رفع رئيس وفد المملكة المشارك في الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة المخصصة لمكافحة الفساد رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد مازن بن إبراهيم الكهموس، الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لدعمهما مبادرة الرياض (GlobE)، إيماناً بأهمية تعزيز جهود مكافحة الفساد محلياً ودولياً، وتماشياً مع رؤية المملكة 2030، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد بما يخدم تعزيز جهود المجتمع الدولي في مكافحة الفساد.
وقال في كلمة المملكة العربية السعودية خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الاستثنائية الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة لمكافحة الفساد المتضمنة تدشين «مبادرة الرياض» الشبكة التشغيلية العالمية لساطات إنفاذ قانون لمكافحة الفساد (GlobE) اليوم (الخميس)، إن المملكة تدرك بأن التغلب على تحديات جرائم الفساد العابرة للحدود يتطلب التعامل الوثيق بين سلطات إنفاذ القانون المعنية، مقدرا جهود جميع الدول والمنظمات الدولية المبذولة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في إنشاء الشبكة.
وهنأ الكهموس أعضاء الجمعية باعتماد الإعلان السياسي للدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة المخصصة لمكافحة الفساد، وما تتضمنه من مبادرات من شأنها تعزيز الجهود المشتركة للدول في مكافحة الفساد، والترحيب بإنشاء الشبكة العالمية لسُلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد (GlobE)، التي أنشئت بمبادرة من المملكة في ظل رئاستها لدول مجموعة العشرين خلال العام الماضي 2020م، وعدّ ذلك بداية لمرحلة جديدة لجميع الدول في مكافحة الفساد.
ودعا المجتمع الدولي إلى المشاركة الفعالة في تأسيس شبكة (GlobE)، وتقديم الدعم اللازم لإنجاح هذه المبادرة ومتابعة تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة لجميع الدول، مؤكداً أهمية التعاون المشترك بين الدول الأعضاء لمكافحة الفساد وحصره في أضيق نطاق، لتنعم مجتمعاتنا بتنمية مستدامة في بيئات تتسم بالنزاهة والشفافية.
وجاء نص الكلمة كالآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
أصحاب المعالي
السيدات والسادة
بداية أود أن أشكر المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الدكتورة غادة والي، على ما توليه من اهتمام ودعم مستمر للجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الفساد، وكذلك إلى دعمها لمبادرة «الرياض جلوب» نحو إنشاء شبكة عمليات عالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد.
كما يطيب لي أن أشكر وأرحب بجميع من حضر معنا اليوم سواء كانت مشاركتهم حضورية أو عبر تقنية الاتصال المرئي، وإنه ليشرفني ومن دواعي سروري أن أكون حاضرا معكم في هذا اليوم المميز.
أصحاب المعالي
السيدات والسادة
يأتي انعقاد الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة لمكافحة الفساد في وقت نحتاج فيه إلى أن تكون هناك وحدة وتضامن على الصعيد العالمي في هذا المجال، لاسيما في أوقات الأزمات التي يشهد العالم إحداها حاليا، وعندما يتعلق الأمر بمكافحة الفساد على الصعيد الدولي، فإن المملكة العربية السعودية تدرك أن التغلب على التحديات والمخاطر المرتبطة بجرائم مكافحة الفساد العابرة للحدود، يتطلب أن يكون هناك تعاون وثيق بين سلطات إنفاذ القانون المعنية بذلك، أساسه اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي تضم أكثر من 180 دولة طرفا فيها.
ومن هذا المنطلق، ما فتئت المملكة تظهر دورا قياديا خلال رئاستها لدول مجموعة العشرين إزاء التعاون والعمل من كثب مع دول المجموعة ومع غيرها من الدول، وكذلك مع أصحاب المصلحة المعنيين، لاسيما مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وذلك لتحقيق نتائج ملموسة من شأنها أن تعزز التعاون الدولي في مجال مكافحة الفساد.
وتحقيقا لهذه الغاية، جاءت مبادرة «الرياض جلوب» التي حظيت بدعم سياسي من المملكة العربية السعودية والوزراء المعنيين بمكافحة الفساد في مجموعة دول العشرين، إبان الرئاسة السعودية لدول المجموعة خلال العام الماضي 2020.
وتجسيدا لما توليه حكومة المملكة من التزام إزاء مسألة التعاون الدولي في هذا الشأن، قدمت المملكة 10 ملايين دولار تمهيدا لإنشاء شبكة «جلوب» التي لها أن تخدم حاجات الدول نحو التعاون الدولي العابر للحدود في مجال مكافحة الفساد بما يساهم في التغلب على أي تحديات مصاحبة لذلك.
أصحاب المعالي
السيدات والسادة
إن الترحيب بمبادرة الرياض نحو إنشاء شبكة «جلوب» لاسيما في الإعلان السياسي للدورة الاستثنائية بما يشكله من أهمية، وكذلك الموقف الجاد والحقيقي للدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد إزاء ما تبذله من جهود جماعية لمكافحة الفساد، لذلك أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن جزيل شكري وعميق امتناني لجميع الدول الأطراف على ترحيبها بإنشاء هذه الشبكة، ولا أنسى بذلك خبراء الدول الأطراف المشاركين على نحو فاعل ونشط ضمن ما يجري من أعمال لتأسيس شبكة «مبادرة الرياض جلوب» وذلك على ما بذلوه من عمل شاق وجهود جليلة في هذا الشأن.
كما يطيب لي في الختام دعوة جميع الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وتشجيعها للاستفادة من الشبكة، وما توفره من أدوات على أكمل وجه، وحثها أيضا على المشاركة الفعالة في أعمال تأسيس الشبكة وتوفير الخبراء بما يخدم عملية تطويرها، وبلا شك فإن ذلك يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة نحو تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال تحت مظلة الاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد وحرمان كل من تسول له نفسه ارتكاب فساد من الحصول على ملاذ آمن بما يشمل المتحصلات الجرمية.
ختاما أشكر مرة أخرى الدكتورة غادة والي على كريم دعوتها للحضور اليوم، وكذلك على جهودها ودورها الريادي لاستضافة مبادرة الرياض نحو إنشاء شبكة «جلوب»، والشكر موصول إلى فريق عملها على ما بذلوه من جهود لإنشاء شبكة «جلوب» تحت مظلة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، باعتباره الوصي على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، التي تعتبر الصك العالمي الوحيد الملزم قانونيا في هذا المجال
وشكرا لكم جميعا
يذكر أن مبادرة الرياض (GlobE) تهدف لتطوير أداة سريعة وفعالة لمكافحة جرائم الفساد العابرة للحدود، وتعزيز التعاون بين السلطات المعنية بمكافحة الفساد، وإنشاء شبكة عالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد، وإنشاء منصة عالمية آمنة لتسهيل تبادل المعلومات بين سلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد، وتعزيز استرداد الأموال المنهوبة، وإطلاق برنامج لبناء القدرات داخل الشبكة لمنسوبي سلطات مكافحة الفساد.