أخبار

«بينيت».. الشعبوية الصهيونية.. قادمة سحل الفلسطينيين.. ودفْن حل الدولتين

نفتالي على خطى «نتن - ياهو».. انقلاب «التلميذ المتشدد» على «الأستاذ المتطرف»

قتل الأطفال الفلسطينيين عنوان حكومة بينيت.(متداولة)

كتب: فهيم الحامد Falhamid2@

في عام 2013، قال الصهيوني بينيت الذي أصبح أمس رئيسا لوزراء إسرائيل مطيحا بأستاذه نتانياهو بفارق صوت واحد، إنه «يجب قتل الإرهابيين الفلسطينيين -بزعمه- وليس إطلاق سراحهم» على حد قوله، مضيفا أن الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال، لأنه «لم تكن هناك دولة فلسطينية هنا»، وأن «الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن حله»؛ معتبرا أن قيام دولة فلسطينية سراب.

بينيت الذي يظهر على الدوام واضعا القلنسوة على رأسه الأقرع، أحدث عام ٢٠١٢ ثورة في السياسة عندما تولى رئاسة حزب البيت اليهودي اليميني المتشدد، الذي كان يواجه احتمال خسارة كل مقاعده في البرلمان. فنجح في تعزيز حضوره البرلماني بأربعة أضعاف، بعدما أدلى بسلسلة تصريحات نارية حول الصراع مع الفلسطينيين. وأصبح زعيم اليمين المتشدّد في إسرائيل نفتالي بينيت (49 عاماً) رئيس وزراء إسرائيل الجديد، خلفا لنتانياهو، وقد عمل لسنوات إلى جانبه، وكان يوما من أوفى تلامذته.

وأدى بينيت اليمين الدستورية في الكنيست أمس بعد أن حصل الائتلاف الحكومي الجديد الذي يرأسه على ثقة البرلمان. ويعتمد بينيت خطابا دينيا قوميا متشددا، ويقود حزب «يمينا» المؤيد للاستيطان وضم إسرائيل أجزاء من الضفة، كما يدعو إلى سياسة متشددة حيال إيران. وهو أول زعيم حزب يميني ديني متشدد يتولى رئاسة الحكومة في تاريخ الدولة العبرية، بعدما شغل خمس حقائب وزارية سابقا، بينها وزارة الدفاع في العام 2020. وفرض بينيت -وهو رجل أعمال سابق يملك ثروة تقدر بالملايين- نفسه في الساحة السياسية الإسرائيلية منذ سنوات، ويعرف بينيت بـ«صانع الملوك»، والمحسوب على اليمين المتطرف عمل لسنوات بجانب «الملك» المطاح به، وكان من أوفى تلامذته. وتحول بينيت إلى «صانع الملوك» في مرحلة دقيقة من مستقبل نتانياهو الذي انتهى بإبعاد الأخير عن السلطة. وينص اتفاق الائتلاف الحكومي على التناوب في رئاسته، إذ سيكون بينيت رئيسا للوزراء لعامين، قبل أن يسلم الدفة للوسطي يائير لابيد، مهندس الائتلاف والنجم التلفزيوني السابق.

ويرى الخبراء أن النفوذ الذي اكتسبته الجماعات اليهودية المتطرفة خلال 12 عاماً من حكم نتانياهو يجعل من الصعب عليها التأقلم مع أي قوةٍ أخرى على رأس الحكومة، حتى وإن كانت يمينية كنفتالي بينيت، وهي ترى في بينيت خائناً، وقد صرح بعض أفرادها بذلك بالفعل في مظاهراتهم التي انطلقت في القدس عشية إعلان اتفاق بينيت-لابيد لتشكيل حكومة التغيير، بتآلف غير مسبوق بين اليمين واليسار عنوانه الإطاحة بنتانياهو، الحليف الأقوى، إن لم يكن الوحيد، لهذه الجماعات في الطبقة السياسية الحاكمة الآن. ويتوقع المحللون الإسرائيليون من اليمين ومن اليسار ألا يبقى بينيت مطولا في منصبه رئيسا للوزراء.