يذكر من السكان من أي أعراض ثانوية من جراء التلقيح. ولم تقع أية وفاة بين من تم تطعيمهم بعد 14 يوماً من إعطاء الجرعة الثانية. وأكدت الدراسة فعالية هذا اللقاح ضد السلالة البرازيلية المهيمنة على المشهد الوبائي في البرازيل. وقال باحث برازيلي إنه بات ممكناً القول بكل ثقة إن مكافحة الوباء تكون بالتطعيم، وليس بأي شيء آخر. وخلصت بلومبيرغ إلى أن دراسة بلدة سيرانا البرازيلية، الواقعة ضمن محافظة ساو باولو، تنير الطريق للدول النامية لمعرفة النسبة التي يجب تطعيمهم باللقاحات لتحقيق النصر المنشود على الوباء.

أعلنت اللجنة الاستشارية الكندية بشأن التطعيم أن الأشخاص الذين حصلوا على الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا-أكسفورد، قبل قرار تعليق استخدامه بعد الإبلاغ عن حدوث حالات إصابة بجلطات دموية، يمكن إعطاؤهم الجرعة الثانية من لقاح فايزر-بيونتك، أو موديرنا. ويشمل ذلك التوجيه أكثر من مليوني مواطن كندي حصلوا على الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا الإنجليزي، قبل قرار الجهات الصحية في المقاطعات الكندية بتعليق استخدامه الشهر الماضي. وأعلنت كندا أنها عالجت 41 إصابة بجلطات دموية لأشخاص تم تطعيمهم بهذا اللقاح، توفي 5 أشخاص منهم. وقررت دول أوروبية عدة منح الجرعة الثانية لمواطنيها من لقاحي فايزر أو موديرنا، منها الدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، والسويد، والنرويج، وإسبانيا. وذكرت اللجنة الاستشارية الكندية أن من يرغبون في أن تكون جرعتهم الثانية من لقاح أسترازينيكا نفسه يمكن تحقيق رغبتهم. وأشارت إلى أن قرارها منح الجرعة الثانية من لقاحي موديرنا وفايزر ينبع من الأدلة المتزايدة على أن تخليط اللقاحات ليس آمناً فحسب، بل من شأنه أن يحدث ردَّ فعلٍ مناعياً أفضلَ.

كندا: خلط جرعتي اللقاح ممكن