«فلكية جدة»: كسوف حلقي للشمس غير مشاهد في الوطن العربي.. الخميس
الأحد / 25 / شوال / 1442 هـ الاحد 06 يونيو 2021 14:31
«عكاظ» (جدة)
تشهد الكرة الأرضية يوم الخميس القادم كسوفاً حلقياً للشمس يُعد أول كسوف قطبي من اثنين سيحدثان هذا العام، وهو غير مشاهد بسماء المملكة أو الوطن العربي.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن الكسوف الحلقي أحد أنواع كسوف الشمس يحدث في بداية الشهر القمري عندما يحجب القمر معظم قرص الشمس، ولكن يبقى جزء خارجي من الشمس كحلقة تحيط بالقمر، لافتاً إلى أن الكسوف بكافة مراحله من البداية إلى النهاية سيستمر نحو 5 ساعات «11:12 صباحاً - 4:11 عصراً» بتوقيت المملكة - «8:12 صباحاً - 1:11 بعد الظهر بتوقيت غرينتش».
وأبان أن الراصدين سيتمكنون في المناطق الواقعة في مسار الكسوف الحلقي الضيق في أقصى شرق روسيا والمحيط المتجمد الشمالي وغرب غرينلاند وكندا وروسيا من رؤية وقوع القمر مباشرة أمام الشمس, ولكن لن يغطيها بالكامل لأن القمر سيكون بعيداً عن الأرض و حجمه الظاهري لن يكون كبيراً كفاية، لذلك ستبقى حلقة مضيئة حول القمر تسمى «حلقة الضوء»، ما يعني أن هالة الشمس لن تكون مرئية.
وأشار إلى أن الكسوف سيبدأ عند شروق الشمس في اونتاريو بكندا (على الجانب الشمالي من بحيرة سوبيريور) ثم يتحرك مسار الكسوف عبر الأجزاء الشمالية للكرة الأرضية وفي منتصف الطريق سيصل الكسوف ذروته العظمى في شمال غرين لاند عند الساعة 1:41 بعد الظهر بتوقيت المملكة (10:41 صباحاً بتوقيت غرينتش) وستشهد مدينة (كاناك) في غرينلاند الكسوف في شكله الحلقي لمدة 3 دقائق و51 ثانية وسيغطى قرص الشمس بنسبة 94% ضمن مسار بعرض 527 كيلومتراً، بعدها سينتقل مسار الكسوف الحلقي من القطب الشمالي لينتهي عند غروب الشمس فوق شمال شرق سيبيريا.
وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة: «بشكل عام يمكن أن تكون رؤية الكسوف الحلقي عند شروق الشمس أو غروبها مهمة للغاية نظراً للتأثيرات الجوية، ومع ذلك وبسبب التضاريس والغابات وأحوال الطقس قد لا تكون كندا أو روسيا مناسبة بما فيه الكفاية، لذلك قد يكون شمال غرينلاند الخيار المناسب لرصد هذا الكسوف الحلقي».
وستحظى بعض المناطق برؤية منظر استثنائي للكسوف الجزئي عند شروق الشمس حيث سترصد «قرون الشمس» تشرق فوق الماء في خليج ثندر بكندا، ومدينة سو ساينت ماري الكندية، ومدينة تورونتو، ومدينة فيلادلفيا، ومدينة نيويورك، ومدينة أتلانتيك سيتي، وستشهد أماكن أخرى شروق الشمس المكسوفة على شكل زعنفة سمكة القرش، مثل مدن أوتاوا، ومونتريال وبوسطن.
من ناحية أخرى سيشهد ثلث شمال أوروبا كسوفاً جزئياً للشمس، وسيكون بنسبة 60% في سماء أيسلندا، في حين أن المملكة المتحدة وإيرلندا والدول الأسكندنافية سيكون الكسوف الجزئي فيها بنسبة تتراوح من 20% إلى 50%.
علمياً سيستغل كسوف الشمس لإجراء تجربة علمية ضمن مسار الكسوف الحلقي في المنطقة القطبية لدراسة طبقة الايونوسفير في الغلاف الجوي لكوكبنا باستخدام هوائيات ضمن شبكة من مشغلي الاتصالات اللاسلكية لاختبار قوة وصول إشارات الترددات العالية كمقياس لتحديد تأثير الكسوف على الغلاف الجوي للأرض لمعرفة مقدار تأثر طبقة الأيونوسفير بكسوف الشمس ومدة بقاء ذلك التأثير ومقارنة النتائج بالكسوفات السابقة والقادمة.
يُذكر أنه سيتبع هذا الكسوف الحلقي للشمس، خسوف جزئي للقمر «منتصف ربيع الآخر 1443» في نوفمبر القادم وسيكون غير مشاهد في الوطن العربي.