أَلِفْ.. فَتحَة.. أَبْ..
الخميس / 29 / شوال / 1442 هـ الخميس 10 يونيو 2021 00:13
ريم بنت عبدالخالق
عجيبة هي الغربة كيف تورث القسوة أحياناً تماشياً مع مقولة (البعيد عن العين.. بعيد عن القلب)، فكلما طالت مدة البعد تبهت الصور وتخفت الأصوات فتختبئ في الذاكرة البعيدة ولا تظهر إلا حين يستثيرها موقف أو حكاية.
ولكن هذه الغربة ذاتها هي من أرجعتني طفلة تتوق إلى حضن أبيها ورائحة شماغه وضحكة عينيه من خلف النظارة وحنانه الذي يغمرني كالطوفان.
وكثيراً ما يمنعني شوقي إليه من الاتصال به، لأنني على يقين بأنه مجرد أن يقول (ألو.. هلا يا حبيبتي) سيعتصر الحنين قلبي وأبكي بِصَمت، وأكثر ما أخاف على أبي هو خوفه علي من حزني..
حبيبي الذي يحني ظهر الوجع ليتكئ عليه متبسماً في وجهي لأن راحتي عزيزة عليه.
حبيبي الذي حين يستقبلني من السفر يسابقني ليقبل رأسي ويدي قبل أن أقبل رأسه ويده.
حبيبي خليط عجيب من الأصالة والتجارب والمعاناة والصبر والهيبة والترف والتواضع والعذوبة.
حبيبي أمتع من يتحدث وأذكى من يحاور وأكرم من يستضيف.
حبيبي تُباري أناقة مظهره أناقة حديثه فتراه طوال اليوم حتى داخل البيت في أبهى حلة وكأنه في انتظار أهم ضيف.
حبيبي الذي أترقب ثلث الليل الأخير لأمر بجانب حجرته فأسمع تلاوته للقرآن أو أجده يذود عني أذى الدنيا ويجلب لي المستحيل بتضرعه وهو ساجد.
حبيبي يحب القهوة ورائحة العود والصحف الورقية ونشرات الأخبار وأغاني الست.
حبيبي جميل الخط رائع الأسلوب، يعشق الكتب ويتلهف على القراءة، ولو رأيتم فرحته بكتاب جديد لحسدتم هذا الكتاب على الشغف الذي في عينيه ورقة أنامله وهو يقلب صفحاته، فهو موسوعة ثقافية بل مكتبة تمشي على قدمين، تتنافس في كلماته الحكمة والأدب والوعي والطيبة.
حبيبي.. أول الأبجدية وسنام الحكمة وأصدق العشق وكل البركة.
هل تصدقون أنه يمكن لبشر أن يتوسد صوتاً..؟!
أنا أتوسد دعاء أبي في ليالي الأرق وألتحف رضاه؛ لأستجير من برودة غربتي عنه.
ليتني لا أبيت ليلة إلا وقد قبلت كل شعرة بيضاء في رأسه، ولو أن في الأرض موضعاً واحداً أتمنى أن أقف فيه بلا تعب فيا ليتني آخذ موضع عصاه تحت يده وبجوار أقدامه.
وحين تتباهى نساء الدنيا بأنهن معشوقات فلان وعلان، أتباهى بأني حبيبة أبي وقطعة من روحه وامتداد طيبته وكرمه وحنانه.
فيا ربِّ أمطره بسحائب لطفك وكرمك ومتعه بعافيته، فلا نور في دنياي إلا في عيني أبي.
* أصدق الحب:
قال تعالى: «اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي».
سورة يوسف
ولكن هذه الغربة ذاتها هي من أرجعتني طفلة تتوق إلى حضن أبيها ورائحة شماغه وضحكة عينيه من خلف النظارة وحنانه الذي يغمرني كالطوفان.
وكثيراً ما يمنعني شوقي إليه من الاتصال به، لأنني على يقين بأنه مجرد أن يقول (ألو.. هلا يا حبيبتي) سيعتصر الحنين قلبي وأبكي بِصَمت، وأكثر ما أخاف على أبي هو خوفه علي من حزني..
حبيبي الذي يحني ظهر الوجع ليتكئ عليه متبسماً في وجهي لأن راحتي عزيزة عليه.
حبيبي الذي حين يستقبلني من السفر يسابقني ليقبل رأسي ويدي قبل أن أقبل رأسه ويده.
حبيبي خليط عجيب من الأصالة والتجارب والمعاناة والصبر والهيبة والترف والتواضع والعذوبة.
حبيبي أمتع من يتحدث وأذكى من يحاور وأكرم من يستضيف.
حبيبي تُباري أناقة مظهره أناقة حديثه فتراه طوال اليوم حتى داخل البيت في أبهى حلة وكأنه في انتظار أهم ضيف.
حبيبي الذي أترقب ثلث الليل الأخير لأمر بجانب حجرته فأسمع تلاوته للقرآن أو أجده يذود عني أذى الدنيا ويجلب لي المستحيل بتضرعه وهو ساجد.
حبيبي يحب القهوة ورائحة العود والصحف الورقية ونشرات الأخبار وأغاني الست.
حبيبي جميل الخط رائع الأسلوب، يعشق الكتب ويتلهف على القراءة، ولو رأيتم فرحته بكتاب جديد لحسدتم هذا الكتاب على الشغف الذي في عينيه ورقة أنامله وهو يقلب صفحاته، فهو موسوعة ثقافية بل مكتبة تمشي على قدمين، تتنافس في كلماته الحكمة والأدب والوعي والطيبة.
حبيبي.. أول الأبجدية وسنام الحكمة وأصدق العشق وكل البركة.
هل تصدقون أنه يمكن لبشر أن يتوسد صوتاً..؟!
أنا أتوسد دعاء أبي في ليالي الأرق وألتحف رضاه؛ لأستجير من برودة غربتي عنه.
ليتني لا أبيت ليلة إلا وقد قبلت كل شعرة بيضاء في رأسه، ولو أن في الأرض موضعاً واحداً أتمنى أن أقف فيه بلا تعب فيا ليتني آخذ موضع عصاه تحت يده وبجوار أقدامه.
وحين تتباهى نساء الدنيا بأنهن معشوقات فلان وعلان، أتباهى بأني حبيبة أبي وقطعة من روحه وامتداد طيبته وكرمه وحنانه.
فيا ربِّ أمطره بسحائب لطفك وكرمك ومتعه بعافيته، فلا نور في دنياي إلا في عيني أبي.
* أصدق الحب:
قال تعالى: «اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي».
سورة يوسف