كتاب ومقالات

ذئاب وضباع في غابة الإعلام !

خالد السليمان

الحيادية مع القضايا الوطنية في زمن التعرية الإعلامية هي أقرب إلى السذاجة منها إلى الممارسة المهنية، لذلك لا أفهم كيف يمكن أن تكون قناة سعودية الهوية والملكية أحياناً منبراً لخطاب العدو أو ممراً للخصوم للإساءة والتشكيك بعدالة قضايا الوطن أو تشويه صورته !

قناة الجزيرة لم تمارس الحيادية طيلة ٢٥ عاماً، وكانت خنجراً مسموماً في خاصرة السعودية رغم أنها تبث من عاصمة دولة خليجية، أيضاً القنوات الأجنبية الناطقة باللغة العربية مثل BBC والحرة والفرنسية والروسية لم تتعامل دائماً بحيادية مع قضايانا وشوهت غالباً صورتنا !

بل إن بعض هذه القنوات لم تتخل عن الحيادية وحسب، بل مارست الانحياز السلبي وتبنّت خطاباً عدائياً، وبدت غالباً وكأنها أداة إعلامية تخدم كل عدو للمملكة العربية السعودية، لذلك ليس مفهوماً ولا مقبولاً أن تمارس قنوات سعودية الهوية حيادية ساذجة أو أن تخترق لتكون منبراً لخطاب العدو !

وإذا كنا نشكو من ضعف بعض الإعلام السعودي، فإن ضرر هذا الضعف على عظمه لا يوازيه ضرر سوء إدارة الأدوات الإعلامية السعودية، وعلى المختصين في المنظومة الإعلامية مسؤولية مراجعة إستراتيجية وإدارة الإعلام وضمان أن يكون داعماً للسياسات السعودية والقضايا الوطنية لا متفرجاً عليها أو مضراً بها !

أعلم أن هناك من يتمسك بمبادئ المهنية، لكننا لسنا في أجواء الممارسة المثالية، فالإعلام الأمريكي نفسه تعرت مهنيته خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كما أن فضيحة مقابلة الأميرة ديانا في BBC زلزلت أساسات مصداقية معقل الإعلام في لندن، وفي حادثة خاشقجي تحولت بعض أكثر الصحف العالمية مهنية إلى صحافة صفراء !

باختصار.. إن لم تكن ذئباً في غابة الإعلام فلا تكن مطية للضباع !