أخبار

كوفيد.. قويٌّ أم خارتْ قوّتُه ؟

الإصابات تتضاءل في دول.. وتتفاقم في أخرى.. وحملات التطعيم تتسارع

فرنسيون يستمتعون بالإبحار في إحدى قنوات باريس أمس. (وكالات)

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

• أخبار سارة: انخفض عدد الإصابات الجديدة خلال الأسبوع المنتهي في 6 يونيو الجاري إلى أدنى مستوى منذ منتصف مارس الماضي، إذ لم يتعد 3 ملايين حالة جديدة، بحسب إحصاءات جامعة جونز هوبكنز. وهو الأسبوع السادس على التوالي الذي يستمر فيه انحسار الإصابات الجديدة في أرجاء العالم، خصوصاً في الهند. وسجلت الولايات المتحدة أمس الأول، أدنى مستوى من الحالات الجديدة منذ مارس 2020، وهو 5455 إصابة جديدة. كما أن الوفيات بالوباء آخذة في الانحسار؛ إذ هبط عددها من 92 ألف وفاة في الأسبوع نهاية أبريل 2021 إلى أقل من 80 ألفاً بنهاية الأسبوع الأخير من مايو الماضي.

• الأخبار السيئة: على رغم الانحسار الملموس في الدول الأشد رزءا بنازلة كورونا؛ إلا أن الأنباء التي تشير إلى ارتفاع عدد الحالات الجديدة في بريطانيا، وجزر فيجي، وأماكن أخرى تؤكد أن الوباء لم يندحر بعد.

ويبدو واضحاً من تلك التناقضات أن الحرب أضحت على أشدها بين فايروس كورونا الجديد واللقاحات المضادة له. والدليل على ذلك أن معظم دول العالم بدأت تتجه إلى تسريع حملاتها الرامية لتطعيم أكبر عدد من سكانها. وأتاحت النتائج الإيجابية للتلقيح لدول عدة التفكير في إعادة فتح اقتصادها إلى مستويات ما قبل الجائحة. فها هي تايلند تجهز جزيرة فوكيت استعداداً لاستقبال السياح. وبدأت مدن الهند الكبرى، خصوصاً نيودلهي ومومباي، فتح أسواقها ومحطات النقل العمومي. وأعلنت الفلبين أمس أنها عقدت العزم على تطعيم 22 مليوناً من العاملين في قطاعي السياحة، والنقل. وذكرت وكالة الأنباء الصينية شينخوا أمس أن الصين تعتزم تطعيم 70% من سكانها بحلول نهاية السنة الحالية؛ على رغم أن الصين لا تزال تشهد إصابات جديدة؛ آخرها في ميناء يانتيان بمحافظة شينزن، الذي يعد أحد أكبر موانئ العالم. وذكرت ولاية مهارشترا أنه اعتباراً من أمس (الإثنين) أن المناطق التي يقل فيها معدل الفحوص الموجبة عن 5%، ويقل فيها إشغال أسرة المشافي المزودة بأنابيب الأكسجين عن 25% ستعاني من أدنى مستوى من التدابير الاحترازية. أما المناطق التي تزيد فيها معدلات الفحوص الموجبة على 20%، ويتجاوز معدل إشغال أسرّتها الطبية 75% سيظل سكانها خاضعين لحظر التجول، وإغلاق المحلات التجارية. وأضافت أن مدينة مومباي، التي بلغ معدل فحوصها الإيجابية 5.56% في 3 يونيو الجاري سيسمح بفتح محلاتها التجارية حتى الرابعة مساء، فيما ستظل المجمعات التجارية والمسارح مغلقة. وسمحت ولاية نيودلهي بإعادة فتح المتاجر، مع تخفيض كبير في ساعات العمل. كما قررت إعادة فتح خدمات مترو نيودلهي بنسبة 50%. وقال الوزير الأول لولاية نيودلهي آرفيند كيجريوال إنه بعد أن تمت السيطرة على تفشي وباء كوفيد-19 وجبت إعادة فتح النشاط الاقتصادي. وظلت الهند تخضع للإغلاق منذ التسارع الأخير في التفشي الفايروسي في أبريل الماضي.

وأعلنت اليابان أمس أنها تنوي إصدار شهادات تطعيم للراغبين في السفر إلى الخارج، في مسعى لتعزيز انتعاش قطاع السفر، والنشاطات الاقتصادية المتصلة به. وذكرت السلطات الصحية الولايات المتحدة أنها طعّمت الأحد 1.6 مليون نسمة، بزيادة أكثر من نصف مليون شخص عن السبت الماضي. وفي فرنسا، أكد وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فاران أن بلاده تبذل جهوداً كبيرة للقضاء على بؤر لتفشي سلالة دلتا الهندية، خصوصاً جنوب غربي البلاد؛ في سباق مع الزمن لفتح الحدود الفرنسية لاستقبال الزوار الحاصلين على شهادات تطعيم اعتباراً من 9 الجاري. لكنه تمسك بأن الأزمة الصحية تحسنت كثيراً في أرجاء البلاد. وشدد على أن الحكومة الفرنسية لا تزمع إلغاء التوجيه باتداء الكمامات، بعدما بدأ الناس يتدفقون على مقاهي باريس وشواطئ نهر السين. وتشير أرقام وزارة الصحة الفرنسية إلى انحسار متواصل في عدد الإصابات الجديدة، وتم تطعيم أكثر من نصف عدد البالغين الفرنسيين بجرعة واحدة على الأقل من اللقاحات، فيما بلغت نسبة المحصنين بالكامل 23%.

ذكر استشاري طب الأطفال بكلية ليدي هاردينغ في نيودلهي الدكتور هاريش بيمدي لصحيفة «التايمز» البريطانية أمس، أن البلاد تخوض صراعاً مريراً مع التهاب نادر وقاتل يضرب الأطفال الذين أصيبوا بكوفيد-19 وتعافوا منه. وأضاف أن «ظاهرة الالتهاب متعدد الأنظمة في الأطفال» (MIS-C) يصيب الأطفال بعد تعافيهم من كوفيد بما يراوح بين أسبوعين إلى ستة أسابيع. وأشار إلى أن الأطفال المتضررين من هذا الالتهاب تراوح أعمارهم بين 5 و15 عاماً. وقال إن نحو ألفي حالة تم تسجيلها في أرجاء الهند؛ منها 200 حالة في نيودلهي. وأوضح أن الالتهاب يبدأ في البداية بحمى مرتفعة تؤدي إلى إصابة أعضاء الجسم بالتهابات. ويحتاج نحو 70% من الأطفال المصابين إلى إدخالهم غرف العناية المكثفة. وقال الدكتور بيمدي إن الالتهاب يقود إلى الفشل التنفسي أو الكلوي.