كتاب ومقالات

خذوني على قد (مقالي) !

ريهام زامكه

قال أحد الفاهمين: «الموسيقى هي مرآة لشخصياتنا، فهي تعكس مشاعرنا وتوجهنا الاجتماعي».

لذا أطلب من أي شخص مزاجه الموسيقي تعبان أو (مُش ولابد) أن لا يكمل قراءة هذا المقال (الطربان) مثل كاتبته.

شعور جميل أن تكتب مقالك في الصباح الباكر وأنت ترقص، -عفواً- وكلماتك ترقص وتتراقص وتطرب على صوت صديقتي الحبيبة «أم زياد» وهي تقول:

(حبيتك في الصيف، حبيتك في الشتا)، ولكن وبمناسبة الأجواء الجميلة التي نعيشها حالياً أريد وبكل أمانة أن أسألها: كيف حبيتيه في الصيف يرحم أمك ؟

وإلى أن تعطينا الوصفة والجواب، دعوني أخبركم أن استماع الفرد إلى الموسيقى يشعره بالسعادة، ويساعده على تنظيم عواطفه، وأن تعّلم الموسيقى في عمر مُبكر يحفز دماغ الطفل بطرق تساعده على تحسين مهارات الاتصال، والمهارات البصرية والكلامية أيضاً.

وقد أكدت العديد من أبحاث العلماء وليس (بياعيّ الكلام) أمثالي آثار الموسيقى على (نافوخك) يا عزيزي القارئ.

وقد توصلوا أخيراً أن الأشخاص الذين يتعرضون إلى الموسيقى أفضل من أولئك الذين لا يستخدمون الموسيقى في حياتهم، حيث تساعد الموسيقى على بقاء أدمغتهم في حالة من النشاط والاستعداد وتقوية الذاكرة.

كما أن الاستماع إلى الموسيقى والاستمتاع بها يقلل من مستويات هرمون الإجهاد، وهو المسؤول عن إضعاف جهاز المناعة لدى الإنسان وضعف ذاكرته، وربما يعرّضه إلى خطر الإصابة بأمراض القلب، وضغط الدم، الله يكفينا الشر.

وقد أوضحت أن كل ما سبق هي دراسات لعلماء حتى لا يتبلاني شخص بليد يستمع إلى شيلات بآلات موسيقية كاملة ويطرب بها وهو (يطق رقبة) ثم يُدرعم عليّ وهوّ يقول: يختّي الموسيقى والأغاني حرام !

والله الحرام هو كذب البعض على أنفسهم، كونهم من داخلهم يطربون ويستأنسون بالموسيقى ثم يناقضون أنفسهم بغير ذلك !

فمن الطبيعي جداً أن تجد من يُشيد بأحد، أو يفخر بعائلته، وبإنجازاته، لكن من غير الطبيعي أن تستمع وتستمتع (بهياط مُموسق) يغني فيه المؤدي وكأن أحداً يركض وراءه، وقد يرى فيه أنه أعلى من أحد، وأحسن مكانة ودماً، وأعظم نسلاً، فهذه عنصرية مقيتة فرّختها لنا تلك (الشيلات) التي لا أستسيغها ولا تعجبني ولا أعتبرها إلا تلوثاً سمعياً وفنياً !

وربما قليل جداً منها الذي قد يكون خالياً من الهياط والنعرة الكذابة، ولكن كما يقولون للناس فيما (يسمعون) مذاهب.

الناس الطبيعية دائماً ما إن تبدأ الفرقة الموسيقية بعزف مقدمة أغانيهم المفضلة يشعرون بأن الموسيقى قد اجتاحت كيانهم، وكأن العازفين يعزفون على أوتار قلوبهم، ثم يرفعونهم من الأرض إلى (سابع سما) وهُم في سعادة وحبور.

أذكر في إحدى (ليالي الأُنس) مع مجموعة من الصديقات، غثتنا وأفسدت جوّنا صديقة ذائقتها الموسيقية (مضروبة) مثل عقلها، طلبت منّا الاستماع لشيلة يقول فيها المؤدي: «حبيبي شرب شاهي بنعناع، وأنا شاهي أحمر شرّبوني»!

ولا أدري ما علاقتنا بماذا شرب حبيبه! لذا عقاباً لها وردعاً لأمثالها منعتها أن تُشاركنا ما لذ وطاب على العشاء، وطلبنا لها (عيش وشاهي).

ونصيحتي لكم؛ انتقوا موسيقاكم، نظّفوا مسامعكم، واستمعوا إلى الموسيقى بارك الله فيكم، فهي غذاء ودواء لأرواحكم وعقولكم وقلوبكم.

صدقوني ولا تقولوا عنّي مجنونة، بل أرجوكم افهموني وخذوني على قد (مقالي) !