كتاب ومقالات

صاحب الرسالة

وائل بن عبدالعزيز https://wailabdulaziz.com

ضاعت الأمانة فتاهت الرسالة، وقد عُرضت على الجبال فأبت أن تحملها، لأهميتها وعِظم شأنها، فحملها الإنسان، وقد كسبها منذ أن كان في رحم أمه حين كانت تغذيه وتراقب نموه وتهتم بصحته، فالذي تحملهُ في بطنها هو أمانة من بارئها فوجب عليها بالفطرة أن ترعى تلك الأمانة.

فتعلم كيف يمشي ويأكل ويتكلم؛ كل ذلك ليكون إنساناً سوياً، وقد تلقَّن منذ نعومة أظفاره أن يحافظ على مظهره العام، ويراقب كلامه وتصرفاته ليعكس مخرجات ذلك الاهتمام بالأمانة التي حملها الوالدان عندما أرادا مولوداً يحمل اسمهما ويرعاهما حين يبلغان من العمر عتياً، وتلك الدورة بدأت منذ خلق البشرية حتى آخر يوم على وجه الأرض تحت شعار «الإنسانية»، فلنعلم أن أجسادنا وأرواحنا هي أمانة من خالقنا يجب المحافظة عليها، وليست لنا حرية التصرف بها، وأن العلم الذي تلقيناه على أيدي أساتذتنا هو أمانة ورسالة يجب علينا أن نؤديها لمن هم في حياتنا ومن حولنا لتعم الفائدة وتُرفع راية العلم على الجهل.

تملكني الأسف عندما رأيت تهاون وتقاعس بعض الموظفين في أداء مهامهم، متناسين تماماً يمين القسم حين تخرجوا من الجامعات ولما قاموا بالإمضاء على عقد توظيفهم بأن يؤدوا عملهم بكل أمانة وإخلاص، ولنعلم أننا كلنا نحمل على عاتقنا بناء وطننا وتبليغ أسمى رسالة بالحفاظ على عقيدتنا وشريعتنا ومبادئنا وحبنا لوطننا الغالي بالخير.

بعض أصحاب الأقلام ممن لم يتحروا الحقيقة ولم يتعمقوا في مفهوم دينهم بدأوا في التخبط غير مدركين أنهم أصحاب رسالة، وأن ما تخطه أقلامهم أمانة سيُسألون عنها يوم القيامة، وبلا وعي منهم أو وعي يخوضون في تعاريف عدة للأديان، متناسين تماماً أن الدين عند الله هو الإسلام.